reda laby
04-11-2018, 11:43 AM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_01523620887.png
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].
إن التَّقوى هي سفينةُ النَّجاة، وأساسُ هذا الدين،
فلا تنفع عبادةٌ بدون تقوى الله،
ولا تُكفل حقوقُ العباد في معاملاتهم إلاَّ بها.
لقد عرَّفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سُئل عنها بقوله:
"هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيل، والرِّضا بالقليل،
والاستعدادُ ليوم الرَّحيل"، ولأهميَّتها وردَت في 257 آية من القرآن،
وجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات ديباجةَ خطَبِه المنبريَّة،
بعد أن يحمد اللهَ ويثني عليه بما هو أهلٌ له.
اعلموا أنَّ الهدف الأساسيَّ من تشريع العِبادات من صلاةٍ وصوم وزكاةٍ وحجٍّ،
هو تطهيرُ القلب وإيجادُ التَّقوى فيه،
فعن الصوم يقول الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
[البقرة: 183]، وعن الصلاة يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]،
فالصلاة تُورِث في قلب المصلِّي التقوى، التي تمنعه من الفحشاءِ،
وتَحول بينه وبين والمنكَر، فأسند الفعل إلى الصلاة إسنادًا مجازيًّا لعلاقة السببيَّة؛
فالذي يصلِّي ليلَ نهارَ ولكن صلاته لا تؤثِّر بإيجاد تقوى الله في قلبِه،
يجب أن يعلَم أنَّ صلاته هذه لم تَرْق إلى مستوى الصلاة الشرعيَّة المطلوبة منَّا،
وبالتالي لا يكون لها تأثيرٌ في إِيجاد التَّقوى أو دخولِ الجنَّة مهما كثرَت،
يقول الله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]،
وكذلك كلُّ العبادات؛ فإنَّ التَّقوى التي تحمل العبدَ على فِعل العبادةِ مهما تكن صعبةً،
هي روحُها، ومدار ثوابِها وجزائها،
فالنَّجاة من النَّار ليست مشروطةً بكثرةِ الأعمال الصالحة وحدَها؛
بل بدرجة التَّقوى المترتِّبة عليها، ولا هي مشروطة بالإيمانِ وحده بدون التَّقوى؛
فإنَّ الإيمان قَد لا يمنع دخولَ المؤمن النَّار، إنَّما يمنع خلودَه فيها مَهما يكن ضعيفًا
كما ورَد في الحديثِ الصحيح،
فالذي يمنع دخولَها هو التَّقوى، فالإيمانُ والتَّقوى ليس بينهما تلازم؛
بل بينهما العمومُ والخصوص المطلَق؛
فالإيمان أعمُّ من التَّقوى، والتَّقوى أخصُّ منه،
قد يكون العبدُ مؤمنًا بالله، ومع ذلك لا يتَّقي اللهَ
فيرتكب كثيرًا من المعاصي والذنوب تَحُول بينه وبين دخولِ الجنَّة ولو مؤقتًا،
أمَّا التَّقِي فلا يكون إلاَّ مؤمنًا بالله، يقول الله سبحانه وتعالى:
﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]،
الظَّالم لنفسه هو"المُفرِّطُ في فعل بعض الواجبات،
المُرتكبُ لبعض المُحرَّمات"؛ كما قال ابن كثير،
والمقتصدُ هو "المؤمن المُؤدِّي للواجبات، التَّاركُ للمُحرَّمات،
وقد يترُكُ بعض المُستحبَّات، ويفعلُ بعض المكرُوهات"،
والسابق بالخيرات هو "التَّقي الذي حالت تقواه بينه وبين المعاصي فلم يعص اللهَ،
أو على الأقل لا يُصِرُّ على الذنوب، فيدخل الجنَّةَ دون سبق عذابٍ"،
ولا غرابة في ذلك؛
فإنَّ التقوى هي أساس الدِّين كله وعماده.
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].
إن التَّقوى هي سفينةُ النَّجاة، وأساسُ هذا الدين،
فلا تنفع عبادةٌ بدون تقوى الله،
ولا تُكفل حقوقُ العباد في معاملاتهم إلاَّ بها.
لقد عرَّفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سُئل عنها بقوله:
"هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيل، والرِّضا بالقليل،
والاستعدادُ ليوم الرَّحيل"، ولأهميَّتها وردَت في 257 آية من القرآن،
وجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات ديباجةَ خطَبِه المنبريَّة،
بعد أن يحمد اللهَ ويثني عليه بما هو أهلٌ له.
اعلموا أنَّ الهدف الأساسيَّ من تشريع العِبادات من صلاةٍ وصوم وزكاةٍ وحجٍّ،
هو تطهيرُ القلب وإيجادُ التَّقوى فيه،
فعن الصوم يقول الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
[البقرة: 183]، وعن الصلاة يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]،
فالصلاة تُورِث في قلب المصلِّي التقوى، التي تمنعه من الفحشاءِ،
وتَحول بينه وبين والمنكَر، فأسند الفعل إلى الصلاة إسنادًا مجازيًّا لعلاقة السببيَّة؛
فالذي يصلِّي ليلَ نهارَ ولكن صلاته لا تؤثِّر بإيجاد تقوى الله في قلبِه،
يجب أن يعلَم أنَّ صلاته هذه لم تَرْق إلى مستوى الصلاة الشرعيَّة المطلوبة منَّا،
وبالتالي لا يكون لها تأثيرٌ في إِيجاد التَّقوى أو دخولِ الجنَّة مهما كثرَت،
يقول الله تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]،
وكذلك كلُّ العبادات؛ فإنَّ التَّقوى التي تحمل العبدَ على فِعل العبادةِ مهما تكن صعبةً،
هي روحُها، ومدار ثوابِها وجزائها،
فالنَّجاة من النَّار ليست مشروطةً بكثرةِ الأعمال الصالحة وحدَها؛
بل بدرجة التَّقوى المترتِّبة عليها، ولا هي مشروطة بالإيمانِ وحده بدون التَّقوى؛
فإنَّ الإيمان قَد لا يمنع دخولَ المؤمن النَّار، إنَّما يمنع خلودَه فيها مَهما يكن ضعيفًا
كما ورَد في الحديثِ الصحيح،
فالذي يمنع دخولَها هو التَّقوى، فالإيمانُ والتَّقوى ليس بينهما تلازم؛
بل بينهما العمومُ والخصوص المطلَق؛
فالإيمان أعمُّ من التَّقوى، والتَّقوى أخصُّ منه،
قد يكون العبدُ مؤمنًا بالله، ومع ذلك لا يتَّقي اللهَ
فيرتكب كثيرًا من المعاصي والذنوب تَحُول بينه وبين دخولِ الجنَّة ولو مؤقتًا،
أمَّا التَّقِي فلا يكون إلاَّ مؤمنًا بالله، يقول الله سبحانه وتعالى:
﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]،
الظَّالم لنفسه هو"المُفرِّطُ في فعل بعض الواجبات،
المُرتكبُ لبعض المُحرَّمات"؛ كما قال ابن كثير،
والمقتصدُ هو "المؤمن المُؤدِّي للواجبات، التَّاركُ للمُحرَّمات،
وقد يترُكُ بعض المُستحبَّات، ويفعلُ بعض المكرُوهات"،
والسابق بالخيرات هو "التَّقي الذي حالت تقواه بينه وبين المعاصي فلم يعص اللهَ،
أو على الأقل لا يُصِرُّ على الذنوب، فيدخل الجنَّةَ دون سبق عذابٍ"،
ولا غرابة في ذلك؛
فإنَّ التقوى هي أساس الدِّين كله وعماده.
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png