همس الروح
14-06-2025, 04:47 PM
https://up.nkhufuq.net/uploads/174867958732171.jpeg
الحسن بن محمد الوزان من روّاد علم الجغرافيا في الحضارة العربية الإسلامية، ولد في مدينة غرناطة قبل سقوطها ببضع سنوات، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "وصف أفريقيا".
عرفت حياته بكثرة الترحال في كامل أرجاء أفريقيا، ووصل إلى أوروبا، لكن عندما قرر العودة إلى أهله في المغرب أسَرَه القراصنة، وقُدّم في روما هدية للبابا ليون العاشر الذي عمّده وأدخله المسيحية للاستفادة من معارفه وعلومه إبان عصر النهضة في أوروبا ولخدمة طموحاته الاستعمارية.
المولد والنشأة
هو الحسن بن محمد الوزان الزياتي الفاسي، المكنّى بـ"أبي علي"، والمشهور بـ"ليون الأفريقي" أو "يوحنا الأسد الأفريقي".
ولد سنة 1483 في غرناطة -قبيل سقوطها في يد الإسبان إثر حروب الاسترداد- لأسرة مغربية تعود إلى قبيلة بني زيات الزناتية، وتوجد بين البحر المتوسط ووادي لاو وتطوان. والده فقيه وعالم في النحو، وانتمى لعائلة من أعيان غرناطة كانت مقربة من حكام مدينة فاس.
ومع اشتداد سطوة وجبروت الملك فرديناند والملكة إيزابيلا، فرّت عائلة الوزّان إلى فاس كحال كثير من الأسر الموريسكية، حيث نشأ وترعرع ليون الأفريقي.
وعلى الرغم من حداثة سنّ الحسن الوزان آنذاك، فإن والده كان يصطحبه إلى بعض المهمات والرحلات لجمع الضرائب من النواحي والمدن، وقد جعلته تلك الأسفار عارفا ببلاد فاس وشغوفا بعلم الجغرافيا ومولعا بالترحال منذ صغره.
الدراسة والتكوين العلمي
تتلمذ الحسن في جامعة القرويين على يد كبار علمائها، فبرع في علوم اللغة وآدابها والعقائد والفقه والتصوف والتفسير والقراءات والحديث والسير والحساب والفلك والمنطق، وغيرها من العلوم التي كانت تدرس آنذاك بجامع القرويين، وذلك إلى جانب رحلاته مع أبيه وشغفه بالترحال وعلم الجغرافيا.
حصل في سن الحادية عشرة على أول وظيفة في المستشفى الكبير بفاس، قبل أن يصبح أحد عدول فاس الرسميين.
وببلوغه سن الرابعة عشرة، ظهرت علامات نبوغه المبكر الذي شد انتباه سلطان فاس محمد الوطاسي، فأدخله غمار السياسة عن طريق إيفاده إلى خصمه محمد القائم بأمر الله السعدي قائد الدولة السعدية.
رحلاته
رافق الوزان والده في كل أسفاره لقضاء مهمات جمع الضرائب من المناطق والبلدان، ويمكن القول إن تلك الأسفار التي كان يقوم بها كل عام جنوبا تارة وشمالًا أخرى كانت سببا في ترسيخ أولى معلوماته الجغرافية.
أول دخول له إلى أفريقيا كان من خلال رحلة صحب فيها عمه إلى مدينة تمبكتو في مالي، وفق تأكيد المستشرق الروسي إغناطيوس كراتشكوفسكي في كتابه "تاريخ الأدب الجغرافي العربي" قبل أن يخصص الوزان كتابه "وصف أفريقيا" لرصد ما شاهده في القارة السمراء، ومن ثم أصبح مؤلفه مرجعا للعرب والأوروبيين في ذلك الشأن.
مؤلفاته
يعدّ كتاب "وصف أفريقيا" أبرز مؤلفات الحسن الوزان، وقد أتمه سنة 1526 في مدينة روما، وهو عبارة عن مزيج من مشاهداته الخاصة وما نقله عن بعض المؤرخين والجغرافيين، كابن خلدون والبكري والقيرواني وغيرهم كثير.
وقد تناول فيه شعوب أفريقيا، وخاصة بلاد المغرب، وعاداتها وجغرافيتها. وعلى مدى قرون، كان من أكثر الكتب التي أقبل عليها الأوروبيون ترجمة وطبعا ونشرا.
كان العالم الإيطالي راميزو أول من نشره سنة 1550، اعتمادا على نسخة مخطوطة بيد ليون الأفريقي، وقد نفدت طبعته فأعاد طبعه 6 مرات.
كتب الحسن الوزان عدة مؤلفات خلال فترة حياته بالمغرب، كما خلف خلال وجوده في أوروبا مجموعة من الكتب باللغة الإيطالية واللاتينية، تتمحور حول المسلمين وبلدانهم ولغاتهم، منها ما ضاع ومنها ما ظل سليما.
من كتب الحسن الوزان التي ظلت سليمة: معجم عربي عبري لاتيني، كتبه الوزان للطبيب اليهودي يعقوب بن شمعون، وهو ما يزال مخطوطا في مكتبة الإسكوريال بإسبانيا، إضافة لكتاب في التراجم باللاتينية، عرّف فيه بثلاثين شخصية من فلاسفة العرب وأطبائهم.
وفاته
لم يُعرف بالتحديد كيف ومتى مات الحسن الوزان، نظرا لانقطاع أخباره عند وصوله إلى تونس، كما فشل الإيطاليون في العثور عليه، لكنّ أغلب الروايات تتفق على أنه توفي حوالي سنة 1552 في تونس.
الحسن بن محمد الوزان من روّاد علم الجغرافيا في الحضارة العربية الإسلامية، ولد في مدينة غرناطة قبل سقوطها ببضع سنوات، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "وصف أفريقيا".
عرفت حياته بكثرة الترحال في كامل أرجاء أفريقيا، ووصل إلى أوروبا، لكن عندما قرر العودة إلى أهله في المغرب أسَرَه القراصنة، وقُدّم في روما هدية للبابا ليون العاشر الذي عمّده وأدخله المسيحية للاستفادة من معارفه وعلومه إبان عصر النهضة في أوروبا ولخدمة طموحاته الاستعمارية.
المولد والنشأة
هو الحسن بن محمد الوزان الزياتي الفاسي، المكنّى بـ"أبي علي"، والمشهور بـ"ليون الأفريقي" أو "يوحنا الأسد الأفريقي".
ولد سنة 1483 في غرناطة -قبيل سقوطها في يد الإسبان إثر حروب الاسترداد- لأسرة مغربية تعود إلى قبيلة بني زيات الزناتية، وتوجد بين البحر المتوسط ووادي لاو وتطوان. والده فقيه وعالم في النحو، وانتمى لعائلة من أعيان غرناطة كانت مقربة من حكام مدينة فاس.
ومع اشتداد سطوة وجبروت الملك فرديناند والملكة إيزابيلا، فرّت عائلة الوزّان إلى فاس كحال كثير من الأسر الموريسكية، حيث نشأ وترعرع ليون الأفريقي.
وعلى الرغم من حداثة سنّ الحسن الوزان آنذاك، فإن والده كان يصطحبه إلى بعض المهمات والرحلات لجمع الضرائب من النواحي والمدن، وقد جعلته تلك الأسفار عارفا ببلاد فاس وشغوفا بعلم الجغرافيا ومولعا بالترحال منذ صغره.
الدراسة والتكوين العلمي
تتلمذ الحسن في جامعة القرويين على يد كبار علمائها، فبرع في علوم اللغة وآدابها والعقائد والفقه والتصوف والتفسير والقراءات والحديث والسير والحساب والفلك والمنطق، وغيرها من العلوم التي كانت تدرس آنذاك بجامع القرويين، وذلك إلى جانب رحلاته مع أبيه وشغفه بالترحال وعلم الجغرافيا.
حصل في سن الحادية عشرة على أول وظيفة في المستشفى الكبير بفاس، قبل أن يصبح أحد عدول فاس الرسميين.
وببلوغه سن الرابعة عشرة، ظهرت علامات نبوغه المبكر الذي شد انتباه سلطان فاس محمد الوطاسي، فأدخله غمار السياسة عن طريق إيفاده إلى خصمه محمد القائم بأمر الله السعدي قائد الدولة السعدية.
رحلاته
رافق الوزان والده في كل أسفاره لقضاء مهمات جمع الضرائب من المناطق والبلدان، ويمكن القول إن تلك الأسفار التي كان يقوم بها كل عام جنوبا تارة وشمالًا أخرى كانت سببا في ترسيخ أولى معلوماته الجغرافية.
أول دخول له إلى أفريقيا كان من خلال رحلة صحب فيها عمه إلى مدينة تمبكتو في مالي، وفق تأكيد المستشرق الروسي إغناطيوس كراتشكوفسكي في كتابه "تاريخ الأدب الجغرافي العربي" قبل أن يخصص الوزان كتابه "وصف أفريقيا" لرصد ما شاهده في القارة السمراء، ومن ثم أصبح مؤلفه مرجعا للعرب والأوروبيين في ذلك الشأن.
مؤلفاته
يعدّ كتاب "وصف أفريقيا" أبرز مؤلفات الحسن الوزان، وقد أتمه سنة 1526 في مدينة روما، وهو عبارة عن مزيج من مشاهداته الخاصة وما نقله عن بعض المؤرخين والجغرافيين، كابن خلدون والبكري والقيرواني وغيرهم كثير.
وقد تناول فيه شعوب أفريقيا، وخاصة بلاد المغرب، وعاداتها وجغرافيتها. وعلى مدى قرون، كان من أكثر الكتب التي أقبل عليها الأوروبيون ترجمة وطبعا ونشرا.
كان العالم الإيطالي راميزو أول من نشره سنة 1550، اعتمادا على نسخة مخطوطة بيد ليون الأفريقي، وقد نفدت طبعته فأعاد طبعه 6 مرات.
كتب الحسن الوزان عدة مؤلفات خلال فترة حياته بالمغرب، كما خلف خلال وجوده في أوروبا مجموعة من الكتب باللغة الإيطالية واللاتينية، تتمحور حول المسلمين وبلدانهم ولغاتهم، منها ما ضاع ومنها ما ظل سليما.
من كتب الحسن الوزان التي ظلت سليمة: معجم عربي عبري لاتيني، كتبه الوزان للطبيب اليهودي يعقوب بن شمعون، وهو ما يزال مخطوطا في مكتبة الإسكوريال بإسبانيا، إضافة لكتاب في التراجم باللاتينية، عرّف فيه بثلاثين شخصية من فلاسفة العرب وأطبائهم.
وفاته
لم يُعرف بالتحديد كيف ومتى مات الحسن الوزان، نظرا لانقطاع أخباره عند وصوله إلى تونس، كما فشل الإيطاليون في العثور عليه، لكنّ أغلب الروايات تتفق على أنه توفي حوالي سنة 1552 في تونس.