تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (10)


ابتسامة الزهر
11-05-2025, 12:23 AM
كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (10)


في المقالين السابقين تحدثنا عن سبع قيم، وفي هذا المقال نتحدث عن خمس قيم أخرى..

الحياء:
الحياء يفتح أبواب الخير للإنسان، ويصد عنه أبواب الشر، قال صلى الله عليه وسلم: ((الحياء لا يأتي إلا بخير)) (صحيح البخاري 5766) وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ)) [صحيح البخاري - (ج 11 / ص 302)]، وهو زينة للإنسان في أقواله وأفعاله، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ، وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ)) [سنن الترمذي - (ج 7 / ص 242)] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ)) [(سنن الترمذي - (ج 7 / ص 294)]. وأفضل الحياء هو الحياء من الخالق؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)) قَال:َ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ: (( لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)) [سنن الترمذي - (ج 8 / ص 498)] وبيان هذا واضح؛ فإن الإنسان إذا عرَف نعمة الله عليه وشاهد فضله، استحيى أن يعصي الله فوق أرضه وبنعمته وهو يراه! ومقتضى ذلك أن يحفظ جوارحه عما حرم الله، وأن يعمل لما بعد الموت.

والحياء من المخلوق مطلوب، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصف بشدة الحياء، اقرأوا إن شئتم قول الله تعالى: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ} [الأحزاب: 53]، قال أنس في قصة نزول هذه الآية: وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء. (صحيح البخاري 4515) ووصفه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بقوله: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه.(صحيح البخاري 5751)، وليس الحياء الذي يمنع الإنسان من قول الحق أو التفقه في الدين، كما قالت عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. (صحيح مسلم332).

هذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال صحابته الكرام، وإنَّ نظرةً فاحصة إلى واقع الناس الآن لتؤكد غياب هذه القيمة، فقد هَجَرتِ العذراءُ خدرها، وخرجت للأسواق وأماكن العمل، تُحاوِر هذا وتماكس ذاك.. تحررت من الحياء وهو شعبة من شعب الإيمان، أما الشباب فجاهروا بالمنكرات، وربما تفاخروا بها.. ووسائل الإعلام تتحمل وزر هذا الفحش الذي شانها، كيف لا وقد صار أبطال الفحش في قنوات الفساد نجومًا يَقتدِي بهم أبناؤنا وبناتنا يخرجون على الهواء مباشرة ليعلنوا للناس أنهم لا يستحيون من الله حق الحياء ولذا سيفعلون ما يشاؤون.

الصدق:
الصدق قيمة ملازمة للمؤمن إذا انتفت عنه كان فيه خصلة من خصال المنافقين؛ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذَب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) (صحيح البخاري33)، والصدق يهدي الإنسان للبر والجنة؛ فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا). والصدق منجاة.. وكان صلى الله عليه وسلم لا يكذب مطلقًا حتى قبل البعثة كما وصفه بذلك أبو سفيان عند هرقل (صحيح البخاري 7)، فكان ذلك حاله في جده وهزله: لا يقول إلا الحق.

إن أبناءنا يعرفون أن الصدق فضيلة، لكنهم يكذبون إلا من رحم الله! وربما تعلم الطفل الصغير الكذب من والديه دون أن يشعرا بذلك.

إن المتربي الذي يجعل الصدق شعارَهُ، تكون كلُّ شائبةٍ فيه إلى زوال! لأن الصدق يهدي للبر.. لكنه إن كان يكذب فليس فيه حيلة كما قال الأول:
لي حيلةٌ فيمن يَنِمُّ وليس في الكذابِ حيلةْ
من كان يخلقُ ما يقو لُ فحيلتي فيه قَليلةْ
رجولة الابن وأنوثة البنت:
هذه القيمة من القيم الراسخة في ديننا، لذا جاء النهي الشديد عن تشبه الرجل بالمرأة وتشبه المرأة بالرجل، وفي مسند أحمد بسند صحيح (ج 7/ ص 17) ((لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ)) وفيه أيضًا (ج 12 / ص 441) ((ثَلَاثٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ وَالدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ الْخَمْرَ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى)).

وقد بدأت في هذه الأزمنة مظاهر تنبئ عن انتكاس في الفطرة، فأصبحت ترى شبابا كالزبدة في الرقة والنعومة، وترى في المقابل فتيات يحاولن الاعتداء على ملابس الشباب وهيئاتهم وألعابهم.. ووسائل الإعلام تشجع على هذا السلوك وتدفع بالفتاة نحو الترجل، والله المستعان.

القراءة:
لك أن تتأمل في أول كلمة نزلت على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم (اقرأ)، لتؤكد أن طريق الإصلاح وسبيل التربية في (اقرأ)! لقد حول النبي صلى الله عليه وسلم العرب الأميين إلى قادة للعالم ومنبر للعلم، وها هي ذي أمة (اقرأ) تعاني الأمية من جديد لتُتْبِعَ أميتها بالذل والتخلف.. إنَّ أمةً نصفُها يعيش أميةَ (الأبجدة) والنصف الآخر يعاني أمية (الحضارة)(*)؛ كيف ستنهض وهذه حالها؟!. لقد أثرت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في ثقافة عامة الناس، فهجروا القراءة وتركوها، فنفاهم التاريخ إلى أرشيفه وغدوا في ذيل القائمة.

إنها معادلة سهلة: الأمة التي تقرأ ستنهض، والأمة التي لا تقرأ ستظل في مكانها..

ترك الفضول:
لا يصيبُ الإنسانَ شر يشينُ إسلامه إلا بسبب الفضول، (فضول الطعام، وفضول الخلطة، وفضول النظر، وفضول الاستماع، وفضول المال..)، فمن أراد أن يكون إسلامه حسنًا فليترك الفضول؛ كما في الأثر (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

لقد غدا الفضول سمة بارزة في كثير من الناس في هذا الزمان، والأبناء يتربون على الفضول باقتدائهم بأهلهم في ذلك.

وللحديث صلة..

نبض الاحاسيس❁♩‏
11-05-2025, 12:27 AM
شكرًا لك بحجم السماء
على طرجك القيم
الذي يعكس جمال فكرك.
إبداعك هو النور الذي يضيء لنا الطريق.

عاشقة الورد❀
11-05-2025, 12:27 AM
شكرًا لك بحجم السماء
على طرجك القيم
الذي يعكس جمال فكرك.
إبداعك هو النور الذي يضيء لنا الطريق.

خافقي انت❞❖
11-05-2025, 12:27 AM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

نسيم الذكرى/❀
11-05-2025, 12:27 AM
أزهار الشكر العطرة أنثرها لك ياابتسامة الزهر
لتتوج هذا الإبداع الرائع.
لك كل الشكر والتقدير.

عطر المساء
11-05-2025, 12:27 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

ŞhổQ
11-05-2025, 12:27 AM
في كل موضوع
أرى تألقًا لا مثيل له ياابتسامة الزهر
شكرًا لك على هذا الجهد الرائع
الذي أبدعت فيه بكل معاني الكلمة.

محمد
11-05-2025, 11:46 AM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif

فريال سليمي
11-05-2025, 03:06 PM
جزاك الله خيرًا
جعله الله في ميزان حسناتك
و شكرًا على طرحك المُفيد
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع
و الله يعطيك الف عافيه
لك. :0 (142):

ريماااس
13-05-2025, 01:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يسلمووووا ع الطرح القيم والمميز



يعطيك الف عافية



بانتظار جديدك دائما


https://up.nkhufuq.net/uploads/174708816290291.png



تحيتي

النجمة المضيئة
13-05-2025, 08:24 PM
جـــزاك الله خيـــــــــــــرا
وجعله فـي ميـزان حسناتك

ابتسامة الزهر
14-05-2025, 04:29 PM
:0 (379):

reda laby
15-05-2025, 07:48 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

البدر
16-05-2025, 03:12 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(367).gif

عيسى العنزي
17-05-2025, 12:30 AM
شكرا لك
على الموضوع القيم والجميل
يعطيك العافيه
احترامي

عبير الليل
29-05-2025, 03:01 AM
‏‎أعجبني طرحك الذي يتسم بالتميز والرقي
‏‎كل سطر كتبته ينبض بالإبداع والجمال
‏‎مما يجعلنا نتوقف ونتأمل في روعة الأسلوب
‏‎دمت متألقاً ومبدعاً
‏‎ولك مني كل الاحترام والتقدير
:0 (386):

- وهُــم .
29-05-2025, 01:43 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:0 (274):

دلآل.•
02-06-2025, 03:25 AM
سلمت يمينك..
طرح فاائق الجمال ..والروعه
تحياتي لك.

♥..αмαℓ
29-06-2025, 03:24 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:0 (351):

علياء
09-08-2025, 06:30 AM
طرح بغاية الروعه و مترف بالجمال جزاك الله خيرا
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
:0 (394):