المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بين الحيرة والفطرة


مُهاجر
11-08-2025, 03:31 PM
ليستِ الحياةُ رقماً يُحصى، ولا ظلاً يُمسك. إنها سفينةٌ في محيطٍ بلا ضفافٍ، تُقلُّنا بين أمواجِ الأسئلةِ: "لماذا؟" و"إلى أين؟".. ونحنُ نجدُ أنفسَنا غرباءَ في هذه الرحلةِ، نحملُ قلوباً تئنُّ بأنينٍ قديمٍ: "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟".

غريبةٌ هيَ الحضارةُ!
بَنينا سُحُباً منَ الفولاذِ، ونسجنا شِباكَ الضوءِ التي تُمسكُ العالمَ في راحةِ اليدِ..
لكننا نُطارَدُ بظلٍّ فارغٍ:
كلما امتلكنا السرابَ، ازددنا عطشاً.
كلما احتكرنا المعرفةَ، ازددنا حيرةً.
كأنما التقدمُ يجرُّنا إلى الوراءِ، نحوَ ذلكَ الصوتِ الخافتِ في أعماقِ الروحِ:
"مَنْ خلَقَكَ؟ ولماذا تَشقى؟".

الفلسفةُ بينَ يديّ الفطرةِ :
الفيلسوفُ يحفرُ في الأرضِ بحثاً عن السماءِ،
والعقلُ يبني سرداباً من الشكِّ ليختبئَ من المطرِ.
لكنَّ القلبَ ينزفُ يقيناً لا يُبرهنُ عليه:
أنَّ للكونِ نغمةً خفيةً..
أنَّ للوجودِ معنى لا يُختَزَلُ إلى صدفةٍ..
أنَّ هذهِ الرغبةَ الجامحةَ في الكمالِ والحبِّ والخلودِ —
ليستْ سراباً، بل بصمةُ الصانعِ على المخلوقِ.


الرجوعُ: لا هروباً بل اكتشافاً :
ليسَ الرجوعُ إلى اللهِ انهزاماً، بل هوَ استعادةٌ للذاكرةِ:
ذاكرةُ الروحِ التي تعرفُ طريقَ العودةِ قبلَ أن تَضِلَّ.
إنه ليسَ خطوةً إلى الوراءِ، بل قفزةٌ إلى الأعماقِ —
أعماقِ نفسِكَ التي تختزنُ سرَّ "الاستواءِ" كما قالَ اللهُ:
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين: ٤].

الحياةُ بينَ العبثِ والمعنى :
إنْ قطعتَ صلتَكَ بالمطلقِ، أصبحت الحياةُ مسرحيةً بلا مشاهدِ أخيرةٍ،
تُشاهدها من وراء زجاجٍ سميكٍ، لا تذوقُ فيها لا الألمَ ولا الفرحَ.
أما إذا استسلمتَ لنداءِ الفطرةِ:
فالألمُ يصيرُ نقاشاً مع الحبيبِ،
والموتُ يصيرُ باباً،
والعبادةُ ليست طقوساً — بل حوارَ عاشقٍ مع معشوقٍ.


الخاتمةُ: العودةُ من الغربةِ :
نحنُ غرباءُ في دنيا المادةِ..
كُلَّما اقتربنا منَ المرايا، ابتعدنا عن حقيقتِنا.
والعودةُ إلى اللهِ هيَ استدعاءٌ لتلكَ الذاتِ الأولى التي لم تُلوِّثها الأوهامُ.
فلا تنتظرْ..
فالغريبُ الذي يعودُ إلى وطنهِ —
يسمعُ الأرضَ تُناديه باسمهِ الذي نسيَه.

---

{ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [إبراهيم: ٥٢]

ملاذ الصمت ♪
11-08-2025, 03:31 PM
أعجبني طرحك الذي يتسم بالتميز والرقي
كل سطر كتبته ينبض بالإبداع والجما
مما يجعلنا نتوقف ونتأمل في روعة الأسلوب
دمت متألقاً ومبدعاً
ولك مني كل الاحترام والتقدير

آسِر
11-08-2025, 03:31 PM
حرفك كنجمة في سماء الأدب،
يضيء دروب الفكر والجمال.
طبت وحرفك يزهو.

Queen♚
11-08-2025, 03:31 PM
يامُهاجر كلماتك كالأزهار في البستان
تفوح بعطر الإبداع والتميز.
طبت وحرفك يبهج.

وجدان
11-08-2025, 03:31 PM
حرفك كنسيم الربيع
ينعش الأرواح ويزين الكون بجماله
طبت وحرفك يضيء.

رونق الفجر
11-08-2025, 03:31 PM
حرفك كنجمة في سماء الأدب،
يضيء دروب الفكر والجمال.
طبت وحرفك يزهو.

آامتنان
11-08-2025, 03:31 PM
ما أروع قلمك حين يصول ويجول ..
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان ..
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دائمآ فى صعود للقمه ..

سما الموج
11-08-2025, 05:01 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد من المواضيع الاسلامية القيمة



:0 (294):

الدكتور على حسن
11-08-2025, 07:27 PM
http://investigate-islam.com/fwasel/1.gif
كل الشكر وكل التقدير

لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
ربنا يبارك فيك ويسعدك ويكتب لك
كل الخير فى كل ما لمست يداك
وخطت قدمــاك
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتور علـى حسـن
https://upload.3dlat.com/uploads/13680543136.gif

الروح❥
12-08-2025, 02:29 AM
عطاء مترف وعابق
كُل الشُكر والامتنان لك و لروعة طَرحكْ،
ماننحرمْ من وجودك المميز .
:0 (371)::0 (371):

مانسيتك
12-08-2025, 01:03 PM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك

:0 (353):

قهوة المسا
12-08-2025, 07:25 PM
يعطيك العافيه
وكلك ذوووق
ويسعدك ربي

نـبض
13-08-2025, 09:13 AM
-

جزاك الله خير

النجـلاء
13-08-2025, 09:42 AM
-


بوركت ع الطرح القيم
لاعدمنا جديدك ..

:0 (304):

إرتواء
13-08-2025, 01:17 PM
موضوع مميز
الله يعطيك العافية
سلمت يداك ودام عطائك
ننتظر المزيد من الإبداع الراقي

https://upload.3dlat.com/uploads/13608618106.gif

البدر
13-08-2025, 02:54 PM
جزاك الله خير على الطرح القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/0%20(367).gif