reda laby
09-10-2018, 05:38 PM
إن هذه الدنيا دار بلاء واختبار، وليست دار راحة وقرار،
والمنغصات فيها كأمواج البحر المتلاطمة، ولا ينجو من ذلك إنسان
، يقول تعالى: **لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4].
ولا تجد إنسانًا كامل السعادة، فالغني يؤرقه خوفه على ضياع ماله،
والسلطان يخشي زوال ملكه، والفقير يشقى بفقره... إلخ.
وكثير من البشر لا يدرك قيمة ما حازه ويتطلع إلى ما يفتقده؛
لذلك تجد حياته بائسة لعدم رضاه وقناعته؛ فالغني -مثلاً-
قد يحسد الفقير على راحة البال، وفي المقابل يحسد الفقيرُ الغنيَّ على رغد العيش.
وهذه الدنيا لا تهدأ فيها الصراعات بين بني البشر، فنجد الظالم والمظلوم،
وقد تدور الأيام وتتبدل الأحوال فنجد مظلومَ اليوم ظالمًا الغد.
ولكن مَنْ صاحَبَتْهُ معية الله يكون يوم ضعفه ومظلوميته مع الله
بالدعاء والاستغفار والصبر.. إلخ،
ويوم قوَّته لا ينساق خلف نفسه المنتقمة الباطشة
، ويتذكَّر أن العفو أقرب إلى التقوى، وقليل مَنْ يفعل ذلك..
والمصائب تنزل بالإنسان ليظهر جوهره ومعدنه؛
فمنهم من تزيده المصائب قربًا من الله،
ومنهم من يجزع ويطيش عقله،
ولا يهتدي إلى اللجوء لربه الذي بيده كشف الضر وتحويل المحن إلى منح.
وقد كان من أركان الإيمان الستة: "الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره"[1].
وهذه هي الدنيا يوم حلو ويوم مُرٌّ، فلا الحلاوة تبقى، ولا المرارة تدوم.
قال أوس بن حارثة جدُّ الأنصار لبنيه حين حضرته الوفاة: "الدهر يومان:
فيوم لك، ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر،
وإذا كان عليك فاصطبر، وكلاهما سينحسر"[2].
وهذا الركن أرى أننا نقرؤه ونعرفه؛ ولكن قلما مَنْ يعيشه
: فهذا الركن ركن عملي وليس نظريًّا: ففيه الرضا بالقضاء والتسليم له،
والثقة في موعود الله بالفرج، والصبر على أمر الله،
وغيره من القيم التي تتجلى للإنسان في هذه الأحوال.
قال بعض الحكماء: رُبَّ محبوبٍ في مكروهٍ، ومكروهٍ في محبوبٍ
وكم مغبوطٍ في نعمة هي داؤهُ، ومرحوم في داء هو شفاؤه،
وربَّ خيرٍ من شرٍّ ونفع من ضرٍّ[3].
وأنشد أمية بن أبي الصلت في معناه:
تجري الأمور على وفق القضاء وفي *** طيِّ الحوادث محبوب ومكروه
فــربمــــا سـرنـــي مــا بـــتُّ أحــذره *** وربما ساءني ما بتُّ أرجـــوه
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
والمنغصات فيها كأمواج البحر المتلاطمة، ولا ينجو من ذلك إنسان
، يقول تعالى: **لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4].
ولا تجد إنسانًا كامل السعادة، فالغني يؤرقه خوفه على ضياع ماله،
والسلطان يخشي زوال ملكه، والفقير يشقى بفقره... إلخ.
وكثير من البشر لا يدرك قيمة ما حازه ويتطلع إلى ما يفتقده؛
لذلك تجد حياته بائسة لعدم رضاه وقناعته؛ فالغني -مثلاً-
قد يحسد الفقير على راحة البال، وفي المقابل يحسد الفقيرُ الغنيَّ على رغد العيش.
وهذه الدنيا لا تهدأ فيها الصراعات بين بني البشر، فنجد الظالم والمظلوم،
وقد تدور الأيام وتتبدل الأحوال فنجد مظلومَ اليوم ظالمًا الغد.
ولكن مَنْ صاحَبَتْهُ معية الله يكون يوم ضعفه ومظلوميته مع الله
بالدعاء والاستغفار والصبر.. إلخ،
ويوم قوَّته لا ينساق خلف نفسه المنتقمة الباطشة
، ويتذكَّر أن العفو أقرب إلى التقوى، وقليل مَنْ يفعل ذلك..
والمصائب تنزل بالإنسان ليظهر جوهره ومعدنه؛
فمنهم من تزيده المصائب قربًا من الله،
ومنهم من يجزع ويطيش عقله،
ولا يهتدي إلى اللجوء لربه الذي بيده كشف الضر وتحويل المحن إلى منح.
وقد كان من أركان الإيمان الستة: "الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره"[1].
وهذه هي الدنيا يوم حلو ويوم مُرٌّ، فلا الحلاوة تبقى، ولا المرارة تدوم.
قال أوس بن حارثة جدُّ الأنصار لبنيه حين حضرته الوفاة: "الدهر يومان:
فيوم لك، ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر،
وإذا كان عليك فاصطبر، وكلاهما سينحسر"[2].
وهذا الركن أرى أننا نقرؤه ونعرفه؛ ولكن قلما مَنْ يعيشه
: فهذا الركن ركن عملي وليس نظريًّا: ففيه الرضا بالقضاء والتسليم له،
والثقة في موعود الله بالفرج، والصبر على أمر الله،
وغيره من القيم التي تتجلى للإنسان في هذه الأحوال.
قال بعض الحكماء: رُبَّ محبوبٍ في مكروهٍ، ومكروهٍ في محبوبٍ
وكم مغبوطٍ في نعمة هي داؤهُ، ومرحوم في داء هو شفاؤه،
وربَّ خيرٍ من شرٍّ ونفع من ضرٍّ[3].
وأنشد أمية بن أبي الصلت في معناه:
تجري الأمور على وفق القضاء وفي *** طيِّ الحوادث محبوب ومكروه
فــربمــــا سـرنـــي مــا بـــتُّ أحــذره *** وربما ساءني ما بتُّ أرجـــوه
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png