تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حسن الظن بالله تعالى


نسر الشام
30-06-2018, 12:31 PM
حسن الظن بالله تعالى


قال الإمام النووي - رحمه الله - في كتابه "رياض الصالحين": "اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفًا راجيًا؛ (أي: جامعًا في قلبه بين الخوف من عقاب الله على ذنوبه، والرجاء لثواب الله ومغفرته).

ويكون خوفه ورجاؤه سواء؛ (فلا يغلب الخوف على الرجاء، ولا الرجاء على الخوف).

وفي حال المرض - والضعف، والحزن، والشدة، والاكتئاب- يمحض الرجاء؛ (أي: يكون رجاؤه خالصًا، صافيًا، لا يشوبه خوف، يقال: محض فلانًا الود أو النصح: أخلصه إيَّاه، والمحض: كل شيء خلص حتى لا يشوبه شيء يخالطه)".

قال: وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك - متظاهرة على ذلك.

رأيت أن أقدِّم بهذه الكلمات بين يدي هذا المقال، الذي هو عن حسن الظن بالله تعالى، فما حسن الظن بالله؟ ما معناه؟ وكيف يكون؟ وهل هو مطلوب مرغوب؟ ومتى؟

لقد دعانا الله ربنا - سبحانه - إلى حسن الظن به، وشجعَنا رسولُنا - عليه الصلاة والسلام - على ذلك، ووردت بذلك أحاديثُ قدسية وأحاديث نبوية؛ فمن الأحاديث القدسية، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله -تعالى-: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه، ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه...))؛ رواه البخاري ومسلم - رحمهما الله.

قال الشيخ محمد عوامة في كتابه "من صحاح الأحاديث القدسية"، شارحًا قوله: ((أنا عند ظن عبدي بي)):
الظن هنا: العلم واليقين؛ فالله - جل جلاله - يطمئن عباده: ألاَّ تخافوا ولا تحزنوا، ما دمتم ترجون مني المغفرة، معتقدين أني أغفر لكم، فثِقُوا بأني قد غفرت لكم، وإن دعوتموني معتقدين الإجابة والنوال، راجين مني جزيل العطاء، فثقوا بذلك، وتحقَّقوا الإجابة؛ فأنا عند اعتقادكم ورجائكم، وهكذا سائر أحوال العبد، ينبغي أن يكون فيها واثقًا بربه أن يعامله بما هو -سبحانه وتعالى- أهلٌ له؛ ولذا جاء في رواية من روايات الحديث: ((أنا عند ظن عبدي بي، فليظن ما شاء))؛ إجابة لدعاء، وشفاء من مرض، وغنى من فقر، ونصرة من ظلم، وعلمًا بعد جهل... وهكذا.

ثم يذكر الله - تعالى - فضل الذاكرين؛ فيقول: ((وأنا معه إذا ذكرني))، وفي رواية لمسلم: ((وأنا معه حين يذكرني))، وعند الترمذي: ((وأنا معه إذا دعاني))، وكلها ألفاظ متفقة غير مختلفة؛ فهو -سبحانه- "مع" الذاكرين حين يذكرونه، وتمتد هذه المعية فلا تنقطع.

كما يستفاد من التعبير بـ "إذا" الظرفية لما يستقبل من الزمان، والذكر شامل للدعاء وغيره، من تسبيح، وحمد... وهذه المعيَّة - كما قال الإمام النووي- ليست بالعلم فقط، بل به، وبالرحمة، والتوفيق، والهداية، والرعاية؛ فلا تحصل له إلا ما فيه رحمة، ولا يقدر إلا بالتوفيق، وهكذا سائر شؤونهم تحضر فيها العناية الإلهية بالحفظ والوقاية.

هذا حديث قدسي عن رب العزة - تقدست أسماؤه - يحث على حسن الظن به.

أما من الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روى الإمام مسلم وأبو داود - رحمهما الله - عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال قبل موته بثلاثة أيام: ((لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى))، وعند الترمذي وأبي داود: ((إن حسن الظن بالله من حسن العبادة)).

ورواه كذلك الإمام أحمد في مسنده في عدة مواضع، وقال عنه عبدالقادر الأرناؤوط - محقق جامع الأصول -: وهو حديث حسن.

والتأكيد على حسن الظن عند اقتراب الأجل، وترجيح الأمل والتفاؤل، بل إخلاص الأمل، والتفاؤل، والثقة بالكرم، والعفو، والرحمة، واللطف، والرأفة، والإحسان، والستر -ترجيح هذه المعاني والمشاعر المتعلقة بهذه الصفات الحسنى المذكورة؛ لأن مقصود الخوف- كما قال النووي رحمه الله في شرح مسلم - الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال؛ فاستحب إحسان الظن؛ للافتقار إلى الله - تعالى - والإذعان له، ويؤيده الحديثُ المذكور بعده: ((يبعث كل عبد على ما مات عليه))؛ ولهذا أتى به مسلم عقب الحديث الأول مباشرة.

بقي أن نشير إلى معنى مهم، وهو الفرق بين حسن الظن، والاغترارِ برحمة الله، وهو كما ذكره ابن القيم - رحمه الله - في كتابه: "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي": إن حسن الظن يحمل صاحبَه على العمل، وإن الغرور يشجع صاحبَه على المعاصي، قال: ولو أن رجلاً كانت له أرض يؤمل أن يعود عليه منها ما ينفعه، فأهملها، ولم يبذرها، لم يحرثها، وأحسن ظنه بأنها يأتي من مغلها ما يأتي من حرث وبذر وسقي وتعاهد الأرض، لعدَّه الناس من أسفه السفهاء، (وواضح أن هذا المعنى في غاية الصحة عندما يكون المرء في حالة الصحة، أما عند المرض، واقتراب الأجل، فالتوبة، والإنابة، واستحضار معاني صفات الرحمة والمغفرة - هي الأمور اللازمة، والله - تعالى - أعلم).

اللهم ارزقنا حسن الظن بك، وجميل التوكل عليك، والأخذ بالأسباب حتى نكون من دنيانا في جنة روحية وارفة الظلال، وأكرمنا في الآخرة برَوْح وريحان، وجنة نعيم.

نسيم الذكرى/❀
30-06-2018, 12:35 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

امير بكلمتى
30-06-2018, 08:10 PM
سلمت أناملك ع الطرح
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري

البدر
30-06-2018, 09:13 PM
نسر الشام
جزاك الله خير على طرحك القيم
لاخلا ولا عدم
:100 (142):

reda laby
01-07-2018, 02:18 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png

وهج الكبرياء
01-07-2018, 04:19 PM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
وجزاك الله كل خير
وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامه
تسلم الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن
:100 (103):

حكآية روح
01-07-2018, 05:18 PM
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(103).gif
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20(103).gif

الشاهين
01-07-2018, 08:24 PM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

الأمير
01-07-2018, 11:31 PM
طرح بمنتهى العذوبه والخيآل
سلمت أنآملكم على هذا الطرح الأكثر من رآئع
دمتم ودآم عطآئكم
بإنتظآرجديدكم بكل شوق
ودي وشذى الورد
:100 (108):

أسطورة النون
02-07-2018, 07:01 PM
جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر
بوركت وطرحك الطيب

:100 (105):

مـخـمـلـيـة
03-07-2018, 10:34 AM
جزاكك الله الف خير
وجعله ب موازين حسناتكك
:100 (108):

همس الورد
03-07-2018, 06:36 PM
بآرك الله فيك على الطرح القيم
وجزآك الخير كله .. واثابك ورفع من قدرك
ووفقك الله لما يحبه ويرضاه

نسمة عليلة
03-07-2018, 10:33 PM
أثابك الرحمن أعالي الجنان
جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك
تحيتي و فائق التقدير

https://img-fotki.yandex.ru/get/245409/200418627.1ec/0_1aca39_37880a1f_L.png

رامي كاكا
04-07-2018, 10:17 PM
جزاك الله خير
بارك الله فيك
في ميزان حسناتك

جوري
05-07-2018, 08:36 PM
| …

















جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
في موازين حسناتك في الدارين ..!

:200 (53):

عبير الليل
06-07-2018, 11:27 PM
بوركت عطايا النور
وكتب لك أجرها
امتنان ودعوات صادقه
:200 (51):

روحي تبيك
12-07-2018, 05:19 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

سما الموج
07-08-2018, 07:05 PM
طرح قيم

بارك الله فيك على انتقاءك المميز

وجعلها ربي في ميزان حسناتك

امير بكلمتى
04-08-2019, 04:10 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

رفيق الالم
06-03-2020, 06:44 PM
..

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4121nalwrd.gif

وتين
15-12-2020, 01:49 AM
جزاك الله الف خير
وجعله بموازين حسناتك

♥..αмαℓ
07-02-2021, 08:29 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

همس الروح
01-12-2021, 02:43 AM
جزاك الله خير على الموضوع القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
والبسك الله لباس التقوى والمغفرة
دمت بخير وسعادة