تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله


نزف القلم
19-05-2025, 08:17 AM
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ... ﴾

قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 135، 136].
الْفَاحِشَةُ: تُطْلَقُ عَلَى كُلِّ مَعْصِيَةٍ، وقيل لها: فَاحِشَةُ لقُبْحِهَا وَلِخُرُوجِهَا عَمَّا أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، وَأَصْلُ الْفُحْشِ الْقُبْحُ وَالْخُرُوجُ عَنِ حَدِّ الاعتدالِ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْكَلَامِ الْقَبِيحِ: كَلَامٌ فَاحِشٌ، ثم كَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْفَاحِشَةِ فِي الزِّنَا.
وَالْعَطْفُ بِالْوَاوِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾، للْمُغَايَرَةِ، فالْمُرَادُ بالْفَاحِشَةِ الْكَبِيرَةُ، وَالْمُرَادُ بظُلْمِ النَّفْسِ الصَّغِيرَةُ.
من صفاتِ الْمُتَّقِينَ الذين أثنى الله تعالى عليهم بها المبادرة إلى التوبة إذا زلت أقدامهم بفعلٍ محرمٍ قَبِيحٍ، أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فاقترفوا إثمًا ولو صغيرًا.
﴿ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ﴾؛ أي: ذَكَرُوا وَعِيدَ اللهِ تَعَالَى، والْعَرْضَ عَلَيه، والوقوفَ بين يديه يومَ القيامةِ، فنَدِمُوا ورقت قلوبهم وَطَمِعُوا فِي مَغْفِرَتِهِ، فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ لِذُنُوبِهِمْ.
﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾: جُمْلَةٌ معترضةٌ؛ لترغيب العبادِ في التوبةِ، وألا يقنطوا من رحمة الله، وممَّا يَدُلُّ عَلَى قَبولِ التوبةِ قَولُ اللهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ»[1] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftn1).
وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، وَإِذَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 135].
﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا ﴾: لَمْ يقيموا عَلَى الذَّنْبِ، بل ندموا على فعله، وأقلعوا عنه، والْإِصْرَارُ هُوَ الْعَزْمُ بِالْقَلْبِ عَلَى الْأَمْرِ وَتَرْكُ الْإِقْلَاعِ عَنْهُ، وَمِنْهُ صَرُّ الدَّنَانِيرِ أَيِ الرَّبْطُ عَلَيْهَا.
قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: الْجَاهِلُ مَيِّتٌ، وَالنَّاسِي نَائِمٌ، وَالْعَاصِي سَكْرَانُ، وَالْمُصِرُّ هَالِكٌ، وَالْإِصْرَارُ هُوَ التَّسْوِيفُ، وَالتَّسْوِيفُ أَنْ يَقُولَ: أَتُوبُ غَدًا، وَهَذَا دَعْوَى النفس، كيف يتوب غدًا وغدًا لَا يَمْلِكُهُ[2] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftn2).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ»، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ»، قَالَ: نَعَمْ"[3] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftn3).
﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾؛ أي: وَهُمْ يَعْلَمُونَ سُوءَ فِعْلِهِمْ، وَوُجُوبَ التَّوْبَةِ إلى اللهِ بعدَ الذنبِ
﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾.
﴿ أُولَئِكَ ﴾: إشارةٌ إلى الموصوفين بتلك الصفاتِ الحميدةِ في قوله تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ......... ﴾؛ لبيان علو قدرهم، ورِفعة منازلهم.
﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾؛ يَعْنِي ثَوَابَهُمْ على أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا، مَغْفِرَةٌ، أي: عَفْوٌ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ عَنْهم عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ.
﴿ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾: جَنَّاتٌ: جمع جَنَّةِ، وذلك أن للمؤمن عند ربه جَنَّاتٍ وليست جنة واحدة؛ كما ثبت عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ البَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي البُكَاءِ، قَالَ: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى»[4] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftn4).
تَجْرِي مِنْ تَحْتِ أَشْجَارِهَا وقصورها الْأَنْهَارُ، حال كونهم خَالِدِينَ فِيهَا يَعْنِي دَائِمِي الْمُقَامِ فيها.
﴿ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾: في الكلام حذفٌ تَقْدِيرُهُ: وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ذَلِكَ، أو وَنِعْمَ الأَجْرُ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، يعنيِ: الْمَغْفِرَةَ وَالْجَنَّةَ، والجنة إنما تُنال بفضل الله ورحمته، وليست في مقابل الأعمال؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ»، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ، سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا»[5] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftn5).
قالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: طَلَبُ الْجَنَّةِ بِلَا عَمَلٍ ذَنْبٌ مِنَ الذُّنُوبِ، وَانْتِظَارُ الشَّفَاعَةِ بِلَا سَبَبٍ نَوْعٌ مِنَ الْغُرُورِ، وَارْتِجَاءُ الرَّحْمَةِ مِمَّنْ لَا يُطَاعُ حُمْقٌ وَجَهَالَةٌ.
الأساليب البلاغية:
من الأساليب البلاغية في الآيات: في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾: جُمْلَةٌ معترضةٌ؛ لترغيب العبادِ في التوبةِ، وألا يقنطوا من رحمة الله.
والسؤال في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾، والمراد به نفي ذلك عما سوى الله تعالى.
والإشارة بلفظ: (أُولَئِكَ) التي تُستعمل للبعيد في قوله: ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾، لارتفاع منزلتهم، وعلو قدرهم.
والحذف المقدرُ في قوله: ﴿ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾.
[1] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftnref1) رواه البخاري، كِتَابُ التَّوْحِيدِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ ﴾ [الفتح: 15]، حديث رقم: 7507، ومسلم، كتاب التَّوْبَةِ، بَابُ قَبُولِ التَّوْبَةِ مِنَ الذُّنُوبِ وَإِنْ تَكَرَّرَتِ الذُّنُوبُ وَالتَّوْبَةُ، حديث رقم: 2758.
[2] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftnref2) تفسير القرطبي (4/ 211)
[3] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftnref3) رواه أحمد- حديث رقم: 3568، وابن ماجه- كِتَابُ الزُّهْدِ، بَابُ ذِكْرِ التَّوْبَةِ، حديث رقم: 4252، والحاكم- كِتَابُ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ، حديث رقم: 7612، والطبراني في الأوسط- حديث رقم: 5864، والبزار- حديث رقم: 1926، بسند صحيح
[4] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftnref4) رواه البخاري، كِتَابُ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَابُ مَنْ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ، حديث رقم: 2809.
[5] (https://www.alukah.net/sharia/1061/176065/%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d9%82%d9%88%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d9%81%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d8%ad%d8%b4%d8%a9-%d8%a3%d9%88-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d8%a3%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87%d9%85-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d9%81%d8%b1%d9%88%d 8%a7-%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%87%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d9%88%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87.../#_ftnref5) رواه البخاري، كِتَابُ الرِّقَاقِ، بَابُ القَصْدِ وَالمُدَاوَمَةِ عَلَى العَمَلِ، حديث رقم: 6463، ومسلم، كتاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، بَابُ لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ بَلْ بِرَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى، حديث رقم: 2816.
سعيد مصطفى دياب

صٌوتِكْ حَضِنْ ♩
19-05-2025, 08:18 AM
كلماتك كالشمس تضيء لنا الدروب
وتزين الأيام بألوان الأمل
دمت بخير وحرفك ينير.

سلسال ورد
19-05-2025, 08:18 AM
حرفك كنجمة في سماء الأدب،
يضيء دروب الفكر والجمال.
طبت وحرفك يزهو.

❞اوركيد♡
19-05-2025, 08:18 AM
قرأت طرحك وتأملت في جماله وعمقه
كل كلمة تنبض بالحياة وتُعبر عن رقي فكرك
طرحك يعكس إبداعاً لا حدود له
دمت لنا ملهماً
ولك مني أسمى آيات التقدير والاحترام.

عنقود الياسمين ✿
19-05-2025, 08:18 AM
ما أروع قلمك حين يصول ويجول ..
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان ..
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دائمآ فى صعود للقمه ..

ســـــآرﮪ /✿
19-05-2025, 08:18 AM
حرفك كنجمة في سماء الأدب،
يضيء دروب الفكر والجمال.
طبت وحرفك يزهو.

مسك
19-05-2025, 08:18 AM
استنشقت عبير بوحك
وتجولت بينه لأنثر حروفي إعجاباً وتقديراً لبوح قلبك
فقد طاب لي البقاء والاستمتاع بتلك الدرر المتناثره هنا
بورك حرفك وحبرك والذي انتج لنا قصيده لاتجارى
من حيث التميز والرقي وطيب الانتقاء
لاعدمناك
ولك احترامي وتقديري

محمد
19-05-2025, 09:02 AM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif

فرآشه ملآئكية
19-05-2025, 02:26 PM
~`





سلمت آناملك لروعـہ طرحهآ ••
يعطِـــيكْ العَآفيَـــہُ ••

فريال سليمي
19-05-2025, 05:27 PM
يعطيك ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير...
..}~ مودتي
:0 (297):

reda laby
19-05-2025, 06:01 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

البدر
19-05-2025, 07:47 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(367).gif

الدكتور على حسن
20-05-2025, 12:36 AM
http://mamietitine.m.a.pic.centerblog.net/62909880_g8tphv43.gif (https://www.3aroussham.com/vb/showthread.php?t=89299)
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
http://mamietitine.m.a.pic.centerblog.net/62909880_g8tphv43.gif (https://www.3aroussham.com/vb/showthread.php?t=89299)

هـنـاي
20-05-2025, 02:56 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

إرتواء
20-05-2025, 03:15 PM
موضوع مميز
الله يعطيك العافية
سلمت يداك ودام عطائك
ننتظر المزيد من الإبداع الراقي

https://upload.3dlat.com/uploads/13608618106.gif

ابتسامة الزهر
23-05-2025, 03:35 AM
سلمت اناملك ويعطيك العافيه على مجهودك
في أنتظار المزيد
والمزيد من عطائك ومواضيعك الرائعه والجميلة
ودائما في إبداع مستمر
دمت بخير

عبير الليل
31-05-2025, 03:32 AM
‏‎أعجبني طرحك الذي يتسم بالتميز والرقي
‏‎كل سطر كتبته ينبض بالإبداع والجمال
‏‎مما يجعلنا نتوقف ونتأمل في روعة الأسلوب
‏‎دمت متألقاً ومبدعاً
‏‎ولك مني كل الاحترام والتقدير
:0 (386):

عيسى العنزي
05-06-2025, 03:50 AM
شكرا لك
على الموضوع القيم والجميل
يعطيك العافيه
احترامي

♥..αмαℓ
29-06-2025, 03:17 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:0 (351):

علياء
08-08-2025, 11:21 AM
طرح بغاية الروعه و مترف بالجمال جزاك الله خيرا
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
*/