عطـر ♪
13-06-2025, 11:08 PM
عِشْ لَحَظَاتِكِ بَيْنَ الشُّكْرِ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، وشكره على نعمه الكثيرة؛ فقد أمر الله تعالى بالشكر؛ حيث قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، وقال: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]، ونهى عن ضده؛ فقال سبحانه: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وأثنى على عباده الشاكرين؛ فقال عن خليله إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 120، 121]، وقال عن نوح عليه السلام: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، ووعد الله الشاكرين بأحسن الجزاء وجعله سببًا للمزيد من فضله؛ فقال تعالى: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وسمى الله تعالى نفسه شكورًا: ﴿ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 34]، واعلموا - عباد الله - أن أفضل الشاكرين هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ وفي الحديث: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم، أو تنتفخ قدماه، فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا))[1]، عباد الله: يقول ابن القيم رحمه الله عن حقيقة شكر الله في العبودية هو: "ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة"، والشكر مبني على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثنائه عليه بها، وألَّا يستعملها فيما يكره"[2].
"والشكر دليل على صفاء النفس، وطهارة القلب، وسلامة الصدر، وكمال العقل؛ بل إن الله جل وعلا خلق الناس من أجل أن يشكروه؛ يقول جل وعلا: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، وللشكر أركان ثلاثة؛ وهي: الاعتراف بالنعم باطنًا مع محبة المنعم، والتحدث بها ظاهرًا مع الثناء على الله، وصرفها في طاعة الله ومرضاته واجتناب معاصيه"[3]، وعلى كل مسلم أن يشكر الله على نعمه الكثيرة التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، واعلموا أن رؤوس النعم ثلاثة: "فأولها: نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها، والثانية: نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها، والثالثة: نعمة الغِنى التي لا يتم العيش إلا بها"[4]؛ قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17]، ويقول صلى الله عليه وسلمhttps://zalghaym.com/vb/images/smilies/frown.gif(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ))[5]، وفي نعمة الأمن، قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا))[6]، عباد الله: وللشكر أركان ثلاثة؛ وهي: الاعتراف بالنعم باطنًا مع محبة المنعم، والتحدث بها ظاهرًا مع الثناء على الله، وصرفها في طاعة الله ومرضاته واجتناب معاصيه، عباد الله: وشكر المحسن من محاسن الأخلاق، ومكافأة المحسن خلق فطري ينشأ من خلق الوفاء؛ إذ إن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، والمؤمن المستقيم لا يكون شاكرًا لله حتى يكون معترفًا بالفضل لأهل الفضل؛ وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يشكر الله من لا يشكر الناس))[7].
أيها المسلمون: إن شكر الله عز وجل مفتاح السعادة، وسبب الزيادة، وقيد للنعم، ودفع للنقم، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، فاتقوا الله عباد الله، وكونوا ممن لا تزيده النعم إلا طاعةً لله، واستقامةً على أمره، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 33 - 36].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، وشكره على نعمه الكثيرة؛ فقد أمر الله تعالى بالشكر؛ حيث قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، وقال: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]، ونهى عن ضده؛ فقال سبحانه: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وأثنى على عباده الشاكرين؛ فقال عن خليله إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 120، 121]، وقال عن نوح عليه السلام: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، ووعد الله الشاكرين بأحسن الجزاء وجعله سببًا للمزيد من فضله؛ فقال تعالى: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وسمى الله تعالى نفسه شكورًا: ﴿ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 34]، واعلموا - عباد الله - أن أفضل الشاكرين هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ وفي الحديث: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم، أو تنتفخ قدماه، فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا))[1]، عباد الله: يقول ابن القيم رحمه الله عن حقيقة شكر الله في العبودية هو: "ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة"، والشكر مبني على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثنائه عليه بها، وألَّا يستعملها فيما يكره"[2].
"والشكر دليل على صفاء النفس، وطهارة القلب، وسلامة الصدر، وكمال العقل؛ بل إن الله جل وعلا خلق الناس من أجل أن يشكروه؛ يقول جل وعلا: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، وللشكر أركان ثلاثة؛ وهي: الاعتراف بالنعم باطنًا مع محبة المنعم، والتحدث بها ظاهرًا مع الثناء على الله، وصرفها في طاعة الله ومرضاته واجتناب معاصيه"[3]، وعلى كل مسلم أن يشكر الله على نعمه الكثيرة التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، واعلموا أن رؤوس النعم ثلاثة: "فأولها: نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها، والثانية: نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها، والثالثة: نعمة الغِنى التي لا يتم العيش إلا بها"[4]؛ قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17]، ويقول صلى الله عليه وسلمhttps://zalghaym.com/vb/images/smilies/frown.gif(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ))[5]، وفي نعمة الأمن، قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا))[6]، عباد الله: وللشكر أركان ثلاثة؛ وهي: الاعتراف بالنعم باطنًا مع محبة المنعم، والتحدث بها ظاهرًا مع الثناء على الله، وصرفها في طاعة الله ومرضاته واجتناب معاصيه، عباد الله: وشكر المحسن من محاسن الأخلاق، ومكافأة المحسن خلق فطري ينشأ من خلق الوفاء؛ إذ إن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، والمؤمن المستقيم لا يكون شاكرًا لله حتى يكون معترفًا بالفضل لأهل الفضل؛ وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يشكر الله من لا يشكر الناس))[7].
أيها المسلمون: إن شكر الله عز وجل مفتاح السعادة، وسبب الزيادة، وقيد للنعم، ودفع للنقم، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، فاتقوا الله عباد الله، وكونوا ممن لا تزيده النعم إلا طاعةً لله، واستقامةً على أمره، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 33 - 36].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.