عطـر ♪
13-06-2025, 11:05 PM
:0 (265):
الشُّكْرُ
الحمد لله القائل: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، أُوذِيَ فصبر، وأُعطِيَ فشكر، ورضِيَ الله عن أصحابه الصابرين الشاكرين الذين فازوا بالسعادتين في الدنيا والآخرة؛ جزاء صبرهم وشكرهم؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وشكره؛ فإن شكر الله تعالى على نعمه دليل على صدق العبودية له سبحانه؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، وفائدة الشكر إنما تعود للشاكر نفسه، أما إن كَفَرَ، فإنه لا يضر إلا نفسه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]، ولنعلم - عباد الله - أن الشكر اللساني أقل ما يقدمه المرء مكافأةً لمن أحسن إليه، ووفاءً لمن وقف بجانبه؛ لكيلا يتعلم أبناء الأمة الكفران والجحود، ولئلا يتخلقوا بنكران الجميل ونسيان المعروف، وحتى لا تموت المروءة في الناس؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استعاذكم بالله، فأعيذوه، ومن سأل بالله، فأعطوه، ومن دعاكم، فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا، فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له، حتى تروا أنْ قد كافأتموه))[8].
عباد الله: والكريم لا ينسى الفضل لأهله، ولا يجازي الإحسان بالإساءة، بل يقابل الإساءة بالإحسان؛ وفي الحديث: ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصِلُهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك))[9]، ومعنى تسفهمالمل؛ أي: تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لِما يلحقهم من الإثم بما يلحقهم من الأذى بأكل الرماد الحار.
فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد رسول الله؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا))، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، وارضَ اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واجعل بلدنا هذا آمنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم سلم بلادنا من كيد الكائدين وشر الحاسدين، وفتنة الضالين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وديننا وأمتنا بسوء، فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره، ورُدَّ كيده في نحره، واجعل الدائرة تدور عليه يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الحق يا رب العالمين، اللهم وفق شبابنا لما تحب وترضى، واهدهم سبل السلام، وجنِّبهم الغلو والمجون والآثام، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيمًا لا ينفد، ونسألك قرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضرَّاء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
:0 (265):
الشُّكْرُ
الحمد لله القائل: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، أُوذِيَ فصبر، وأُعطِيَ فشكر، ورضِيَ الله عن أصحابه الصابرين الشاكرين الذين فازوا بالسعادتين في الدنيا والآخرة؛ جزاء صبرهم وشكرهم؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وشكره؛ فإن شكر الله تعالى على نعمه دليل على صدق العبودية له سبحانه؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، وفائدة الشكر إنما تعود للشاكر نفسه، أما إن كَفَرَ، فإنه لا يضر إلا نفسه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]، ولنعلم - عباد الله - أن الشكر اللساني أقل ما يقدمه المرء مكافأةً لمن أحسن إليه، ووفاءً لمن وقف بجانبه؛ لكيلا يتعلم أبناء الأمة الكفران والجحود، ولئلا يتخلقوا بنكران الجميل ونسيان المعروف، وحتى لا تموت المروءة في الناس؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استعاذكم بالله، فأعيذوه، ومن سأل بالله، فأعطوه، ومن دعاكم، فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا، فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له، حتى تروا أنْ قد كافأتموه))[8].
عباد الله: والكريم لا ينسى الفضل لأهله، ولا يجازي الإحسان بالإساءة، بل يقابل الإساءة بالإحسان؛ وفي الحديث: ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصِلُهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك))[9]، ومعنى تسفهمالمل؛ أي: تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لِما يلحقهم من الإثم بما يلحقهم من الأذى بأكل الرماد الحار.
فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد رسول الله؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا))، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين، وارضَ اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واجعل بلدنا هذا آمنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم سلم بلادنا من كيد الكائدين وشر الحاسدين، وفتنة الضالين، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وديننا وأمتنا بسوء، فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره، ورُدَّ كيده في نحره، واجعل الدائرة تدور عليه يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الحق يا رب العالمين، اللهم وفق شبابنا لما تحب وترضى، واهدهم سبل السلام، وجنِّبهم الغلو والمجون والآثام، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيمًا لا ينفد، ونسألك قرة عين لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضرَّاء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
:0 (265):