خواطر انثى
04-03-2025, 02:58 AM
سبب غزوة فتح مكة:
وقعت غزوة فتح مكة في شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة (630م). وكان سببها نقض قريش العهد الذي بينها وبين رسول الله ﷺ في الحديبية وذلك أن بني بكر كانت قد دخلت في حلف قريش وبني خزاعة قد دخلت في حلف النبي ﷺ، فقاتلت بنو بكر خزاعة وقتلوهم حتى ألجؤوهم إلى الحرم وقتلوهم فيه، وعاونتها قريش بالسلاح والرجال خفية، وقدم عليه عمرو بن سالم الخزاعي يناشده النصر بما بينهم من حلف وإسلام ذاكرا ما فعلته بنو بكر وقريش بهم.
قريش تختار الحرب:
وعلى إثر ذلك أرسل النبي ﷺ إلى قريش يخيرها بين ثلاث، إما أن يدوا القتلى من خزاعة أو يتبرؤوا من حلف بني نفاثة أو أن ينبذ إليهم على سواء فاختارت قريش خيار الحرب.
وقال رسول الله ﷺ "إن أبا سفيان سيأتي ليشد العقد ويزيد في الصلح، وسينصرف بغير حاجة ". فندمت قريش على ما فعلت ، فخرج أبو سفيان إلى المدينة؛ ليستديم العقد ويزيد في الصلح، فرجع بغير حاجة، كما أخبر رسول الله ﷺ.
التجهيز للغزو:
وأمر النبي ﷺ أصحابه بالجد والتجهيز للغزو، وأخذ في جهازه ﷺ وأخفى وجهته وقال "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها" فتجهز الناس.
الخروج للغزو:
فخرج النبي ﷺ في العاشر من رمضان بجيش بلغ عشرة آلاف مقاتل متوجها إلى مكة معه المهاجرون والأنصار وطوائف من العرب وقادوا الخيل وامتطوا الإبل وقدم النبي ﷺ أمامه الزبير بن العوام في مائتين من المسلمين، ولما بلغ قديدا عقد الألوية والرايات ودفعها إلى القبائل، وأفطر وأمر الناس بالفطر رخصة وبين لهم أن الفطر أقوى لهم.
ولما كان بالجحفة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً، وركب العباس بغلة رسول الله ﷺ البيضاء، يبحث عن أحد يبلغ قريشاً لكي تطلب الأمان من رسول الله ﷺ قبل أن يدخل مكة .
وكان أبو سفيان ممن يخرج يتجسس الأخبار، فوجده العباس، فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له الأمان من رسول الله، فجاء به راكباً معه ، حتى أدخله على رسول الله ، فقال له الرسول : " ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله. فقال العباس: ويحك أسلم، فأسلم وشهد شهادة الحق، ثم أكرمه الرسول فقال: "مَن دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهو آمِنٌ، وَمَن أَلْقَى السِّلَاحَ فَهو آمِنٌ، وَمَن أَغْلَقَ بَابهُ فَهو آمِنٌ"[صحيح مسلم (1980)]
الفتح الأكبر:
وفي اليوم التاسع عشر من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، دخل النبي ﷺ فاتحا في تواضع عجيب، حيث كان يركب ناقته القصواء وقد أحنى رأسه على رَحله تواضعًا لله ـ عز وجل ـ، حتى إن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح مستشعرًا نعمة الفتح وغفران الذنوب، وإفاضة النصر العزيز.
عن عبدالله بن مغفل رَأَيْتُ النبيَّ ﷺ يَقْرَأُ وهو علَى نَاقَتِهِ أوْ جَمَلِهِ، وهي تَسِيرُ به، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الفَتْحِ - أوْ مِن سُورَةِ الفَتْحِ - قِرَاءَةً لَيِّنَةً يَقْرَأُ وهو يُرَجِّعُ.[صحيح البخاري: 5047] رَجَّعَ فيها، أي: رَدَّدَ صَوتَه بالقراءةِ في حلقِه، وجهَرَ به مُكرِّرًا بعدَ إخفائه.
العفو عند المقدرة:
ودَخَلَ النبيُّ ﷺ مَكَّةَ يَومَ الفَتْحِ، وحَوْلَ البَيْتِ سِتُّونَ وثَلاثُ مِئَةِ نُصُبٍ فَجَعَلَ يَطْعُنُها بعُودٍ في يَدِهِ، ويقولُ: جاءَ الحَقُّ وزَهَقَ الباطِلُ، جاءَ الحَقُّ وما يُبْدِئُ الباطِلُ وما يُعِيدُ.[أخرجه البخاري (4287)، ومسلم (1781)].
أما أهل مكة من عبدة الأصنام كانوا في حكم الأسرى والرقيق بعد أن فتح الله مكة على نبيه ﷺ، فعفا عنهم رسول الله وأطلق سراحهم فسماهم الطلقاء، قال العليمي في الأنس الجليل: أعتقهم رسول الله ﷺ، وكان الله –تعالى- قد أمكنه منهم فكانوا له فيئًا، فبذلك سمي أهل مكة الطلقاء. وهذه الحادثة من النماذج التاريخية على عفو النبي ﷺ ومقابلته الإساءة بالإحسان.
اليوم التالي:
وفي اليوم الثاني قام رسول الله ﷺ، وألقى خطبته المشهورة، وفيها:"إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد" [صحيح البخاري (4313)]
وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة، فقال لهم : "معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم"[صحيح مسلم (1780)]. ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر يوماً، يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى.
يقول ابن القيم في زاد المعاد "هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين، من أيدي الكفار والمشركين، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس به في دين الله أفواجا، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا".ما
وقعت غزوة فتح مكة في شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة (630م). وكان سببها نقض قريش العهد الذي بينها وبين رسول الله ﷺ في الحديبية وذلك أن بني بكر كانت قد دخلت في حلف قريش وبني خزاعة قد دخلت في حلف النبي ﷺ، فقاتلت بنو بكر خزاعة وقتلوهم حتى ألجؤوهم إلى الحرم وقتلوهم فيه، وعاونتها قريش بالسلاح والرجال خفية، وقدم عليه عمرو بن سالم الخزاعي يناشده النصر بما بينهم من حلف وإسلام ذاكرا ما فعلته بنو بكر وقريش بهم.
قريش تختار الحرب:
وعلى إثر ذلك أرسل النبي ﷺ إلى قريش يخيرها بين ثلاث، إما أن يدوا القتلى من خزاعة أو يتبرؤوا من حلف بني نفاثة أو أن ينبذ إليهم على سواء فاختارت قريش خيار الحرب.
وقال رسول الله ﷺ "إن أبا سفيان سيأتي ليشد العقد ويزيد في الصلح، وسينصرف بغير حاجة ". فندمت قريش على ما فعلت ، فخرج أبو سفيان إلى المدينة؛ ليستديم العقد ويزيد في الصلح، فرجع بغير حاجة، كما أخبر رسول الله ﷺ.
التجهيز للغزو:
وأمر النبي ﷺ أصحابه بالجد والتجهيز للغزو، وأخذ في جهازه ﷺ وأخفى وجهته وقال "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها" فتجهز الناس.
الخروج للغزو:
فخرج النبي ﷺ في العاشر من رمضان بجيش بلغ عشرة آلاف مقاتل متوجها إلى مكة معه المهاجرون والأنصار وطوائف من العرب وقادوا الخيل وامتطوا الإبل وقدم النبي ﷺ أمامه الزبير بن العوام في مائتين من المسلمين، ولما بلغ قديدا عقد الألوية والرايات ودفعها إلى القبائل، وأفطر وأمر الناس بالفطر رخصة وبين لهم أن الفطر أقوى لهم.
ولما كان بالجحفة لقيه عمه العباس بن عبدالمطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً، وركب العباس بغلة رسول الله ﷺ البيضاء، يبحث عن أحد يبلغ قريشاً لكي تطلب الأمان من رسول الله ﷺ قبل أن يدخل مكة .
وكان أبو سفيان ممن يخرج يتجسس الأخبار، فوجده العباس، فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له الأمان من رسول الله، فجاء به راكباً معه ، حتى أدخله على رسول الله ، فقال له الرسول : " ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله. فقال العباس: ويحك أسلم، فأسلم وشهد شهادة الحق، ثم أكرمه الرسول فقال: "مَن دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهو آمِنٌ، وَمَن أَلْقَى السِّلَاحَ فَهو آمِنٌ، وَمَن أَغْلَقَ بَابهُ فَهو آمِنٌ"[صحيح مسلم (1980)]
الفتح الأكبر:
وفي اليوم التاسع عشر من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، دخل النبي ﷺ فاتحا في تواضع عجيب، حيث كان يركب ناقته القصواء وقد أحنى رأسه على رَحله تواضعًا لله ـ عز وجل ـ، حتى إن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح مستشعرًا نعمة الفتح وغفران الذنوب، وإفاضة النصر العزيز.
عن عبدالله بن مغفل رَأَيْتُ النبيَّ ﷺ يَقْرَأُ وهو علَى نَاقَتِهِ أوْ جَمَلِهِ، وهي تَسِيرُ به، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الفَتْحِ - أوْ مِن سُورَةِ الفَتْحِ - قِرَاءَةً لَيِّنَةً يَقْرَأُ وهو يُرَجِّعُ.[صحيح البخاري: 5047] رَجَّعَ فيها، أي: رَدَّدَ صَوتَه بالقراءةِ في حلقِه، وجهَرَ به مُكرِّرًا بعدَ إخفائه.
العفو عند المقدرة:
ودَخَلَ النبيُّ ﷺ مَكَّةَ يَومَ الفَتْحِ، وحَوْلَ البَيْتِ سِتُّونَ وثَلاثُ مِئَةِ نُصُبٍ فَجَعَلَ يَطْعُنُها بعُودٍ في يَدِهِ، ويقولُ: جاءَ الحَقُّ وزَهَقَ الباطِلُ، جاءَ الحَقُّ وما يُبْدِئُ الباطِلُ وما يُعِيدُ.[أخرجه البخاري (4287)، ومسلم (1781)].
أما أهل مكة من عبدة الأصنام كانوا في حكم الأسرى والرقيق بعد أن فتح الله مكة على نبيه ﷺ، فعفا عنهم رسول الله وأطلق سراحهم فسماهم الطلقاء، قال العليمي في الأنس الجليل: أعتقهم رسول الله ﷺ، وكان الله –تعالى- قد أمكنه منهم فكانوا له فيئًا، فبذلك سمي أهل مكة الطلقاء. وهذه الحادثة من النماذج التاريخية على عفو النبي ﷺ ومقابلته الإساءة بالإحسان.
اليوم التالي:
وفي اليوم الثاني قام رسول الله ﷺ، وألقى خطبته المشهورة، وفيها:"إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد" [صحيح البخاري (4313)]
وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة، فقال لهم : "معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم"[صحيح مسلم (1780)]. ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر يوماً، يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى.
يقول ابن القيم في زاد المعاد "هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين، من أيدي الكفار والمشركين، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس به في دين الله أفواجا، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجا".ما