reda laby
23-11-2018, 10:59 PM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_01523620887.png
الخلاف بين الناس والخصومة بينهم
غريزة فطرية أودعها الله -عز وجل- في نفوس البشر منذ خلقهم،
وجعل سبحانه وتعالى لهذه الغريزة أسباباً ومحركات تؤدي إلى غليانها في النفس،
وثورانها في المجتمع، حتى بين القريب وقريبه، وبين والأخ وأخيه.
و أول هذه الأسباب: الشيطان: الذي يأمر بالفحشاء والمنكر، ويعد الفقر،
أي أن يعبده المسلمون فعمد إلى التحريش بينهم،
وزرع الخلاف والفرقة والشحناء في نفوسهم.
و ثانيها: النفس الأمارة بالسوء، والهوى والشح والبخل.
و ثالثها: شياطين الإنس من البشر: الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً،
يسوؤهم اجتماع الأخلاء، وترابط الأقرباء، مما يحملهم على النميمة، والتحريش بينهم،
واختلاق الأمور المفسدة للعلاقات، حتى يتصدع بنيان القرابة، وتتزعزع رابطة الأخوة،
فيوجد الخلاف، وتثور الفتنة، وتنتشر القطيعة، حتى تفرق بين المحب وحبيبه،
والقريب وقريبه، والصاحب وصاحبه، وحتى يهجر الولد أباه، والزوج زوجه، والأخ أخاه،
والجار جاره، مما يفكك روابط المجتمع،
ويجعله لقمة سائغة في أيدي أعدائه أياً كان جنسهم.
عندها تفسد النيات، وتتغير القلوب، وتتدابر الأجساد، وتظلم الوجوه،
فتقع الحالقة التي تحلق الدين، وتذهب الأخوة الإسلامية.
وأبرز أثر ونتيجة للخلاف والخصام بين المسلمين: التهاجر والقطيعة،
ولهذا نهى الله -تعالى- عن التهاجر بين المسلمين، وأمر بإصلاح ذات البين،
وجعل ذلك من أعظم القربات، وأجل الطاعات؛ لأنه السياج المنيع الواقي للأخوة الإسلامية
التي رغب فيها الإسلام، والدرع الحصين لوحدة الأمة التي حرص الإسلام على تماسكها
وسلامتها، قال الله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ
وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال: 1].
ولقد أخبر المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "أن من هجر أخاه سنة، فهو كسفك دمه".
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،
يعرض هذا فيعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
ولو لم يكن من شؤم الهجر والقطيعة إلا ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أنه قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئاً،
إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظِرا هذين حتى يصطلحا".
لو لم يكن من شؤم الهجر والقطيعة إلا هذه العقوبة المتمثلة في رد الأعمال الصالحة،
وعدم قبولها، لكان خليقاً بالمسلم الحريص على دينه، ونجاة نفسه، أن يبتعد عنه،
ويحذر منه، ويعمل جاهداً على غض الطرف عن الزلات، والتجاوز عن الهفوات،
والحرص على سلامة الصدور، وصفاء القلوب.
ولِما للهجر والقطيعة بين المسلمين الناتجان عن الخلاف والتخاصم بينهم من هذه الآثار
السيئة، ندب الإسلام أتباعه إلى أن يبذلوا الوسع والجهد في الإصلاح بين الناس،
رحمة بهم، وشفقة عليهم، وطمعاً في فضل الله -تعالى- ورحمته الذين
وعدهما من أصلح بين الناس ابتغاء مرضاة الله -تعالى .
وقوة المسلمين أبداً إنما هي في تماسكهم وترابطهم، وإنما يكون فشلهم بتفرقهم،
وانفراط عقدهم، يظهر ذلك جلياً واضحاً في قول الحق -سبحانه وتعالى-:
(وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الأنفال: 46].
الصلح بين الناس من أجلّ الأخلاق الإسلامية التي حرص الإسلام على تربية أتباعه عليها،
إذ به يُرفع الخلاف، ويقطع النزاع الذي ينشأ بين المتعاملين مادياً أو اجتماعياً،
ويعود بسببه الود والإخاء بين الناس، لكونه مرضياً لجميع الأطراف في الغالب،
قاطعاً دابر الخصام بينهم، محققاً للأخوة التي نشدها لهم الشرع الحنيف،
ووصفهم بها في قول الله -تعالى-:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات: 10].
ولهذا عني القرآن عناية فائقة بالصلح بين الناس أمراً به، وترغيباً فيه، وتنويهاً به، وبأهله
، قال الله -تعالى-: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ
النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114].
ووعد القائمين بالإصلاح بين الناس بالمغفرة والرحمة:
(وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [النساء: 129].
ولقد بين المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ما للصلح بين الناس من الأجر العظيم بقوله:
"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟" قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: "إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة".
ومن أجل هذا كان الإصلاح بين الناس من أبرز أخلاق الرسل صفوة الخلق -
عليهم الصلاة والسلام-، كما قال سبحانه وتعالى على لسان نبيه شعيب -عليه السلام-:
(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[هود: 88].
وقال على لسان نبيه موسى وهو يخاطب أخاه هارون -عليهما السلام-:
(وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)
[الأعراف: 142].
فاتقوا الله واحذروا من العداوة والشحناء بينكم، واحرصوا -رحمكم الله-
على إصلاح ذات البين، والتجاوز عن الهفوات والزلات، طلباًلمرضاة الله -تعالى-،
وحرصاً على الابتعاد عن سخطه.
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png
الخلاف بين الناس والخصومة بينهم
غريزة فطرية أودعها الله -عز وجل- في نفوس البشر منذ خلقهم،
وجعل سبحانه وتعالى لهذه الغريزة أسباباً ومحركات تؤدي إلى غليانها في النفس،
وثورانها في المجتمع، حتى بين القريب وقريبه، وبين والأخ وأخيه.
و أول هذه الأسباب: الشيطان: الذي يأمر بالفحشاء والمنكر، ويعد الفقر،
أي أن يعبده المسلمون فعمد إلى التحريش بينهم،
وزرع الخلاف والفرقة والشحناء في نفوسهم.
و ثانيها: النفس الأمارة بالسوء، والهوى والشح والبخل.
و ثالثها: شياطين الإنس من البشر: الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً،
يسوؤهم اجتماع الأخلاء، وترابط الأقرباء، مما يحملهم على النميمة، والتحريش بينهم،
واختلاق الأمور المفسدة للعلاقات، حتى يتصدع بنيان القرابة، وتتزعزع رابطة الأخوة،
فيوجد الخلاف، وتثور الفتنة، وتنتشر القطيعة، حتى تفرق بين المحب وحبيبه،
والقريب وقريبه، والصاحب وصاحبه، وحتى يهجر الولد أباه، والزوج زوجه، والأخ أخاه،
والجار جاره، مما يفكك روابط المجتمع،
ويجعله لقمة سائغة في أيدي أعدائه أياً كان جنسهم.
عندها تفسد النيات، وتتغير القلوب، وتتدابر الأجساد، وتظلم الوجوه،
فتقع الحالقة التي تحلق الدين، وتذهب الأخوة الإسلامية.
وأبرز أثر ونتيجة للخلاف والخصام بين المسلمين: التهاجر والقطيعة،
ولهذا نهى الله -تعالى- عن التهاجر بين المسلمين، وأمر بإصلاح ذات البين،
وجعل ذلك من أعظم القربات، وأجل الطاعات؛ لأنه السياج المنيع الواقي للأخوة الإسلامية
التي رغب فيها الإسلام، والدرع الحصين لوحدة الأمة التي حرص الإسلام على تماسكها
وسلامتها، قال الله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ
وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال: 1].
ولقد أخبر المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "أن من هجر أخاه سنة، فهو كسفك دمه".
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،
يعرض هذا فيعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
ولو لم يكن من شؤم الهجر والقطيعة إلا ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أنه قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئاً،
إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظِرا هذين حتى يصطلحا".
لو لم يكن من شؤم الهجر والقطيعة إلا هذه العقوبة المتمثلة في رد الأعمال الصالحة،
وعدم قبولها، لكان خليقاً بالمسلم الحريص على دينه، ونجاة نفسه، أن يبتعد عنه،
ويحذر منه، ويعمل جاهداً على غض الطرف عن الزلات، والتجاوز عن الهفوات،
والحرص على سلامة الصدور، وصفاء القلوب.
ولِما للهجر والقطيعة بين المسلمين الناتجان عن الخلاف والتخاصم بينهم من هذه الآثار
السيئة، ندب الإسلام أتباعه إلى أن يبذلوا الوسع والجهد في الإصلاح بين الناس،
رحمة بهم، وشفقة عليهم، وطمعاً في فضل الله -تعالى- ورحمته الذين
وعدهما من أصلح بين الناس ابتغاء مرضاة الله -تعالى .
وقوة المسلمين أبداً إنما هي في تماسكهم وترابطهم، وإنما يكون فشلهم بتفرقهم،
وانفراط عقدهم، يظهر ذلك جلياً واضحاً في قول الحق -سبحانه وتعالى-:
(وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الأنفال: 46].
الصلح بين الناس من أجلّ الأخلاق الإسلامية التي حرص الإسلام على تربية أتباعه عليها،
إذ به يُرفع الخلاف، ويقطع النزاع الذي ينشأ بين المتعاملين مادياً أو اجتماعياً،
ويعود بسببه الود والإخاء بين الناس، لكونه مرضياً لجميع الأطراف في الغالب،
قاطعاً دابر الخصام بينهم، محققاً للأخوة التي نشدها لهم الشرع الحنيف،
ووصفهم بها في قول الله -تعالى-:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات: 10].
ولهذا عني القرآن عناية فائقة بالصلح بين الناس أمراً به، وترغيباً فيه، وتنويهاً به، وبأهله
، قال الله -تعالى-: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ
النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114].
ووعد القائمين بالإصلاح بين الناس بالمغفرة والرحمة:
(وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [النساء: 129].
ولقد بين المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ما للصلح بين الناس من الأجر العظيم بقوله:
"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟" قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: "إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة".
ومن أجل هذا كان الإصلاح بين الناس من أبرز أخلاق الرسل صفوة الخلق -
عليهم الصلاة والسلام-، كما قال سبحانه وتعالى على لسان نبيه شعيب -عليه السلام-:
(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[هود: 88].
وقال على لسان نبيه موسى وهو يخاطب أخاه هارون -عليهما السلام-:
(وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)
[الأعراف: 142].
فاتقوا الله واحذروا من العداوة والشحناء بينكم، واحرصوا -رحمكم الله-
على إصلاح ذات البين، والتجاوز عن الهفوات والزلات، طلباًلمرضاة الله -تعالى-،
وحرصاً على الابتعاد عن سخطه.
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png