المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على مكث


نزف القلم
23-02-2025, 08:50 AM
﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106]، قوله تعالى: ﴿ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ﴾ [الإسراء: 106]؛ قال مجاهد: على تُؤَدَةٍ، وقال السعدي: "أي: على مَهَلٍ؛ ليتدبروه ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه".
وقال مجاهد وابن عباس وابن جريج: ﴿ عَلَى مُكْثٍ ﴾ [الإسراء: 106]: أي: على ترسُّلٍ في التلاوة وترتيل.
والحكمة في ذلك - والله أعلم - أن تكون ألفاظه ومعانيه أثبت في نفوس السامعين، والتالين له؛ ليعرضوا أنفسهم عليه، ويقيسوا حجم التطابق بين ما يفعلون وما يقولون، وبين ما يريده منهم خالقهم جل وعلا، دون عجَلة، وهذا هو الهدف من قراءة القرآن؛ وهو تحصيل التدبر والعيش مع الآيات، والاستمتاع بها، وليس كثرة القراءة دون فهم ودون تحصيل فائدة، وحتى يتيسر لهم حفظه بسهولة، وحتى يتمكنوا من تطبيق تشريعاته وتوجيهاته تطبيقًا عمليًّا دقيقًا، وهكذا فِعل الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم لم يكن القرآن بالنسبة لهم متعة عقلية ونفسية فحسب، وإنما كان القرآن بجانب حبهم الصادق لقراءته وللاستماع إليه منهجًا لحياتهم، يطبِّقون أحكامه وأوامره، ونواهيَه وآدابه، في جميع أحوالهم الدينية والدنيوية.
قال أبو عبدالرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن، أنهم كانوا يستقرئون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا تعلَّموا عشر آياتٍ، لم يتركوها حتى يعملوا بما فيها؛ فتعلَّمنا القرآن والعمل جميعًا".
فالقرآن الكريم ليس كتابًا يُوضع في البيت للبركة فقط، بل لا بد أن نضعه في بيوتنا وقلوبنا، وأعمالنا ومدارسنا، ومعاهدنا ومصانعنا، وجميع مؤسساتنا؛ لأنه اشتمل على كل شيء، ففيه حل لجميع مشاكلنا؛ قال تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89].
وقد قال الخليفة الأول: "لو ضاع مني عقال بعير، لوجدتُه في كتاب الله".
فالقرآن الكريم تبيانٌ وبيان تامٌّ لكل ما يحتاجه الإنسان في مسيرته في الحياة الدنيا؛ من عقيدة صحيحة، وسلوك قويم، وشريعة محكَمة، فلا حجة بعده لمحتجٍّ، ولا عذر لمعتذرٍ، فلا عقيدة أو سلوك أو شريعة يرضاها الله إلا ما جاء فيه، ولا صلاح للفرد والجماعة إلا بهذه العقيدة والعبادة والسلوك، والشرع والحُكم الإلهي التام الكامل المنزَّه عن الشبهات والهوى؛ فالله سبحانه الذي خلق الإنسان، وهو من يُبين له ذلك وحده؛ ففيه بيان الأصول والعقائد والقواعد لكل شيء.
وكيف نصِل لتدبُّر القرآن؟
سُئل الشيخ السعدي رحمه الله: كيف أصِل لتدبر القرآن؟ قال: "لا تزال تقرأ، ثم تقرأ، ثم تقرأ، حتى يفتح الله في قلبك للتدبر".
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "فالمشروع للمؤمن عند التلاوة - وهكذا المؤمنة - التدبر والتعقل والتفهم، فمعناه: تفهم الآية، يتدبرها يعني: يتعقلها، ما هو المراد، أن يتعقل ويتفهم ما هو المراد من قوله: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، من قوله: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ﴾ [البقرة: 238]، من قوله: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]، من قوله: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56]، وغير ذلك".
وهذه بعض خطوات تُعين على التدبُّر والتفهُّم لكلام الله:
1- القرب مما يحبه الله والامتثال لأمره، والابتعاد عما نهى عنه.
2- استشعار عظمة القرآن، وأنه رسائلُ أرسلها الله إلى عباده؛ لهدايتهم لأفضل السُّبُل.
3- أن يحسب المتدبر أنه هو المخاطب بالقرآن الكريم؛ قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائلَ من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار".
4- معرفة أن القرآن لا تنقضي عجائبه، فلا يُقتصر على ما ورد في تفسير الآية، بل يُعمِل الفكر والنظر، ويتأمل في الآيات وما تدل عليه.
5- تكرار الآية وترديدها، والعودة المتجددة للآيات، فذلك له أثر عظيم في حضور القلب، واستحضار الآيات والتأثر بها.
6- التفاعل مع الآيات بالسؤال والتعوُّذ والاستغفار ونحوه، عند مناسبة ذلك، فذلك يُعين على حضور القلب عند التلاوة.
7- القراءة بتأنٍّ وهدوء، والتفاعل مع الآيات بحضور القلب، وإلقاء السمع، وإمعان النظر، وإعمال العقل، فلا يكون همه الإكثار من القراءة بدون تأمل وفهم لِما يقرؤه.
8- الاطلاع على ما ورد في تفسير الآية، والعودة إلى فهم السلف للآية.
9- أن يربط الإنسان بين آيات القرآن والواقع الذي يعيشه، ويجعل من الآيات منطلقًا لإصلاح حياته وواقعه، وميزانًا لمن حوله وما يحيط به.
10- التأمل في سياق الآية، والسياق يتكون من السباق واللحاق، فالسباق هو ما قبل الآية، واللحاق هو ما بعد الآية.
نسأل الله أن يوفِّقنا لتعلُّم كتابه وفَهمه، وتدبُّره وتطبيقه في حياتنا، وتعليمه أبناءنا، والله أعلم،
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.

ŞhổQ
23-02-2025, 08:51 AM
حرفك كنجمة في سماء الأدب،
يضيء دروب الفكر والجمال.
طبت وحرفك يزهو.

نسيم الذكرى/❀
23-02-2025, 08:51 AM
استنشقت عبير طرحك وتجولت بين سطوره
لأستمتع بتلك الدرر المتناثرة
أسلوبك المميز بالطرح
يجعلان من كل كلمة جواهر تُضيء طريق الفكر
لك مني أسمى آيات التقدير والإعجاب
لا عدمناك

عطر المساء
23-02-2025, 08:51 AM
بديع هو حرفك كالفجر يانزف القلم
يمنح الحياة رونقًا وجمالًا
طبت وحرفك

نبض الاحاسيس❁♩‏
23-02-2025, 08:51 AM
يانزف القلم كلماتك كالأزهار في البستان
تفوح بعطر الإبداع والتميز.
طبت وحرفك يبهج.

عاشقة الورد❀
23-02-2025, 08:51 AM
سطور جميله وحروف رائعه ومعبره
ونص راائع ةمميز وعاشت الايادي
صح لسانك وعلا شانك ولا عدمناك
ودي لك وتحياتي

خافقي انت❞❖
23-02-2025, 08:51 AM
حرفك كنسيم الربيع
ينعش الأرواح ويزين الكون بجماله
طبت وحرفك يضيء.

محمد
23-02-2025, 09:19 AM
تسلم الأيادي على ما قدمت من روائع
تراتيل فرح تغمر قلبك
:0 (294):

فرآشه ملآئكية
23-02-2025, 03:12 PM
~`










جميل
يسلمو دياتك ع الطرح الجميل

يعطيك العآفية

حسن الوائلي
23-02-2025, 05:35 PM
بارك الله بكم لهذا الانتقاء المثمر
طرح نوراني يتجلى منفعة وموعظة
جزاكم الله خير جزاء المحسنين ووفقكم
وافاض عليكم من رحمته وعفوه ومغفرته
تحيتي وخالص الود والتقدير
:0 (386)::0 (386)::0 (386):

reda laby
23-02-2025, 06:38 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

- وهُــم .
24-02-2025, 01:16 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:0 (274):

قهوة المسا
24-02-2025, 08:57 PM
يعطيك العافيه
وكلك ذوووق
ويسعدك ربي

خواطر انثى
24-02-2025, 11:46 PM
‎سلمت يمناك ع الطرح القيّم
‎لأعدمنا هذا العطاء الرائع
‎‏لك انقى الود وأجزل الشكر
‎‏دمت بِ سعاده لا تنتهي

:0 (390)::0 (390):

رهينة الماضي
25-02-2025, 12:13 AM
طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي..
يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك.
:0 (322)::0 (322):

فرآشه ملآئكية
26-02-2025, 12:05 AM
~`











سلمت آناملك لروعـہ طرحهآ ••
يعطِـــيكْ العَآفيَـــہُ ••

تواق
26-02-2025, 08:18 AM
شكرا لهكذا اختيار
طرح جميل ومتميز
كما اعتدنا منكم دائما

بسلام دمتم

عبير الليل
04-03-2025, 03:14 AM
أعجبني طرحك الذي يتسم بالتميز والرقي
كل سطر كتبته ينبض بالإبداع والجمال
مما يجعلنا نتوقف ونتأمل في روعة الأسلوب
دمت متألقاً ومبدعاً
ولك مني كل الاحترام والتقدير

:0 (278):

البدر
05-03-2025, 05:05 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
:0 (297):

الدكتور على حسن
27-04-2025, 12:27 AM
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(391).gifhttps://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(391).gif

كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
ومفيـد جدا بما يحوى ن معلومات قيمة
واكثر من رائعة
ربنا يبارك فيك ويسعدك
ويحقق كل امانيك وامنياتك
يااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى حسـن
https://img-fotki.yandex.ru/get/6501/102699435.c55/0_110298_31e9e8e4_S.png (https://www.3aroussham.com/vb/showthread.php?t=88606)https://img-fotki.yandex.ru/get/6501/102699435.c55/0_110298_31e9e8e4_S.png (https://www.3aroussham.com/vb/showthread.php?t=88606)

♥..αмαℓ
29-06-2025, 08:08 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:0 (351):

عيسى العنزي
05-07-2025, 12:13 AM
شكرا لك
على الموضوع القيم والجميل
يعطيك العافية
احترامي

علياء
10-08-2025, 12:17 AM
طرح بغاية الروعه و مترف بالجمال جزاك الله خيرا
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
*/