المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من وسوس للشيطان عندما عصى الله


reda laby
15-08-2018, 12:09 AM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_01523620887.png



الناس هنا تتسائل :
نحن نؤمن بالله عزوجل ، ونذكره ، ونصلي في المسجد ،ونقرأ القرآن ، ونتصدق ،
و ..... و...... و .... الخ
وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب ! !

عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!! وبعد ذلك ندم وتاب ،
ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك :
أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل
فعل محرم ورائه شيطان فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ،
من كان شيطانه ؟؟؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ،وله
نعم ( إن النفس لأمارة بالسوء )
إن السبب في المعاصي والذنوب
إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء
فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير ...
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :
{{ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
( سوره يوسف)

طيب السبب ايه ؟ والسبب في ذلك
أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف ،
ضعيف لنفسه وغروره وخرج عن طاعة الله
بسبب نفسه اللى سولت له المعصية لله ، اذاً هو نفسه ضعيف
يقول الله تعالى في محكم كتابه
{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} ( النساء:76)

إنما العدو الحقيقي هو ( النفس) ،
نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، واللغم الموجود داخل الإنسان
إنها النفس

كيف تحارب النفس ..
إن كلمة ( نفس ) هي كلمة في منتهى الخطورة ،
وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات...عديدة يقول الله تبارك وتعالى :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }
سورة ( ق)
يقول الله تبارك وتعالى :
:{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبَا } سورة ( الإسراء )
وقوله تبارك وتعالى
:سورة ( غافر ) : { الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }}
وقوله تبارك وتعالى :سورة ( المدثر ) ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ )
وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( النازعات ) : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى }
وقوله تبارك وتعالى
سورة ( التكوير ) : { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ }

لاحظوا أن الآيات السابق ذكرها تدور حول كلمة (النفس )،
فما هي هذه النفس؟؟؟
يقول العلماء : أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله
(اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع ، وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى
(كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إله مزيف مازال يعبد من دون الله ،
ويعبده كثير من المسلمين
،يقول الله تبارك وتعالى : {{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}( الجاثية : 23 )

ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان
فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي
ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ ،
لذلك تجده يفعل ما يريد

يقول الإمام البصري :
وخالف النفس والشيطان واعصهما
لو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم
كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل)
وجريمة ( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا )
وجريمة ( كفر إبليس)
لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب
ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى :
{ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ } [ المائدة:30]

اقرواء الابيات الشعرية عن النفس
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت ... أن السعادة فيها ترك ما فيهــــــا
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـــهـا ... إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيـــــها
فإن بناها بخير طاب مسكنُــــــــه ... وإن بناها بشر خاب بانيـــــــــها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا ... ودورنا لخراب الدهر نبنيهـــــــا
أين الملـــــوك التي كانت مسلطنة ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيـها

كلمة اخيرة اسمحولى بيها
إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً إسمه (الشيطان )

كلنا عارفين طبعاً ان مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان
فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور في المعاصي والذنوب ! !
ولكن تجهل العدو الاكبر لك ولذلك لا تعرف كيف تحاربه
ونلقى باللوم على الشيطان وحده وننسى انفسنا فى اللوم ونبرر لها بالاعذار

فكما نحارب الشيطان لاننا نعرف عدونا اللدود
ومن يعرف عدوه يعرف من اين يحاربه

وطالما عرفنا عدونا الاكبر يبقى عارفين ازاى نحاربه
بسلاح حاد هو الايمان والخوف من الله ونقرب من الله اكتر
اللى بيحب حد بيحاول بكل الطرق يقرب منه

وخصوصاً لما يكون ليه فى قلبه حب كبير ومش هيجى اغلى من ربنا
عشان نحبه و نقرب منه
ده لو واحد بيبقى له فضل علينا فى موقف بيبقى جميله فى رقبتنا طول العمر
و كل ما نشوفه نحترمه ونحاول نرد له الجميل ده فى اى شئ يطلبه مننا

وربنا اللى ليه علينا افضال لا تعد ولا تحصى
منعملش اى شئ يرضيه ؟
صدقونى لو نتقى الله فى اعمالنا وفى تصرفاتنا سواء بيننا وبين نفسنا
خصوصاً مع نفسنا او مع الناس او فى اى نوع معاملة

واعلم ان الله رقيب و شايفك
لما يشوفك على عمل خير او كلام فى الخير
احسن ما يشوفك على معصية ومحدش ضامن عمره

ولا ننسى اننا على الارض عابرسبيل
وكلنا راحلون
ومن يتقى الله يجعل له مخرجاً

** ادعوا الله لي ولكم ان يقينا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ***

https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png

http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png

نبض الاحاسيس❁♩‏
15-08-2018, 12:13 AM
جداول الألق تنسابُ ب إنسيابك
وتزداد نورًا كثيفًا بك
عبقكِ مختلفٌ ي جميلة
وتحيةٌ عُظمى لجمآل آنتقآئك

reda laby
15-08-2018, 01:59 AM
الأعضاء النشطين حاليا عرض هذا الموضوع:
15 (1 أعضاء و 14 ضيف)

اللهم تقبل
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_21534253019.png

مهرة
15-08-2018, 08:45 AM
ان النفس لامارة بالسوء
اللهم اننا نعوذ بك من شر انفسنا
بارك الله فيك
تقديري

امير بكلمتى
15-08-2018, 03:53 PM
موضوع في غاية الروعه والجمال
سلمت اناملك على الذوق الأكثر من رائع
دام التميز والتالق

كيان
15-08-2018, 04:50 PM
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ عَ آلمَوضوعْ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـ بآلريآحينْ

جذور
15-08-2018, 10:39 PM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

جذور
15-08-2018, 10:39 PM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

مـخـمـلـيـة
16-08-2018, 02:25 AM
جزاكك الله الف خير
وجعله ب موازين حسناتكك :200 (50):

البدر
16-08-2018, 09:37 AM
رضا لابي
جزاك الله خير على طرحك القيم
لاخلا ولا عدم
http://3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20%28142%29.gif

امير بكلمتى
16-08-2018, 09:39 AM
بارك الله فيك جزيت خيرا
و جعله الله بميزان حسناتك

بنت اليمن
16-08-2018, 12:53 PM
ما رأي فضيلتكم في موضوع ( كيف تحارب النفس ) ؟

السؤال:

السلام عليكم
كيف حال الشيخ حفظك الله
شيخ عندي سؤال عن موضوع قراته

كيف تحارب النفس ..
إن كلمة ( نفس ) هي كلمة في منتهى الخطورة ، وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات
كثيرة ، يقول الله تبارك وتعالى :

في سورة ( ق )
{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }

إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً إسمه ( الشيطان )
والناس هنا تتسائل : نحن نؤمن بالله عز وجل ، ونذكره ، ونصلي في المسجد ، ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ..... و...... و .... الخ

وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب ! ! !
والسبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف ، يقول الله تعالى في محكم كتابه {{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا }}
إنما العدو الحقيقي هو ( النفس ) ، نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، واللغم الموجود في داخل الإنسان

احبتي في الله , يقول الله تبارك وتعالى :
سورة ( الإسراء ) :{ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا }

وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( غافر ) : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }}

وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( المدثر ) : { كل نفس بما كسبت رهينة }

وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( النازعات ) : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }

وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( التكوير ) : { علمت نفس ما أحضرت }

لاحظوا يا أيها الأحبة أن الآيات السابق ذكرها تدور حول كلمة ( النفس ) ، فما هي هذه النفس؟؟؟

يقول العلماء : أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله
(( اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع،وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى ))
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إله مزيف مازال يعبد من دون الله ، ويعبده كثير من المسلمين ،يقول الله تبارك وتعالى : {{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}} , ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ ، لذلك تجده يفعل ما يريد

يقول الإمام البصري :
وخالف النفس والشيطان واعصهما

لو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم
كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل )
وجريمة ( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا)
وجريمة ( كفر إبليس)
لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب

ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى :
{ فطوعت له نفسه قتل أخيه }
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!! وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ، نعم ...
( إن النفس لأمارة بالسوء )

إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير ... لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :
{{ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}}
سوره يوسف(53)


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .

أخشى أن يكون هذا مِن التقوّل على الله ؛ لأن المتكلِّم في تفسير القرآن يُخبر عن مراد الله تعالى بِكلامه ، ويكشف عن معنى كلام الله .

والكاتب أشار إلى ضعف الشيطان ، بل قال : إنه ضعيف جدا .
وهذا فيما يتعلق بِكيد الشيطان ؛ لأن كيده راجِع إلى الوسوسة ، كما قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه حينما شَكَوا من الوسوسة وما يجدون منها ، فقال : الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة . رواه الإمام أحمد وأبو داود .

والشيطان يَقْوى ويتقوّى إذا غفل الإنسان عن الذِّكر ، ولذلك سُمِّي " الخناس "
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جَاثِم على قَلب ابن آدم فإذا سَهَا وغَفَل وَسْوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي تميمة الهجيمي عمّن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت رديفه على حمار فعثر الحمار ، فقلت : تَعِس الشيطان ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، تعاظم الشيطان في نفسه ، وقال : صرعته بقوتي ! فإذا قلت : بسم الله تَصاغَرَتْ إليه نفسه حتى يكون أصغر مِن ذُباب .

وإذا عَلِمْت ذلك ، تبيّن لك خَطَر الشيطان ، ولذلك شُرِعت الاستعاذة بالله منه .
وخَطَر الشيطان فهو أعظم مِن خَطَر الـنَّفْس ، ولذا فإن الله شَرَع الاستعاذة بالله مِن الشيطان بِثلاث صِفات ، فقال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ) مِن أي شيء ؟ (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) .
بينما ما يتعلّق بالإنسان نفسه وبالهوام ، قال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) مِن أي شيء ؟ (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .
قال الرازي في تفسير سورة الناس ما نصّه :
واعلم أن هذه السورة لَطيفة أخرى ، وهي أن الْمُسْتَعَاذ به في السورة الأولى مَذكور بِصِفة واحدة ، وهي أنه رب الفلق ، والْمُسْتَعَاذ مِنه ثلاثة أنواع مِن الآفات ، وهي الغَاسِق ، والنفاثات ، والحاسد . وأما في هذه السورة فَالْمُسْتَعَاذ بِه مَذْكُور بِصِفَات ثَلاثة ، وهي الرَّبّ ، والْمَلِك والإله ، والْمُسْتَعَاذ مِنه آفَة واحِدة ، وهي الوسوسة ، والفَرْق بَيْن الْمَوْضِعَين أن الثناء يَجِب أن يَتَقَدَّر بِقَدْر الْمَطْلُوب ، فالمطلوب في السورة الأولى سَلامة الـنَّفْس والبَدن ، والمطلوب في السورة الثانية سَلامة الدِّين ؛ وهذا تنبيه على أن مَضَرَّة الدِّين وإن قَلَّت أعظم مِن مَضَار الدنيا وإن عَظُمَت ، والله سبحانه وتعالى أعلم . اهـ .
والله سبحانه وتعالى قد وصف الشيطان بالعدوّ المبين ، وجاء التحذير منه في غير ما سُورة من سُور القرآن ، ومِن خُطواته وخطراته .

جواب امرأة العزيز كان اعتذارا ، وهي قد اعترَفَتْ بِما عَمِلت ، وكانت أنْكرته سابقا ، فإنها قالت : (الآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ثم قالت : (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي) .
وقالت ذلك ونسَبَتْه إلى نَفْسِها لأنه رَمَتْه بالتّهمة في أول الأمر ، حيث قالت : (مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) !
فأرادتْ تأكيد ذلك ، وتأكيد براءة يوسف عليه الصلاة والسلام وأنها لا تُبرّئ نفسها .

ثم إن النفس وحدها تضعف ، بينما هي مع الشيطان أقوى .
ألا ترى أن النفس تضعف وتضعف دواعي الشهوة فيها حال تصفيد الشياطين في حال الصيام في شهر رمضان ؟
بينما تقوى على المعصية في غير ذلك .
وهذا دالّ على أن النفس وحدها ضعيفة ، بينما هي مع الشيطان تتقوّى .
فكيف إذا اجتمع داعي الهوى والشيطان مع النفس الأمّارة بالسوء ؟

وأما الآيات التي استدل بها صاحب الموضوع فقد وضعها في غير موضعها ، مثل : آية الإسراء (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) ، والآيات التي أوردها بعدها لا دلالة فيها على ما ذَهب إليه ، وما فهمه مِن خطورة النفس ، إلاّ أن يُقال ما جاء في آية النازعات : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) .

كما أنه ليس صحيحا أن الآلهة التي كانت تُعبد مِن دون الله قد هُدِمت ، بل لا زال هناك آلهة تُعبد مِن دون الله ، وسيعود الشرك في هذه الأمة ، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بِقوله : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ . وَذُو الْخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . رواه البخاري ومسلم .

ومن غير اللائق ومِن خِلاف الأدب تبرئة الشيطان الذي نُسِب إليه كل شرّ وبلاء .
والذي هو العدو المبين .
والذي أمَر الله باتِّخاذه عدوا ، كما قال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) .
بل هو أصل كل شقاء لبني آدم ، ومعلوم لكل مسلم عداوته لأبينا آدم ، وإخراجه لأبِينا آدم من الجنة .

وما استُدِلّ به على عدواة النفس لا يُواتيه كلام المفسِّرين .
كما في قوله تعالى : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ)
قال مجاهد : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) : شجعته على قتل أخيه .
وقال ابن جرير في تفسيره : يعني جل ثناؤه بقوله : (فَطَوَّعَتْ) فآتتهُ وساعدته عليه .

والنفس تتمنّى وتشتهي .. والشيطان يُساعدها ويُعينها على الباطل .
ولذلك جاء في الحديث : مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ . رواه مسلم .
وسبب ذلك أن الشيطان قد يدفعه لارتكاب جريمة ، ولذلك جاء في رواية ما يُفسِّر هذه الرواية : لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ . رواه مسلم .

كما أن النفس نَفْسَان : أمّارة بالسوء ، ولوّامـة ، وهي التي أقسم الله بها ، وهي التي تلوم صاحبها .
فليست النفس شرّ في كل أحوالها .
بينما الشيطان شرّ وبلاء .

والله تعالى أعلم .

الشيخ عبد الرحمن السحيم

(http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=431286)http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=431286

بنت اليمن
16-08-2018, 12:55 PM
الموضوع مغلق