المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعلكم تتفكرون


نزف القلم
24-12-2024, 09:57 AM
معاشر المؤمنين الكرام: الكونُ بكل شيءٍ فيهِ خاضعٌ لأمر اللهِ ومشيئته، منقادٌ لتدبيره وإرادته، شاهدٌ بوحدانيته وعظمته، دالٌ على بديع صنعهِ وبالغِ حكمته، دائمُ التسبيحِ بحمده وعبادته، {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44].. ولقد خلقَ اللهُ الإنسانَ في أحسن تقويم، وكرَّمهُ أفضلَ تكريم، وزوَّدهُ بالعقل والبصر والحواس، وحثَّهُ على التفكُّر والتأمُّلِ في بديع ما خلقَ، فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم: 8]؛ وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].. وقال سبحانه: {كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون} [البقرة: 219].. وقال جلَّ علا: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21]، وقال عزَّ وجل: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176].. وقد ذم الله تعالى من عطل عقله عن التفكر فقال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].. وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105].. والتّفكُّرُ هو إعمالُ العقل في آيات الله المسطورةِ في كتابة، والمنظورةِ في أرجاء كونه، بغرض الاتعاظ وأخذ العبرة، وملاحظة الدقَّة وكمال القدرة، ومشاهدة الجمال، وروعة التصميم، وحُسْن التنظيم، وظهور الحكمة، وتجلي العظمة.. فالتّفكرُ عبادةٌ من أجل العبادات، تقوي الإيمان، وتردعُ عن العصيان، وتجلبُ محبة الرحمن، وتورثُ الحكمة، وتحيي القلوب، وتغرس فيها الخوفَ والخشية، وتقوي النفوس على امتثال الأوامرِ والنواهي، وتزيدها عِلمًا بكمال قدرة الله ودقَّةِ إتقانه لما خلق، واتساع علمه وخبرته بخلقه، وسعة رحمته بهم، وعظم إحسانه إليهم، وعظمِ حقه عليهم، ومدى افتقارهم وحاجتهم إليه سبحانه.. قال أبو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ.. وقال ابن القيم: وأحسن ما أُنفِقت فيه الأنفاس التفكُّر في آيات الله وعجائب صُنعه.. قال بِشْر بن الحارث الحافي: لو تفكَّر الناس في عظَمة الله تعالى لَمَا عصَوْه.. وكلما كان الإنسانُ أكثرَ تفكرًا كان أكثر علمًا وخشية لله تعالى، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28].. وفي الصحيحين: من حديث السبعة الذين يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ، وذكر منهم رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.. ولمن يسأل وفيم أتفكر؟ فالجوابُ أنَّ مجالات التّفكُّرِ كثيرةٌ.. أولها) التّفكّرُ في آيات القرآن العظيم، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].. وقال سبحانه: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [يونس: 24].. وقال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [الحشر: 21].. وفي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: «لقد نزلتْ عليَّ الليلةَ آياتٌ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكَّرْ فيها»: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...} [آل عمران: 190].. ومن أنواع التّفكّر: التّفكّرُ في مخلوقات الله وبديع صنعه: قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190].. وقال سبحانه: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ} [النور: 44].. وقال تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: 17].. وقال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 20].. وقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 20].. وفي نومنا وموتنا عِبرةٌ وفكرة: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42].. ومن أنواع التّفكُّر، التّفكّرُ في الدار الآخرة: قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 13].. والآيات في هذا الباب كثيرة جدًا.. ومن مجالات التّفكّرِ العظيمة، التّفكّرُ في مصارع الأممِ الغابرة، {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [الأعراف: 176].. وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف: 111].. ومن أنواع التّفكّر: التّفكّرُ في حال الدنيا وسرعةِ زوالها، وتقلُبِ أحوالها، وكثرةِ مُنغِصَاتها، فمن تفكَّر في ذلك لم يتعلق قلبهُ بها، ولم يحزن على فوات شيءٍ من متاعها، قال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُّ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].. وقال تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: 219].. تفكرت في حشري ونشري ويوم قيامتي.. وإصباحُ خدي في المقابر ثاويا.. وحيدًا فريدًا بعد عزٍّ ومنعةٍ.. رهينًا بجرمي والترابُ وساديا.. تفكرتُ في طول الحسابِ وعرضهِ.. وذُل مقامي حينَ أُعطى كتابيا.. ولكن رجائي فيك ربي وخالقي.. بأنك تعفو يا إلهي خطائيا.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [لقمان: 10].. معاشر المؤمنين الكرام: الهداية نوعان: هداية دِلالة، فكل من دلك على شيءٍ فقد هداك، {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} [الشورى: 52]، وهداية توفيقٍ، وهذه بيدِ اللهِ وحدهُ، كما قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56].. وقال تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23].. ولشدة الحاجةِ لهذه الهداية، شرعَ الله أن نُكثرَ من طلبها: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 5].. ثم إنّ أفضلَ ما يكتسبهُ الانسانُ ويعينهُ على مصالح دينهِ ودنياه، عقلٌ راشدٌ يهديهِ للصواب، ويرُدُّه عن الخطأ.. وكثيرةٌ هي الآيات التي تأمرُ المسلم كي يُعملَ عقلهُ فيما خُلقَ له، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} [الحج: 46].. وقال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُون} [القصص: 60].. وذمّ القرآنُ من لا يستخدم عقلهُ فيم خُلِقَ له، وعدَّه بمنزلةٍ أقلّ من الحيوان، تأمل: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 22].. ويَقُولُ الخليفة الراشد عَلِيٌّ بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ سَبَقَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ أَقْوَامٌ مَا كَانُوا بِأَكْثَرِ النَّاسِ صَلَاةً وَلَا صِيَامَا وَلَا حَجَّا وَلَا اعْتِمَارَا، وَلَكِنَّهُمْ عَقَلُوا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَوَاعِظَهُ، فَوَجِلَتْ مِنْهُ قُلُوبُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ نفُوسُهم، وَخَشعَتْ لهُ جَوَارِحُهم.. وقال بعض الحكماء: (ركّبَ اللهُ الملائكةَ من عقلٍ بلا شهوة، وركب البهائم من شهوةٍ بلا عقل، وركب ابن آدم من كليهما، فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته على عقله فهو شرٌ من البهائم).. والأمر ليس سهلًا يا عباد الله: فكم من النصائحِ والمواعظِ سمعناها وعقلناها، واقتنعنا بجدواها، ثم لم نستفد منها حتى نسيناها؟.. كم من المواقف والأحداث التي مرت بنا، وكان ينبغي أن نتخذ حيالها موقفًا معينا، ولكننا لم نفعل الصواب، لأننا خضعنا لأهوائنا ولم نخضع لعقولنا.. فهذه يا عباد الله: دعوةٌ صادقةٌ، أن نُعمِلَ عقولنا فيم خُلقت له، وبما يعودُ علينا بالمنفعة عاجلًا وآجلًا، فمن عطَّلَ عقلَه عمَّا خُلقَ له، ولم ينتفِع به في معرفة الحقِّ واتباعه، ومعرفة الباطلِ واجتنابِه، وتعلُمِ الخيرِ والمُسارعةِ لفعله، ومعرفةِ الشرِّ للابتِعادِ عنه والتحذير منه، فهو لا شك من الخاسِرين، ولن ينفعه ما تمتَّع به في الدنيا، بالغًا ما بلغ، وسيندَمُ في يومٍ لا ينفعُ فيه الندَمُ: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} [الشعراء: 89].. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10].. قال الإمام ابن القيم: ليس شيءٌ أنفعَ للعبد من الصدقِ مع ربهِ في جميعِ أمورهِ؛ فاللهُ تعالى يقول: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21]، وفي الحديث المتفق عليه: «إن الصدقَ يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة».. فجعلني الله واياكم من الصادقين الموفقين، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولوا الألباب.. ألا فاتقوا الله عباد الله، واستبقوا الخيرات قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم على زلاتها، وكفُّوها عن التماديِ في شهواتها.. واعلموا أنّ من نظرَ في العواقب نجا، ومن أطاع النفس والهوى، تردى وهوى، و {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80].. ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.. اللهم صلِّ على محمد...
الكاتب: الشيخ عبدالله محمد الطوالة

نسيم الذكرى/❀
24-12-2024, 09:58 AM
ما أروع قلمك حين يصول ويجول ..
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان ..
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دائمآ فى صعود للقمه ..

ŞhổQ
24-12-2024, 09:58 AM
يانزف القلم كلماتك كالأزهار في البستان
تفوح بعطر الإبداع والتميز.
طبت وحرفك يبهج.

عطر المساء
24-12-2024, 09:58 AM
سلمت على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود ..!

نبض الاحاسيس❁♩‏
24-12-2024, 09:58 AM
حرفك كنجمة في سماء الأدب،
يضيء دروب الفكر والجمال.
طبت وحرفك يزهو.

عاشقة الورد❀
24-12-2024, 09:58 AM
أعجبني طرحك الذي يتسم بالتميز والرقي
كل سطر كتبته ينبض بالإبداع والجما
مما يجعلنا نتوقف ونتأمل في روعة الأسلوب
دمت متألقاً ومبدعاً
ولك مني كل الاحترام والتقدير

خافقي انت❞❖
24-12-2024, 09:58 AM
استنشقت عبير طرحك وتجولت بين سطوره
لأستمتع بتلك الدرر المتناثرة
أسلوبك المميز بالطرح
يجعلان من كل كلمة جواهر تُضيء طريق الفكر
لك مني أسمى آيات التقدير والإعجاب
لا عدمناك

كريزما
24-12-2024, 01:23 PM
جانتقاء مكلل ب اهاديِج الزهور
اشكرك عدد مداد الارض
لروحك الجوري
*,
.
.
:2388346810:

reda laby
24-12-2024, 04:00 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

خواطر انثى
24-12-2024, 08:33 PM
سلمت يمناك ع الطرح القيم
لأعدمنا هذا العطاء الرائع
‏لك انقى الود وأجزل الشكر
‏دمت بِ سعاده لا تنتهي
:2388346810:

همس الروح
24-12-2024, 11:28 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
تحيتي وتقديري:200 (44)::200 (44):

ابتسامة الزهر
24-12-2024, 11:35 PM
سلمت اناملك ويعطيك العافيه على مجهودك
في أنتظار المزيد
والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميلة
ودائما في إبداع مستمر
دمت بخير

البدر
25-12-2024, 01:14 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:100 (142):

نـبض
25-12-2024, 04:45 AM
-

جزاك الله خير

إرتواء
25-12-2024, 12:40 PM
موضوع جميل
الله يعطيك العافية
سلمت يداك و دام عطائك

:bright_flower_by_va

عبير الليل
25-12-2024, 03:12 PM
نتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:ezgif-4-e0934f3318:

حسن الوائلي
25-12-2024, 03:37 PM
طرح نوراني تسامى أجرا وخيرا
نسأل الله لكم التوفيق في
حياتكم وجزاكم خير الجزاء
واثابكم بوركتم وسلمت
الأيادي اطيب التحايا
دمتم بكل الود والتقدير
:ezgif-5-708d7d38d9:

نسمة عليلة
25-12-2024, 07:55 PM
بوركتم وطرحكم الطيّب
جزاكم الله خيرا و لا حرمكم الأجر..
:ezgif-5-aa9c54fd8c:

رهينة الماضي
26-12-2024, 11:15 AM
سلمت اناملك ويعطيك العافيه على مجهودك
في أنتظار المزيد
والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميلة
ودائما في إبداع مستمر
دمت بخير
https://upload.3dlat.com/uploads/13604187984.gif

فرآشه ملآئكية
27-12-2024, 06:58 AM
~`
















جَمُيّـــلُ
يسلمو الايادي على المجهود الرائع
يعطيك الف عافيه
ودي

- وهُــم .
29-12-2024, 12:29 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):

سما الموج
31-12-2024, 08:46 AM
بارك الله فيك على طرحك القيم
جزيت جنة عرضها السماوات والارض
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
مع أطيب التحايا لـ جهودك القيمة
:ezgif-1-9c86dcdc72:

وتين
19-01-2025, 02:15 AM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم
:ezgif-4-5226ff7684:

محمد
13-05-2025, 06:49 AM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif

علياء
10-08-2025, 02:03 AM
طرح بغاية الروعه و مترف بالجمال جزاك الله خيرا
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
*/:0 (304):