نسر الشام
23-12-2018, 11:26 AM
السحر
حديثنا عن بلاء مستشري، وحقيقة مرة عن ذنب من الذنوب العظام وكبيرة من كبائر الآثام إنه مرض عضال ووباء أسود إنه كفر بالله وشرك برب العالمين سبحانه وتعالى إنه مفرق الجماعات، وهادم الأسر، فكم من أسرة فرق شملها، وكم من صحيح أعل صحته، وكم من سعيد سلب الفرحة من قلبه، وكم من شفة أزال البسمة عنها، إنه كهف مظلم بظلام آثاره، ومستنقع قذر بقذارة أهله، إنه دهليز مرعب ممتلئ بكل أصناف الرعب فكم من نساء من طلقن بسببه، ومن أطفال قد شردوا بسببه، وكم من أبرياء قد ماتوا بسببه، وكم من تجارة قد كسدت وانتهت بسببه، إنه أمر خطير وشر مستطير إنه خطر عظيم، خطر على العقيدة، خطر على الفرد، خطر على الأسرة، خطر على المجتمع، خطر على الأمة بأسرها. إنه السحر قرين الكفر.
عباد الله:
إن السّاحِر أخبَثُ الناس نَفسًا وأفسدُهم طَبعًا وأظلَمهم قَلبًا إنه عابد من عبدة الشيطان متَّصِف بأحقرِ الصّفات وأرذلها.
عباد الله:
إن السّاحِر لا يكون ساحرا إلا عندما:
يتقرب بعبادته للشياطين ويلقي بالمصاحف في الحمامات والقمامات والمزابل ويتب كلام الله بالنجاسات ودم الحيض وكثيرا ما يجلس الواحد منهم عاريًا في الحمامات والأماكن المهجورة يذبح للشياطين ويمجد الشياطين ويردد الطلاسم التي تقربه من الشياطين وفي بعض اللقاءات مع بعض السحرة التائبين أظهروا أنهم كانوا يجعلون المصحف حذاء قال تعالى في كتابه الكريم ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ [الشعراء: 221 - 223].
إن السحر عباد الله ما انتشر وشاع وذاع وراج في مجتمعنا إلا عندما:
طغت الحياة المادية على النفوس فقست القلوب وجفت منابع الخير فكانت النتيجة هي: العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق وزيادة معدلات الخوف والأرق.
وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين قل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كلام الله وكثرت فيها المعاصي والمنكرات والنتيجة هي ضيق الصدر وكثرة الإصابة بالمس والعين والسحر قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36] وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].
والمشكلة العظمى والمصيبة الكبرى أن بعض المسلمين عندما يُصابُون بشي من هذه الأمراض يقلّ صبرهم وتضعُف عزائمهم، فليجؤون إلى السّحرة والمشعوذين ويذهبون إلى الكهنة والدجالين وهذا والله من ضعفِ الإيمان وقلّة اليقين فإنَّ الله جلّ وعلا لم يجعل شِفاءنا فيما حرَّم علينا، بل جعل شِفاءنا فيما أذن لنا وأباح لنا، لا فيما حرَّمه علينا. يقول الله تعالى في كتابه الكريم ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾ [الزمر: 36] وقال - صلى الله عليه وسلم - ((من أتى عرفا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال - صلى الله عليه وسلم - مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا)).
عباد الله:
إن للساحر علامات يعرف بها ومنها أن يسأل المريض عن اسم أمه، أو يأخذ أثراً من آثار المريض أو ثيابه، أو يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه وربما طلب من المريض أن لا يمس الماء مدة معينة، وقد يعطيه أوراقاً ليحرقها ويتبخر بها، أو يخبر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها. فهذه وغيرها من العلامات تدلك دلالة واضحة أن هذا دجال من الدجاجلة وساحر من السحرة ومشعوذ من المشعوذين.
وللأسف الشديد فإن أكثر من يذهب إلى هؤلاء الدجالين بعض النساء الجاهلات المنخدعات الحقيرات التي تعطي الساحر ما يريد مقابل أن يصرف لها قلب زوجها ليحبها أو ليكرهها ويبغضها حتى تتخلص منه بالطلاق.
وكذلك يقع من بعض الرجال السقطة الفجرة الأراذل يستخدمونه للأغراض الخبيثة أو لإلحاق الضرر بالآخرين قال الفضيل بن عياض: والله ما يحل لك أن تؤذي كلباً أو خنزيراً بغير حق فكيف تؤذي مسلماً. قال تعالى في كتابه العظيم ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
إن المسلم لابد أن يكون واثقا بالله معتمدا على الله متوكلا به سبحانه وتعالى في أمور دينه ودنياه المسلم يعلم علم اليقين قول الله ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51] وقوله سبحانه ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102] ويقول سبحانه وتعالى ﴿ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].
ولكن - عباد الله - لابد لنا من الوقاية فإن الوقاية خير من العلاج فليحافظ المسلم على أذكار الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي والمعوذات وقراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه)).
كذلك المحافظة المستديمة على الوضوء، فإن الوضوء سلاح المؤمن والمسلم المتوضئ محروس بملائكة الرحمن فأنى تصله الشياطين أو يصل له السحر أو العين إلا أن يشاء الله رب العالمين.
ومن ابتلاه الله بشيء من السحر فليتعز بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((سحر النبي حتى أنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفيته فيه؟ قلت وما ذاك يا رسول الله، قال: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل، قال: مطبوب، قال ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال في ماذا؟ قال: مُشط ومشاطة وجُفِّ طَلْعَةِ نخل ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان، فذهب النبي في أناس من أصحابه إلى البئر، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين، فأمر بها فدفنت)) رواه البخاري، هذا ورسول الأمة قد أصيب بالسحر فكيف بمن دونه.
كذلك الإكثار من التضرع والدعاء والبكاء بين يدي الله كما قال سبحانه وتعالى عن أيوب عليه السلام ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ ﴾ [الأنبياء: 83، 84].
ثم بعد ذلك ما عليه إلا الذهاب إلى القراء الموثوقين المعروفين بسلامة المنهج وصحة المعتقد الذين لا يستخدمون في علاجهم الخرافات ولا العزائم ولا الطلاسم.
وأخيرا:
لابد أن نعلم جزاء الساحر وحكمه في الإسلام القتل ثم القتل ثم القتل ففي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة وعن جندب رضي الله عنه مرفوعاً: ((حد الساحر ضربة بالسيف)) [رواه الترمذي] وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت.
حديثنا عن بلاء مستشري، وحقيقة مرة عن ذنب من الذنوب العظام وكبيرة من كبائر الآثام إنه مرض عضال ووباء أسود إنه كفر بالله وشرك برب العالمين سبحانه وتعالى إنه مفرق الجماعات، وهادم الأسر، فكم من أسرة فرق شملها، وكم من صحيح أعل صحته، وكم من سعيد سلب الفرحة من قلبه، وكم من شفة أزال البسمة عنها، إنه كهف مظلم بظلام آثاره، ومستنقع قذر بقذارة أهله، إنه دهليز مرعب ممتلئ بكل أصناف الرعب فكم من نساء من طلقن بسببه، ومن أطفال قد شردوا بسببه، وكم من أبرياء قد ماتوا بسببه، وكم من تجارة قد كسدت وانتهت بسببه، إنه أمر خطير وشر مستطير إنه خطر عظيم، خطر على العقيدة، خطر على الفرد، خطر على الأسرة، خطر على المجتمع، خطر على الأمة بأسرها. إنه السحر قرين الكفر.
عباد الله:
إن السّاحِر أخبَثُ الناس نَفسًا وأفسدُهم طَبعًا وأظلَمهم قَلبًا إنه عابد من عبدة الشيطان متَّصِف بأحقرِ الصّفات وأرذلها.
عباد الله:
إن السّاحِر لا يكون ساحرا إلا عندما:
يتقرب بعبادته للشياطين ويلقي بالمصاحف في الحمامات والقمامات والمزابل ويتب كلام الله بالنجاسات ودم الحيض وكثيرا ما يجلس الواحد منهم عاريًا في الحمامات والأماكن المهجورة يذبح للشياطين ويمجد الشياطين ويردد الطلاسم التي تقربه من الشياطين وفي بعض اللقاءات مع بعض السحرة التائبين أظهروا أنهم كانوا يجعلون المصحف حذاء قال تعالى في كتابه الكريم ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ [الشعراء: 221 - 223].
إن السحر عباد الله ما انتشر وشاع وذاع وراج في مجتمعنا إلا عندما:
طغت الحياة المادية على النفوس فقست القلوب وجفت منابع الخير فكانت النتيجة هي: العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق وزيادة معدلات الخوف والأرق.
وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين قل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كلام الله وكثرت فيها المعاصي والمنكرات والنتيجة هي ضيق الصدر وكثرة الإصابة بالمس والعين والسحر قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36] وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].
والمشكلة العظمى والمصيبة الكبرى أن بعض المسلمين عندما يُصابُون بشي من هذه الأمراض يقلّ صبرهم وتضعُف عزائمهم، فليجؤون إلى السّحرة والمشعوذين ويذهبون إلى الكهنة والدجالين وهذا والله من ضعفِ الإيمان وقلّة اليقين فإنَّ الله جلّ وعلا لم يجعل شِفاءنا فيما حرَّم علينا، بل جعل شِفاءنا فيما أذن لنا وأباح لنا، لا فيما حرَّمه علينا. يقول الله تعالى في كتابه الكريم ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾ [الزمر: 36] وقال - صلى الله عليه وسلم - ((من أتى عرفا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال - صلى الله عليه وسلم - مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا)).
عباد الله:
إن للساحر علامات يعرف بها ومنها أن يسأل المريض عن اسم أمه، أو يأخذ أثراً من آثار المريض أو ثيابه، أو يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه وربما طلب من المريض أن لا يمس الماء مدة معينة، وقد يعطيه أوراقاً ليحرقها ويتبخر بها، أو يخبر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها. فهذه وغيرها من العلامات تدلك دلالة واضحة أن هذا دجال من الدجاجلة وساحر من السحرة ومشعوذ من المشعوذين.
وللأسف الشديد فإن أكثر من يذهب إلى هؤلاء الدجالين بعض النساء الجاهلات المنخدعات الحقيرات التي تعطي الساحر ما يريد مقابل أن يصرف لها قلب زوجها ليحبها أو ليكرهها ويبغضها حتى تتخلص منه بالطلاق.
وكذلك يقع من بعض الرجال السقطة الفجرة الأراذل يستخدمونه للأغراض الخبيثة أو لإلحاق الضرر بالآخرين قال الفضيل بن عياض: والله ما يحل لك أن تؤذي كلباً أو خنزيراً بغير حق فكيف تؤذي مسلماً. قال تعالى في كتابه العظيم ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
إن المسلم لابد أن يكون واثقا بالله معتمدا على الله متوكلا به سبحانه وتعالى في أمور دينه ودنياه المسلم يعلم علم اليقين قول الله ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51] وقوله سبحانه ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102] ويقول سبحانه وتعالى ﴿ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].
ولكن - عباد الله - لابد لنا من الوقاية فإن الوقاية خير من العلاج فليحافظ المسلم على أذكار الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي والمعوذات وقراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه)).
كذلك المحافظة المستديمة على الوضوء، فإن الوضوء سلاح المؤمن والمسلم المتوضئ محروس بملائكة الرحمن فأنى تصله الشياطين أو يصل له السحر أو العين إلا أن يشاء الله رب العالمين.
ومن ابتلاه الله بشيء من السحر فليتعز بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((سحر النبي حتى أنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفيته فيه؟ قلت وما ذاك يا رسول الله، قال: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل، قال: مطبوب، قال ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال في ماذا؟ قال: مُشط ومشاطة وجُفِّ طَلْعَةِ نخل ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان، فذهب النبي في أناس من أصحابه إلى البئر، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين، فأمر بها فدفنت)) رواه البخاري، هذا ورسول الأمة قد أصيب بالسحر فكيف بمن دونه.
كذلك الإكثار من التضرع والدعاء والبكاء بين يدي الله كما قال سبحانه وتعالى عن أيوب عليه السلام ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ ﴾ [الأنبياء: 83، 84].
ثم بعد ذلك ما عليه إلا الذهاب إلى القراء الموثوقين المعروفين بسلامة المنهج وصحة المعتقد الذين لا يستخدمون في علاجهم الخرافات ولا العزائم ولا الطلاسم.
وأخيرا:
لابد أن نعلم جزاء الساحر وحكمه في الإسلام القتل ثم القتل ثم القتل ففي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة وعن جندب رضي الله عنه مرفوعاً: ((حد الساحر ضربة بالسيف)) [رواه الترمذي] وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت.