تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أفشوا السلام وأطعموا الطعام.


نوف
08-05-2025, 04:51 PM
الحمد لله الرب الرحيم، الذي شرع الدين القويم، وهدى من استهداه إلى الصراط المستقيم، وجعله وقاية من نار الجحيم، وهداية إلى جنة النعيم. أما بعد:
فقد حدث عبدالله بن سلام رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم أول مقدمه المدينة مهاجرًا يقول:
«أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعمواالطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام».
فهذا الحديث الصحيح قد تضمن إرشاد المسلمين إلى تحقيق أربع خصال من خير خصال الإسلام، وكل خصال الإسلام خير لما فيها من المنافع العظيمة في الدنيا والآخرة.
فأول تلك الخصال: «إفشاء السلام»:
أي: قراءته وإلقاؤه على من عرفت ومن لم تعرف من أهل الإسلام؛ ذلك لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى، فينبغي إفشاؤه وإشاعته بين المسلمين
فإن البركة تحل وتنال بذكر اسمه تبارك وتعالى، وهو تحية من عند الله مباركة طيبة، وهو من أسباب كمال الإيمان وإشاعة المحبة بين المؤمنين
ودخول الجنة، قال تعالى: ﴿ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [النور: 61]، وقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموهتحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم»، وهو دعاء من المسلم لأخيه بالسلامة من المكاره والشرور
وذلك ينبئ عن حب المسلم لأخيه وسلامة صدره نحوه وإرادته الخير له، والبادئ بالسلام هو أولى الملتقيين بالله عز وجل.
وفي السلام منافع كثيرة وأجور عظيمة لا يتسع المقام لبسطها، ولقد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يذهب إلى السوق فيمر من طرفه إلى طرفه من غير حاجة إلا السلام على الناس.
وأما الخصلة الثانية: فهي «إطعام الطعام»:
والمراد بذل فضله وما وجب منه لأهله في مناسبة وفي غير مناسبة، مثل: قرى الضيف، وإطعام ابن السبيل والفقير والمسكين، ووليمة العرس
وإكرام الجار وذوي الفضل، كما كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ من غير إسراف ولا تبذير.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأجود الناس، وأثنى الرب تبارك وتعالى على إبراهيم عليه السلام بالكرم في قرى الضيف بقوله:
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾ [الذاريات: 26]، وفي الآية الأخرى: ﴿ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾ [هود: 69].
ولقد أثنى الله تعالى على قوم بكريم الخصال التي جعل جزاءهم عليها الجنة فقال: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9].
ولئن أغنى الله بفضله وله الحمد والشكر أهل هذه البلاد عن تحري إتيان الطعام من الآخرين أو انتظار الدعوة إليه
فينبغي المحافظة على سنة إطعام الطعام؛ إحياءً لسنن الهدى وتقربًا إلى المولى، أما البلدان التي يوجد فيها الجوع والمسغبة
فإطعام الطعام فيها من إغاثة الملهوف وفك الرقبة، ولا يخفى فضل ذلك وعظم المثوبة عليه لما فيه من الإحسان والمرحمة.
وأما الخصلة الثالثة: فهي «صلة الأرحام»:
وهم القرابة، سُموا رحمًا لخروجهم من رحم واحدة؛ ولأن القرابة قاعدة وموجبة التراحم، وذلك بأداء ما شرعه الله تعالى لهم من الحقوق
كلٌّ حسب قربه ومنزلته ومناسبة صلته، كالزيارة
وطلاقة الوجه، وطيب القول، وكف الأذى، وبذل الندى، ونحو ذلك من ألوان الإكرام والمواساة عند المصيبة، وإظهار الاغتباط
والسرور بما ينالون من خير وما يتجدد لهم من نعمة أو يندفع عنهم من نقمة، ولقد أثنى الله تعالى على الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل وبشرهم بقوله:
﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ﴾ [الرعد: 23].
وصلة الرحم على وفق الشرع من أسباب المحبة بين الأقارب، والبركة في العمر والعمل، وكثرة المال وزيادة الدخل؛ لما صح عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلةالرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر»، وقال صلى الله عليه وسلم:
«منأحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه».
وبالجملة فواصل الرحم موصول من الله تعالى بكل خير في عاجل أمره وآجله، لما ثبت في الصحيح أن الله تعالى قال للرحم:
«أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذلك لك».
وقطيعة الرحم ظلم وشؤم، والقاطع للرحم متوعد بأنه لا يدخل الجنة وبأنواع من العقوبة واللعنة، قال تعالى:
﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ﴾ [الرعد: 23]، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «لا يدخل الجنة قاطع».
وأما الخصلة الرابعة: فهي «الصلاة بالليل والناس نيام»:
أي أداء صلاة الوتر في الليل، والوتر يكون ما بين صلاة العشاء والفجر، وإذا كانت بعد نوم وفي جوف الليل كانت أفضل، قال تعالى:
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]، وقال سبحانه:
﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]
فهي من أسباب دخول الجنة بسلام، والفوز بما وعد الله تعالى به الصالحين من أنواع النعيم والإكرام، ومن موجبات مغفرة الذنوب، وستر العيوب، وإجابة الدعاء، ونيل جليل المطلوب.
فهي من أسباب دخول الجنة بسلام، والفوز بما وعد الله تعالى به الصالحين من أنواع النعيم والإكرام، ومن موجبات مغفرة الذنوب، وستر العيوب، وإجابة الدعاء، ونيل جليل المطلوب.
فالمشروع أن يصلي المرء من الليل ما كتب الله له مثنى مثنى، ويختم بركعة واحدة توتر له صلاته، وكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على إحدى عشرة ركعة، وأقل ما حفظ عنه
صلى الله عليه وسلم فيما أعلم ثلاث ركعات، وروي عن الصحابة رضوان الله عليهم دون ذلك إلى ثلاث ركعات، وما ترك النبي
صلى الله عليه وسلم صلاة الليل حتى توفي، ووصيته صلى الله عليه وسلم بها وحثه عليها ثابتة في نصوص صحيحة كثيرة.
والمسلم إذا قسم نافلة الليل على أوقاته، تيسر له أن يحافظ على ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليه، فإذا صلى بعد سنة العشاء
الراتبة تسليمة أو تسليمتين، ثم توضأ قبيل النوم؛ ليبيت على طهر، وليستجاب دعاؤه، ثم صلى تسليمتين؛ ليغفر له
ما تقدم من ذنبه وليؤدي جزءًا من صلاة الليل ثم صلى قبيل الفجر تسليمة وأوتر بعدها سهلت عليه هذه العبادة، وفاز بجزيل ثوابها
وحظي باتباع النبي صلى الله عليه وسلم على سنته حتى يحبه الله ويغفر له ذنبه ويزيد من فضله.
فانظر أخي الكريم عظَم هذه الوصية النبوية وما تثمره من العواقب الكريمة والأجور العظيمة، وقوة الصلة بالله تعالى والتحلي
بالإحسان إلى خلقه، فالزمها مخلصًا لربك جل وعلا متأسيًا بنبيك المصطفى، وعض عليها بالنواجذ حتى تلحق بالرفيق الأعلى.
رزقني الله وإياك وكل غال علينا ذلك، وجنبنا المهالك.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

ســـــآرﮪ /✿
08-05-2025, 04:51 PM
يانوف كلماتك كالأزهار في البستان
تفوح بعطر الإبداع والتميز.
طبت وحرفك يبهج.

عنقود الياسمين ✿
08-05-2025, 04:51 PM
بديع هو حرفك كالفجر يانوف
يمنح الحياة رونقًا وجمالًا
طبت وحرفك

❞اوركيد♡
08-05-2025, 04:51 PM
كلماتك كالشمس تضيء لنا الدروب
وتزين الأيام بألوان الأمل
دمت بخير وحرفك ينير.

سلسال ورد
08-05-2025, 04:51 PM
سلمت على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود ..!

مسك
08-05-2025, 04:51 PM
حروف في قمة الجمال والروعه يانوف
أبدعت بكلماتك الأنيقه وبحروفك الشجيه
تقبل مروري المتواضع

صٌوتِكْ حَضِنْ ♩
08-05-2025, 04:51 PM
سلمت على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود ..!

reda laby
08-05-2025, 05:56 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

محمد
08-05-2025, 07:57 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif

محمد
08-05-2025, 07:57 PM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif

ريماااس
09-05-2025, 01:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يسلمووووا ع الطرح القيم والمميز



يعطيك الف عافية



بانتظار جديدك دائما


https://up.nkhufuq.net/uploads/174622723769271.gif



تحيتي

فريال سليمي
09-05-2025, 08:56 AM
جزاك الله خيرًا
جعله الله في ميزان حسناتك
و شكرًا على طرحك المُفيد
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع
و الله يعطيك الف عافيه
لك. :0 (142):

هـنـاي
09-05-2025, 10:41 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

уαѕмєєη..❀❀
09-05-2025, 11:13 AM
جزآك آللـه خـــــــــــــــير
وجعله في ميزآن حسنآتكـ ..
على هذا الطرح القيم والمفيد ..

نوف
09-05-2025, 04:38 PM
-








إزدان مُتصفحي بتشريفكُم
لكُم جنائن الوَرد ..
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/a%20159.png

البدر
10-05-2025, 07:32 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(367).gif

ابتسامة الزهر
14-05-2025, 04:54 PM
سلمت اناملك ويعطيك العافيه على مجهودك
في أنتظار المزيد
والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميلة
ودائما في إبداع مستمر
دمت بخير

عيسى العنزي
17-05-2025, 12:36 AM
شكرا لك
على الموضوع القيم والجميل
يعطيك العافيه
احترامي

عبير الليل
29-05-2025, 03:04 AM
‏‎أعجبني طرحك الذي يتسم بالتميز والرقي
‏‎كل سطر كتبته ينبض بالإبداع والجمال
‏‎مما يجعلنا نتوقف ونتأمل في روعة الأسلوب
‏‎دمت متألقاً ومبدعاً
‏‎ولك مني كل الاحترام والتقدير
:0 (386):

- وهُــم .
29-05-2025, 01:34 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:0 (274):

♥..αмαℓ
29-06-2025, 03:43 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:0 (351):

علياء
09-08-2025, 06:40 AM
طرح بغاية الروعه و مترف بالجمال جزاك الله خيرا
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
:0 (394):