همس الروح
16-06-2025, 09:10 PM
همـــوم الرزق
بعض الناس يتعب ويشتد تعبه على أبنائه وعلى أطفاله،
وهذه طبيعة ابن آدم أن يشفق على أبنائه أن يدعهم من بعده في ضياع جياعا،
هذه سنة الله -عز وجل-، ولكن تذكر أننا أتينا إلى هذه الدنيا من غير طعام، من غير شراب،
من غير لباس، فأطعمنا الله، وسقانا، وكسانا، وأنعم علينا:
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا
كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [هود:6]،
(وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت:60]،
(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات:22].
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول،
كما عند ابن ماجه من حديث جابر -رضي الله عنه-: "اتقوا الله وأجملوا في الطلب"،
أول ما قدم، قدم تقوى الله -عز وجل-، لأن الدنيا وسيلة لإقامة الدين،
فإذا أتى الدين أتت الدنيا وهي راغمة، "اتقوا الله وأجملوا في الطلب"،
يعني خفف من طلب الدنيا، لا يعني أنك تدعها،
هذا ليس من دين الله -عز وجل- في شيء، ولكن ارفق بنفسك،
"اتقوا الله وأجملوا في الطلب،
واعلموا أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها،
فخذوا ما حلَّ، ودعوا ما حرم".
وإن كان همُّ أبنائك قد شغلك فعليك بتقوى الله -جل وعلا-، سبحان الله!
ابن المسيّب -رحمه الله- كما ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
"كان يزيد في صلاته، فكان ينظر إلى أحد أبنائه الصغار
ويقول: إني أزيد في صلاتي رجاء أن أُحفظ فيك بعد موتي، قيل كيف؟
فقال: أولم تسمع ما قاله -عز وجل-:
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً)
[الكهف:82]". فبصلاح هذين الأبوين حُفظ هذا الكنز لهذين الصغيرين حتى يكبرا.
ربك -جل وعلا- قال: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ)،
كل منا يحاف أن تضيع أسرته من بعد موته، ولكن؛ إذا أردت أن يحفظوا بعد وفاتك
فماذا عليك؟ (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً) [النساء:9].
أين نحن من الطيور؟ عند الترمذي وابن ماجه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا"،
تخرج من أعشاشها في الصباح خامصة البطون، يعني فارغة البطون،
فلا تعود في آخر النهار إلا وقد امتلأت بطونها من رزق الله، مع أنها طيور ضعيفة!
سعت في أول الصباح، لكن التوكل لما كان عظيما في قلوبها رزقها الله؛
"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا".
عند ابن ماجه، وتأمل معي هذا الحديث، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"من كانت الدنيا همَّه فرَّق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا
إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة همه جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه،
وأتته الدنيا وهي راغمة".
يقول ابن القيم -رحمه الله- في كتاب "الفوائد":
"مَن أصبح وأمسى وليس همُّه إلا الله حمل الله عنه حوائجه كلها،
وحمل عنه كل مَا أَهَمّهُ وَأَغَمّهُ، وفرغه لطاعته،
ومن أصبح وأمسى والدنيا همه حمَّله الله همومها وغمومها،
ووكله إلى نفسه، فهو كالكير، ينفخ بطنه، ويعصر أضلاعه في نفع غيره".
بعض الناس يتعب ويشتد تعبه على أبنائه وعلى أطفاله،
وهذه طبيعة ابن آدم أن يشفق على أبنائه أن يدعهم من بعده في ضياع جياعا،
هذه سنة الله -عز وجل-، ولكن تذكر أننا أتينا إلى هذه الدنيا من غير طعام، من غير شراب،
من غير لباس، فأطعمنا الله، وسقانا، وكسانا، وأنعم علينا:
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا
كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [هود:6]،
(وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت:60]،
(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات:22].
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول،
كما عند ابن ماجه من حديث جابر -رضي الله عنه-: "اتقوا الله وأجملوا في الطلب"،
أول ما قدم، قدم تقوى الله -عز وجل-، لأن الدنيا وسيلة لإقامة الدين،
فإذا أتى الدين أتت الدنيا وهي راغمة، "اتقوا الله وأجملوا في الطلب"،
يعني خفف من طلب الدنيا، لا يعني أنك تدعها،
هذا ليس من دين الله -عز وجل- في شيء، ولكن ارفق بنفسك،
"اتقوا الله وأجملوا في الطلب،
واعلموا أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها،
فخذوا ما حلَّ، ودعوا ما حرم".
وإن كان همُّ أبنائك قد شغلك فعليك بتقوى الله -جل وعلا-، سبحان الله!
ابن المسيّب -رحمه الله- كما ذكر ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
"كان يزيد في صلاته، فكان ينظر إلى أحد أبنائه الصغار
ويقول: إني أزيد في صلاتي رجاء أن أُحفظ فيك بعد موتي، قيل كيف؟
فقال: أولم تسمع ما قاله -عز وجل-:
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً)
[الكهف:82]". فبصلاح هذين الأبوين حُفظ هذا الكنز لهذين الصغيرين حتى يكبرا.
ربك -جل وعلا- قال: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ)،
كل منا يحاف أن تضيع أسرته من بعد موته، ولكن؛ إذا أردت أن يحفظوا بعد وفاتك
فماذا عليك؟ (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً) [النساء:9].
أين نحن من الطيور؟ عند الترمذي وابن ماجه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا"،
تخرج من أعشاشها في الصباح خامصة البطون، يعني فارغة البطون،
فلا تعود في آخر النهار إلا وقد امتلأت بطونها من رزق الله، مع أنها طيور ضعيفة!
سعت في أول الصباح، لكن التوكل لما كان عظيما في قلوبها رزقها الله؛
"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا".
عند ابن ماجه، وتأمل معي هذا الحديث، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"من كانت الدنيا همَّه فرَّق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا
إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة همه جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه،
وأتته الدنيا وهي راغمة".
يقول ابن القيم -رحمه الله- في كتاب "الفوائد":
"مَن أصبح وأمسى وليس همُّه إلا الله حمل الله عنه حوائجه كلها،
وحمل عنه كل مَا أَهَمّهُ وَأَغَمّهُ، وفرغه لطاعته،
ومن أصبح وأمسى والدنيا همه حمَّله الله همومها وغمومها،
ووكله إلى نفسه، فهو كالكير، ينفخ بطنه، ويعصر أضلاعه في نفع غيره".