نزف القلم
21-05-2025, 08:44 AM
خطبة: حياتنا واللحظة الفارقة-2
الخطبة الثانية
عباد الله، إننا منذ أن خُلقنا ونحن مسافرون، ولن نحطَّ رحالنا إلا في جنةٍ أو في نار - والعياذ بالله - ونسأل الله حسن الختام، وأن يجعلنا من أهل الجنان.
ألم تعلم - يا عبدالله - أن كل يومٍ يمر عليك يقربك من الموت منذ خُلقت، وأنت تدري، أو لا تدري؟
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "يا بن آدم، يا من أيام عمره في حياته معدودة، وجسمه بعد مماته مع دودة، ومع ذلك لجهل الإنسان يفرح بمرور الأيام، وانقضاء الأعوام".
ألم تعلم - يا عبدالله - أن كل يوم يمر عليك، ينهش من جسمك، ويُضعف من قوتك وأنت لا تشعر، ولا تدري؟
وما حالك مع الأيام إلا كقطعة الثلج الواقفة تحت حرارة الشمس، كلما طال بقاؤها، تضاءل حجمها، وذهب جِرمها.
يقول داود الطائي: "يا بن آدم، فرحت ببلوغ أملك، وإنما بلغته بانقضاء مدة أجَلك، سوَّفت بعملك كأن منفعته لغيرك".
فيا عبدالله، أدرِك ما بقِيَ من عمرك، حاسِب نفسك ما دامت روحك في جسدك، انظر ماذا قدمت لنفسك في صحيفة عملك؟ كم هي الأوقات التي تقضيها في طاعة ربك؟
قل لي بربك كم حظ الصلاة، والعبادة، وقراءة القرآن من وقتك؟! وقارنها بالأوقات التي تُمضيها مع جوَّالك وأصحابك، ومبارياتك ونومك.
فانتبه يا عبدالله، انتبه لما بقِيَ من عمرك، عسى الله أن يغفر لك ما مضى من حياتك، إذا غربت عليك شمسُ اليوم، وما قدمت في صحيفتك شيئًا لدينك، وما يفيدك وينفعك، وينفع الناس من أبواب الخير، فابْكِ على هذا اليوم، ابكِ على هذا اليوم الذي ذهب منك، وسيشهد عليك لا لك، فإنه ذهب بذمِّك، لا بمدحك، وسيكون شاهدًا عليك لا لك.
فاتقوا الله يا عباد الله، واعمُروا أوقاتكم بذكر الله، وبما يقربكم من الله، وبما ينفعكم في دينكم ودنياكم؛ لتكون شاهدةً لكم لا عليكم.
أسأل الله العظيم بمنِّه وكرمه أن يجعل حياتنا وأعمارنا عامرةً بطاعته، وأن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل لنا في نفع الناس صدقاتٍ جارية، تعود علينا بالأجور المضاعفة بعد موتنا.
ثم صلوا وسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الخطبة الثانية
عباد الله، إننا منذ أن خُلقنا ونحن مسافرون، ولن نحطَّ رحالنا إلا في جنةٍ أو في نار - والعياذ بالله - ونسأل الله حسن الختام، وأن يجعلنا من أهل الجنان.
ألم تعلم - يا عبدالله - أن كل يومٍ يمر عليك يقربك من الموت منذ خُلقت، وأنت تدري، أو لا تدري؟
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "يا بن آدم، يا من أيام عمره في حياته معدودة، وجسمه بعد مماته مع دودة، ومع ذلك لجهل الإنسان يفرح بمرور الأيام، وانقضاء الأعوام".
ألم تعلم - يا عبدالله - أن كل يوم يمر عليك، ينهش من جسمك، ويُضعف من قوتك وأنت لا تشعر، ولا تدري؟
وما حالك مع الأيام إلا كقطعة الثلج الواقفة تحت حرارة الشمس، كلما طال بقاؤها، تضاءل حجمها، وذهب جِرمها.
يقول داود الطائي: "يا بن آدم، فرحت ببلوغ أملك، وإنما بلغته بانقضاء مدة أجَلك، سوَّفت بعملك كأن منفعته لغيرك".
فيا عبدالله، أدرِك ما بقِيَ من عمرك، حاسِب نفسك ما دامت روحك في جسدك، انظر ماذا قدمت لنفسك في صحيفة عملك؟ كم هي الأوقات التي تقضيها في طاعة ربك؟
قل لي بربك كم حظ الصلاة، والعبادة، وقراءة القرآن من وقتك؟! وقارنها بالأوقات التي تُمضيها مع جوَّالك وأصحابك، ومبارياتك ونومك.
فانتبه يا عبدالله، انتبه لما بقِيَ من عمرك، عسى الله أن يغفر لك ما مضى من حياتك، إذا غربت عليك شمسُ اليوم، وما قدمت في صحيفتك شيئًا لدينك، وما يفيدك وينفعك، وينفع الناس من أبواب الخير، فابْكِ على هذا اليوم، ابكِ على هذا اليوم الذي ذهب منك، وسيشهد عليك لا لك، فإنه ذهب بذمِّك، لا بمدحك، وسيكون شاهدًا عليك لا لك.
فاتقوا الله يا عباد الله، واعمُروا أوقاتكم بذكر الله، وبما يقربكم من الله، وبما ينفعكم في دينكم ودنياكم؛ لتكون شاهدةً لكم لا عليكم.
أسأل الله العظيم بمنِّه وكرمه أن يجعل حياتنا وأعمارنا عامرةً بطاعته، وأن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل لنا في نفع الناس صدقاتٍ جارية، تعود علينا بالأجور المضاعفة بعد موتنا.
ثم صلوا وسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.