المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوصايا العشره في سورة الانعام


ابتسامة الزهر
22-05-2025, 12:14 AM
الوصايا العشر في سورة الأنعام-2
ذكر اللهُ الوصيةَ السابعةَ فقال: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾ [الأنعام: 152]، أيها التجَّار، أوفوا الكيل والميزان، لا تبخسوا الناس الكيل إذا كِلتُم لهم، ولا تبخسوهم الوزن إذا وزنتم لهم، إياكم والغشَّ ولو بقدرٍ يسيرٍ، فمَنْ غَشَّنا فليس منا، ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: 1 - 6]، فواجبٌ على المسلم أن يوفي الحقوق لأصحابها تامَّةً بالعدل في الأخذ والإعطاء والإجارة والاستئجار، فلا تنقصْ شيئًا من عملك، ولا تنقصِ الأجير شيئًا من أجرته، وأعطوا الأجير أجره قبل أن يَجِفَّ عَرَقُه، والدينُ المعاملة.
قال الله تعالى: ﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [الأنعام: 152]؛ أي: من اجتهد في أداء الحقوق تامَّةً، وتحَرَّى العدل بجهده، ثم أخطأ أو وقع منه نقصٌ وتقصيرٌ بعد استفراغ وسعِه، فلا إثم عليه، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
الوصية الثامنة:
﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام: 152] أيها المسلمون، إذا حكمتم بين الناس فقولوا الحق، واعدلوا في الحكم، ولا تجاملوا القريب لقرابته، ولا تجاملوا الغني لغناه، ولا تجاملوا الفقير لفقره، قولوا الحق ولو كان مُرًّا، ولو على أنفسكم وأقاربكم وأصدقائكم، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا﴾ [النساء: 135].
الوصية التاسعة:
﴿وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا﴾ [الأنعام: 152]؛ أي: أوفوا بما أمركم الله به، واجتنبوا ما نهاكم عنه، سواء فيما يتعلق بحقوق الله أو حقوق عباده، ولا تخونوا اللهَ بتركِ بعضِ الفرائض أو فِعلِ بعضِ المحرمات، والدينُ كلُّه أمانةٌ عندك، الصلاة أمانة، والزكاة أمانة، والصوم أمانة، وهكذا جميع الواجبات أمانةٌ يجب أن تقوم بها، وجميع المحرمات أمانة يجب أن تجتنبها، وهذا عهدُ الله إلينا، وإذا حلفت وحنثت فأخرجِ الكَفَّارة، وإذا نذرت فأوفِ بنذْرِك، ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 34].
﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام: 152]؛ أي: هذا الذي بيَّنه الله لكم من الأوامر والنواهي عهدُ الله إليكم لتتذكروه وتأخذوا به، فلا تضيعوا ما وصاكم الله به.
الوصية العاشرة والأخيرة في هذه الآيات قوله تعالى:
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾ [الأنعام: 153]، الصراط المستقيم هو الإسلام، فوصَّانا الله باتِّباع الإسلام الذي جاء به محمدُ بنُ عبدِالله صلى الله عليه وسلم، ونهانا عن اتباع البدع والمحدثات التي لم يعمَلْها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، فالحق واحد، وهو الإسلامُ الطريقُ الموصلُ إلى رضا الله وجنته، طريقٌ واضحٌ لا اعوجاج فيه، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((خَطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا ثم قال: ((هذا سبيلُ الله))، ثم خَطَّ خطوطًا عن يمينه وعن شماله ثم قال: ((هذه سُبُلٌ، على كل سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه))، ثم قرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153].
هذه وصيةُ الله لنا باتِّباع القرآن والسُّنَّة، وتركِ البدعِ المحدَثة، ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]؛ أي: ولا تتبعوا الطرقَ المخالفةَ لطريقِ الإسلامِ فتُضلُّكم عنه، وتُبْعِدُكم عن دينه الذي شرعه لكم، والسُّبُل هي الشهواتُ والشبهاتُ، والبدعُ والمحدثات، التي تُضِلُّ من اتبعها عن الصراط المستقيم، وعن دينِه القويم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، وقال سبحانه: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم: 30 - 32].
ثم قال الله: ﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]؛ أي: وصَّاكم الله باتباع سبيله، ونهاكم عن اتِّباع السُّبُل المتفرِّقة لكي تتقوا الله، فمن أراد تقوى الله فلْيلزمِ الصراطَ المستقيم، ولْيتبعْ كتابَ اللهِ وسُنَّةَ رسولِه، وهذا الصراط المستقيم هو الذي أنعم الله به على النبييِّن والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وهو الصراط الذي نسأل الله في كل ركعة من صلاتنا أن يهدينا إليه.
اللهم ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبِعون أحسنه، وحبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، واجعلنا من العاملين بكتابك، المهتدين بآياتك، الموفين بعهدك، وارزقنا طاعتك وطاعة رسولك، صلى الله عليه وسلم.

هـنـاي
22-05-2025, 01:54 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

محمد
22-05-2025, 09:06 AM
يعطيك العافيه على الطرح
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقديرشش
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي
https://www.up.bhralaml.com/uploads/161414692318041.gif

reda laby
22-05-2025, 05:24 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21536911659.gif

عزمى سلطان
23-05-2025, 02:54 PM
بوركت و جوزيت خيرا

فريال سليمي
23-05-2025, 07:07 PM
جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن
:0 (347):

البدر
23-05-2025, 08:22 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(367).gif

ابتسامة الزهر
24-05-2025, 02:02 AM
:0 (344):

عيسى العنزي
30-05-2025, 09:36 AM
شكرا لك
على الموضوع القيم والجميل
يعطيك العافيه
احترامي

♥..αмαℓ
29-06-2025, 03:02 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:0 (351):

علياء
08-08-2025, 11:09 AM
طرح بغاية الروعه و مترف بالجمال جزاك الله خيرا
وسلمت اناملك على الانتقاء العذب والذوق الرائع
بـ إنتظآر جديدك الاجمل وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود و الووورد
*/