reda laby
23-09-2018, 12:54 AM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_01523620887.png
المحرم أو شهر المحرم هو أول شهور العام، سمِّي بذلك الاسم؛
لأن العرب في الجاهلية كانوا يحرِّمون فيه القتال، وكانت العرب في جاهليتها
-مع ما كانوا عليه من الضلال والكفر- يعظمونه مع باقي الأشهر الحرم،
ويحرِّمون القتال فيها، حتى لو لقي الرجل قاتل أبيه لم يهيجه،
إلا أن يحدث فيهم النسيء،
فكانوا يؤخرون حرمة شهر إلى شهر آخر ليستبيحوا القتال في الأشهر الحرم.
وورد في بعض الآثار إضافة هذه الشهر إلى الله -تعالى- فيقال:
شهر الله المحرم، والحكمة في إضافته إلى الله -تعالى- مع أن الشهور كلها لله،
تعظيم هذا الشهر الحرام وإبراز مكانته، قال السيوطي:
“قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ:
مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة الْمُحَرَّم شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ؟ يَحْتَمِل أَنْ يُقَال:
إِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ الْأَشْهُر الْحُرُم الَّتِي حَرَّمَ اللَّه فِيهَا الْقِتَال,
وَكَانَ أَوَّل شُهُور السَّنَة أُضِيفَ إِلَيْهِ إِضَافَة تَخْصِيص
وَلَمْ يَصِحّ إِضَافَة شَهْر مِنْ الشُّهُور إِلَى اللَّه –تَعَالَى- عَنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
إِلَّا شَهْر اللَّه الْمُحَرَّم”(شرح سنن النسائي).
وبذلك يتبين لنا أن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك،
وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها:
(إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة:36].
وهذه الأشهر الحرم فسرتها وبينتها السنة الصحيحة،
فعن أبي بكرة -رضي الله عنهُ- عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم: ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم،
ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان» (أخرجه البخاري).
قال الحافظ ابن كثير:“والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه
وقوله تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)
أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها .
وعن ابن عباس في قوله تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)
في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن،
وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.
وقال قتادة في قوله: (فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) إن الظلم في الأشهر الحرم
أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيماً،
وقد نوَّه علماء الأمة بمكانة هذا الشهر،
ورجَّح بعضهم أن شهر المحرم هو أفضل الأشهر الحرم ....
ويدل على هذا ما رواه أبو ذر -رضي الله عنه- قال:
“سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟
فقال: “خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم
”(رواه أحمد النسائي والدارمي بسند صحيح).
قال ابن رجب -رحمه الله-:
“وإطلاقه في هذا الحديث (أفضل الأشهر) محمول على ما بعد رمضان
كما في رواية الحسن المرسلة”
ومما يسن في هذا الشهر من العمل الصالح:
الإكثار من الصيام، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم”(أخرجه مسلم ).
فمن أحب أن يصوم أفضل الصيام بعد شهر رمضان،
فعليه أن يصوم في شهر الله المحرم، هذا هو المسنون في هذا الشهر
؛ أن يكثر المسلم من صيامه، خاصة يومي تاسوعاء وعاشوراء منه؛
لما ورد في فضل صيامهما وخاصة يوم عاشوراء.
ومما يجب أن يحذر في هذا الشهر العظيم:
الابتداع في الدين، وقد ابتدع الروافض بدعًا كثيرة؛
زعموها حزنًا على مقتل الحسين بن علي –رضي الله عنهما-،
فأحدثوا أمورًا منكرة، ولكل فعل رد فعل،
فابتدع آخرون الاكتحال والتزين وكثرة الإنفاق مقابلة لما قام به الروافض.
وطائفة أخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة،
لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما-
تُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب،
وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي كذبها أكثر من صدقها،
والقصد منها فتح باب الفتنة، والتفريق بين الأمة،
وهذا عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا،
وهو يحسب أنه يحسن صنعًا.
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png
المحرم أو شهر المحرم هو أول شهور العام، سمِّي بذلك الاسم؛
لأن العرب في الجاهلية كانوا يحرِّمون فيه القتال، وكانت العرب في جاهليتها
-مع ما كانوا عليه من الضلال والكفر- يعظمونه مع باقي الأشهر الحرم،
ويحرِّمون القتال فيها، حتى لو لقي الرجل قاتل أبيه لم يهيجه،
إلا أن يحدث فيهم النسيء،
فكانوا يؤخرون حرمة شهر إلى شهر آخر ليستبيحوا القتال في الأشهر الحرم.
وورد في بعض الآثار إضافة هذه الشهر إلى الله -تعالى- فيقال:
شهر الله المحرم، والحكمة في إضافته إلى الله -تعالى- مع أن الشهور كلها لله،
تعظيم هذا الشهر الحرام وإبراز مكانته، قال السيوطي:
“قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ:
مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة الْمُحَرَّم شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ؟ يَحْتَمِل أَنْ يُقَال:
إِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ الْأَشْهُر الْحُرُم الَّتِي حَرَّمَ اللَّه فِيهَا الْقِتَال,
وَكَانَ أَوَّل شُهُور السَّنَة أُضِيفَ إِلَيْهِ إِضَافَة تَخْصِيص
وَلَمْ يَصِحّ إِضَافَة شَهْر مِنْ الشُّهُور إِلَى اللَّه –تَعَالَى- عَنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
إِلَّا شَهْر اللَّه الْمُحَرَّم”(شرح سنن النسائي).
وبذلك يتبين لنا أن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك،
وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها:
(إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة:36].
وهذه الأشهر الحرم فسرتها وبينتها السنة الصحيحة،
فعن أبي بكرة -رضي الله عنهُ- عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم: ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم،
ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان» (أخرجه البخاري).
قال الحافظ ابن كثير:“والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه
وقوله تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)
أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها .
وعن ابن عباس في قوله تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)
في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن،
وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.
وقال قتادة في قوله: (فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) إن الظلم في الأشهر الحرم
أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيماً،
وقد نوَّه علماء الأمة بمكانة هذا الشهر،
ورجَّح بعضهم أن شهر المحرم هو أفضل الأشهر الحرم ....
ويدل على هذا ما رواه أبو ذر -رضي الله عنه- قال:
“سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟
فقال: “خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم
”(رواه أحمد النسائي والدارمي بسند صحيح).
قال ابن رجب -رحمه الله-:
“وإطلاقه في هذا الحديث (أفضل الأشهر) محمول على ما بعد رمضان
كما في رواية الحسن المرسلة”
ومما يسن في هذا الشهر من العمل الصالح:
الإكثار من الصيام، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم”(أخرجه مسلم ).
فمن أحب أن يصوم أفضل الصيام بعد شهر رمضان،
فعليه أن يصوم في شهر الله المحرم، هذا هو المسنون في هذا الشهر
؛ أن يكثر المسلم من صيامه، خاصة يومي تاسوعاء وعاشوراء منه؛
لما ورد في فضل صيامهما وخاصة يوم عاشوراء.
ومما يجب أن يحذر في هذا الشهر العظيم:
الابتداع في الدين، وقد ابتدع الروافض بدعًا كثيرة؛
زعموها حزنًا على مقتل الحسين بن علي –رضي الله عنهما-،
فأحدثوا أمورًا منكرة، ولكل فعل رد فعل،
فابتدع آخرون الاكتحال والتزين وكثرة الإنفاق مقابلة لما قام به الروافض.
وطائفة أخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة،
لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما-
تُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب،
وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي كذبها أكثر من صدقها،
والقصد منها فتح باب الفتنة، والتفريق بين الأمة،
وهذا عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا،
وهو يحسب أنه يحسن صنعًا.
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png