ابتسامة الزهر
03-01-2025, 11:45 PM
شوبنهآور
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/cc/Schopenhauer_1852.jpg/260px-Schopenhauer_1852.jpg
وُلد أرتور شوبنهاور في مدينة دانزيغ الألمانية (كانت سابقًا جزءًا من الكومنولث البولندي الليتواني، وتُعرف اليوم باسم غدانسك، وهي إحدى مدن بولندا) في شارع هايليغه غايست غاسه (شارع القدّيس دوخا 47 حاليًا)، وهو ابن يوهانا شوبنهاور (تروزينر بالولادة، 1766-1838) وهاينريك فلوريس شوبنهاور (1747-1805)، وينحدر والده ووالدته من عائلتين أرستقراطيتين ألمانيّة وهولنديّة الأصول. لم يكن والداه متدينين، وكانا من مؤيدي الثورة الفرنسية والجمهوريانية والكوسموبوليتية، وكانا معجبين بإنجلترا وثقافتها وأدبها. انتقل هاينريك إلى هامبورغ -وهي مدينة حرة ذات دستور جمهوري- بعدما أصبحت دانزيغ جزءًا من بروسيا، لكنّ عمَل شركته التجارية استمرّ في دانزيغ حيث بقي معظم أفراد العائلة الكبيرة. لشوبنهاور شقيقة واحدة هي أديله، ووُلدت في 12 يوليو عام 1797.
أُرسل أرتور إلى لاهاي في عام 1797 ليعيش لدى عائلة شريك والده التجاري، وهو غريغوار دو بليزيمار. كان أرتور سعيدًا على ما يبدو إبان السنتين اللتين قضاهما هناك، فتعلّم الفرنسية وأسس صداقة طويلة مع جان أنتيم غريغواري دو بليزيمار. بدأ أرتور تعلّم العزف على الناي منذ عام 1799، وفي عام 1803، ذهب برفقة والديه في جولة سياحية إلى هولندا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا وبروسيا. كانت جولةً سياحية سعيدة، واستغلّ والده الفرصة لزيارة بعض شركائه التجاريين في الخارج.
عرض عليه والده خيارًا من اثنين: البقاء في المنزل والتحضير للجامعة، أو السفر معه وإكمال تعليمه التجاري. اختار أرتور السفر مع والده، وندم أشد الندم على هذا الخيار لأن تعلّم مهنة التجارة أضجره. أمضى أرتور 12 أسبوعًا من جولته في مدرسة ضمن ويمبلدون، فخاب أمله بشدة من تديّن الكنيسة الأنجليكية الصارم والسطحي فكريًا. استمرّت انتقاداته اللاذعة للتدين الأنجليكاني في مراحل لاحقة من حياته على الرغم من إعجابه بالثقافة الإنجليزية ونتاجها. تعرّض أرتور لضغوطات من والده أيضًا، فلم يكن الأخير راضيًا عن تحصيله الدراسي.
توفي هاينريك في سنة 1805 بعد غرقه في قناة قريبة من منزله في هامبورغ. ربما كانت وفاته حادثة طبيعية، لكن زوجته وابنه اعتقدا أن الأب أقدم على الانتحار. اتسم والده بسلوك غير اجتماعي، فكان مصابًا بالقلق والاكتئاب، وبرزت أعراضهما بشدة في مراحل متأخرة من حياته. أصبح الأب أيضًا شديد الاهتياج، حتى أن زوجته بدأت التشكيك في صحته النفسية. «كان لدى الوالد خوفٌ مظلم وغامض، دفعه لاحقًا رمي نفسه من عليّة منزله في هامبورغ».
برزت على أرتور أعراض تقلّب المزاج أيضًا منذ شبابه، واعترف مرارًا أنه ورث المزاجيّة من والده. في الواقع، تشير دلائلٌ إلى حالات أمراض نفسية خطيرة في عائلة والد شوبنهاور. أُعجب شوبنهاور بوالده على الرغم من مشقّة العيش معه، وذكره لاحقًا بصورة إيجابية. خلّف هاينريك شوبنهاور تركة ضخمة قُسّمت إلى 3 أقسام، خُصّصت لكلٍّ من يوهانا وطفليها. خُوّل شوبنهاور للتحكّم في ورثته عندما يصل إلى سنّ الرشد. استثمر شوبنهاور أمواله استثمارًا محافظًا في السندات الحكومية، وحصل على فائدة سنوية تزيد عن ضعف الأجر الذي يتقاضاه بروفيسورٌ جامعي. عندما أنهى شوبنهاور تدريبه في المتجر، وبتشجيع من والدته، كرّس نفسه للدراسة في المدرسة الإرنستينية الثانوية في غوتا، الواقعة في دوقية ساكسونيا غوتا ألتنبورغ. كان لشوبنهاور حياة اجتماعية بارزة هناك، فعاشر النبلاء المحليين وأنفق جزءًا كبيرًا من أمواله، وذلك ما أدى إلى قلق والدته الحريصة على الاقتصاد. ترك شوبنهاور المدرسة الثانوية بعد كتابة قصيدة ساخرة من أحد معلميه في المدرسة. ادعى شوبنهاور أنه ترك المدرسة طوعًا، لكن رسائل والدته تدل على أنه طُرد من المدرسة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/cc/Schopenhauer_1852.jpg/260px-Schopenhauer_1852.jpg
وُلد أرتور شوبنهاور في مدينة دانزيغ الألمانية (كانت سابقًا جزءًا من الكومنولث البولندي الليتواني، وتُعرف اليوم باسم غدانسك، وهي إحدى مدن بولندا) في شارع هايليغه غايست غاسه (شارع القدّيس دوخا 47 حاليًا)، وهو ابن يوهانا شوبنهاور (تروزينر بالولادة، 1766-1838) وهاينريك فلوريس شوبنهاور (1747-1805)، وينحدر والده ووالدته من عائلتين أرستقراطيتين ألمانيّة وهولنديّة الأصول. لم يكن والداه متدينين، وكانا من مؤيدي الثورة الفرنسية والجمهوريانية والكوسموبوليتية، وكانا معجبين بإنجلترا وثقافتها وأدبها. انتقل هاينريك إلى هامبورغ -وهي مدينة حرة ذات دستور جمهوري- بعدما أصبحت دانزيغ جزءًا من بروسيا، لكنّ عمَل شركته التجارية استمرّ في دانزيغ حيث بقي معظم أفراد العائلة الكبيرة. لشوبنهاور شقيقة واحدة هي أديله، ووُلدت في 12 يوليو عام 1797.
أُرسل أرتور إلى لاهاي في عام 1797 ليعيش لدى عائلة شريك والده التجاري، وهو غريغوار دو بليزيمار. كان أرتور سعيدًا على ما يبدو إبان السنتين اللتين قضاهما هناك، فتعلّم الفرنسية وأسس صداقة طويلة مع جان أنتيم غريغواري دو بليزيمار. بدأ أرتور تعلّم العزف على الناي منذ عام 1799، وفي عام 1803، ذهب برفقة والديه في جولة سياحية إلى هولندا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا وبروسيا. كانت جولةً سياحية سعيدة، واستغلّ والده الفرصة لزيارة بعض شركائه التجاريين في الخارج.
عرض عليه والده خيارًا من اثنين: البقاء في المنزل والتحضير للجامعة، أو السفر معه وإكمال تعليمه التجاري. اختار أرتور السفر مع والده، وندم أشد الندم على هذا الخيار لأن تعلّم مهنة التجارة أضجره. أمضى أرتور 12 أسبوعًا من جولته في مدرسة ضمن ويمبلدون، فخاب أمله بشدة من تديّن الكنيسة الأنجليكية الصارم والسطحي فكريًا. استمرّت انتقاداته اللاذعة للتدين الأنجليكاني في مراحل لاحقة من حياته على الرغم من إعجابه بالثقافة الإنجليزية ونتاجها. تعرّض أرتور لضغوطات من والده أيضًا، فلم يكن الأخير راضيًا عن تحصيله الدراسي.
توفي هاينريك في سنة 1805 بعد غرقه في قناة قريبة من منزله في هامبورغ. ربما كانت وفاته حادثة طبيعية، لكن زوجته وابنه اعتقدا أن الأب أقدم على الانتحار. اتسم والده بسلوك غير اجتماعي، فكان مصابًا بالقلق والاكتئاب، وبرزت أعراضهما بشدة في مراحل متأخرة من حياته. أصبح الأب أيضًا شديد الاهتياج، حتى أن زوجته بدأت التشكيك في صحته النفسية. «كان لدى الوالد خوفٌ مظلم وغامض، دفعه لاحقًا رمي نفسه من عليّة منزله في هامبورغ».
برزت على أرتور أعراض تقلّب المزاج أيضًا منذ شبابه، واعترف مرارًا أنه ورث المزاجيّة من والده. في الواقع، تشير دلائلٌ إلى حالات أمراض نفسية خطيرة في عائلة والد شوبنهاور. أُعجب شوبنهاور بوالده على الرغم من مشقّة العيش معه، وذكره لاحقًا بصورة إيجابية. خلّف هاينريك شوبنهاور تركة ضخمة قُسّمت إلى 3 أقسام، خُصّصت لكلٍّ من يوهانا وطفليها. خُوّل شوبنهاور للتحكّم في ورثته عندما يصل إلى سنّ الرشد. استثمر شوبنهاور أمواله استثمارًا محافظًا في السندات الحكومية، وحصل على فائدة سنوية تزيد عن ضعف الأجر الذي يتقاضاه بروفيسورٌ جامعي. عندما أنهى شوبنهاور تدريبه في المتجر، وبتشجيع من والدته، كرّس نفسه للدراسة في المدرسة الإرنستينية الثانوية في غوتا، الواقعة في دوقية ساكسونيا غوتا ألتنبورغ. كان لشوبنهاور حياة اجتماعية بارزة هناك، فعاشر النبلاء المحليين وأنفق جزءًا كبيرًا من أمواله، وذلك ما أدى إلى قلق والدته الحريصة على الاقتصاد. ترك شوبنهاور المدرسة الثانوية بعد كتابة قصيدة ساخرة من أحد معلميه في المدرسة. ادعى شوبنهاور أنه ترك المدرسة طوعًا، لكن رسائل والدته تدل على أنه طُرد من المدرسة