reda laby
26-07-2018, 12:18 PM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_01523620887.png
قال ابن الجوزي - رحمه الله - (وكأنه يتكلم عن زماننا)
" كان لنا أصدقاء ، وإخوان ، أعتد بهم ، فرأيت منهم من الجفاء ،
وترك شروط الصداقة ، والأخوَّة : عجائب ، فأخذت أعتب . ثم انتبهت لنفسي ،
فقُلت : وما ينفع العتاب ؟! فإنهم إن صلحوا : فللعتاب،
لا للصفاء .
فهممتُ بمقاطعتهم ، ثم تفكرتُ فرأيتُ الناس بين معارف ،
وأصدقاء في الظاهر ، وإخوة مباطنين ، فقلتُ : لا تصلح مقاطعتهم ،
إنما ينبغي أن تنقلهم من " ديوان الأخوة " إلى " ديوان الصداقة الظاهرة "،
فإن لم يصلحوا لها : نقلتَهم إلى " جملة المعارف " ،
وعاملتهم معاملة المعارف ، ومن الغلط أن تعاتبهم .
فقد قال يحيى بن معاذ :
" بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك ".
وجمهور الناس اليوم معارف ، ويندر فيهم صديق في الظاهر ،
فأما الأخوَّة والمصافاة : فذاك شيء نُسخ ، فلا يُطمع فيه .
وما رأى الإنسان تصفو له أخوَّة من النسب ، ولا ولده ، ولا زوجته .
فدع الطمع في الصفا ، وخذ عن الكل جانباً ، وعاملهم معاملة الغرباء .
وإياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود ؛
فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره ،
وربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك .
وقد قال الفضيل بن عياض : " إذا أردت أن تصادق صديقاً :
فأغضبه ، فإن رأيته كما ينبغي : فصادقه ".
وهذا اليوم مخاطرة ؛ لأنك إذا أغضبت أحداً : صار عدواً في الحال .
والسبب في نسخ حكم الصفا : أن السلف كان همتهم الآخرة وحدها ،
فصَفَت نياتهم في الأخوة ، والمخالطة ، فكانت دِيناً لا دنيا .
والآن : فقد استولى حب الدنيا على القلوب ،
فإن رأيت متملقاً في باب الدين :
فاخبُرهُ : تَقْلَهُ – أي : إن اختبرته :
تبين لك منه ما يبعدك عنه -. "
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png
قال ابن الجوزي - رحمه الله - (وكأنه يتكلم عن زماننا)
" كان لنا أصدقاء ، وإخوان ، أعتد بهم ، فرأيت منهم من الجفاء ،
وترك شروط الصداقة ، والأخوَّة : عجائب ، فأخذت أعتب . ثم انتبهت لنفسي ،
فقُلت : وما ينفع العتاب ؟! فإنهم إن صلحوا : فللعتاب،
لا للصفاء .
فهممتُ بمقاطعتهم ، ثم تفكرتُ فرأيتُ الناس بين معارف ،
وأصدقاء في الظاهر ، وإخوة مباطنين ، فقلتُ : لا تصلح مقاطعتهم ،
إنما ينبغي أن تنقلهم من " ديوان الأخوة " إلى " ديوان الصداقة الظاهرة "،
فإن لم يصلحوا لها : نقلتَهم إلى " جملة المعارف " ،
وعاملتهم معاملة المعارف ، ومن الغلط أن تعاتبهم .
فقد قال يحيى بن معاذ :
" بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك ".
وجمهور الناس اليوم معارف ، ويندر فيهم صديق في الظاهر ،
فأما الأخوَّة والمصافاة : فذاك شيء نُسخ ، فلا يُطمع فيه .
وما رأى الإنسان تصفو له أخوَّة من النسب ، ولا ولده ، ولا زوجته .
فدع الطمع في الصفا ، وخذ عن الكل جانباً ، وعاملهم معاملة الغرباء .
وإياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود ؛
فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره ،
وربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك .
وقد قال الفضيل بن عياض : " إذا أردت أن تصادق صديقاً :
فأغضبه ، فإن رأيته كما ينبغي : فصادقه ".
وهذا اليوم مخاطرة ؛ لأنك إذا أغضبت أحداً : صار عدواً في الحال .
والسبب في نسخ حكم الصفا : أن السلف كان همتهم الآخرة وحدها ،
فصَفَت نياتهم في الأخوة ، والمخالطة ، فكانت دِيناً لا دنيا .
والآن : فقد استولى حب الدنيا على القلوب ،
فإن رأيت متملقاً في باب الدين :
فاخبُرهُ : تَقْلَهُ – أي : إن اختبرته :
تبين لك منه ما يبعدك عنه -. "
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png