reda laby
25-12-2018, 07:36 PM
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
يقول الله -سبحانه وتعالى-: (أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى. ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى؟) [القيامة:36-40].
بهذه الآيات وأمثالها يذكر الله –سبحانه- معشر الثقلين الجن والإنس، يذكر من أعرض عن ذكره ولم يؤمن بآيات ربه، ويذكر من آمن حتى لا يلهو ويغفل، يذكرهم بأنهم لم يخلقوا عبثاً ولم يتركوا هملاً، وإنما خلقوا لأمر عظيم وهيئوا لشأن جسيم، خلقوا لتوحيد الله وطاعته, ونهوا عن الشرك به ومعصيته.
خلقهم تعالى وخلق معهم جنة وناراً، جنة حفت بالمكاره، بالتضحية بكل ما يطلب الإسلام التضحية به من نفس ونفيس، وقال لها تعالى بعد أن جرت أنهارها وطابت ثمارها وتجملت حسانها واشتاقت لسكانها: "إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء".
وناراً حفت بالشهوات، شهوات الفرج والبطن والهوى، وأشرُّ ذلك الهوى فهو يعمي ويصم، وقال لها بعد أن اشتد ضرامها, وعظم لهيبها, وتهيأت للالتهام وقودها, ووقودها الناس والحجارة، إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً: "إنك النار عذابي أعذب بك من أشاء".
خلقهم لذلكم لا لحاجته -سبحانه-, ولكن لتظهر آثار فضله وكرمه فيمن أطاع، وأثر عدله وحكمته فيمن عصى. خلقهم لذلكم وأرسل إليهم رسلاً يوضحون لهم طرق الخير والهدى, وينذرونهم من أسباب الشر والردى، فمن أطاعهم دخل الجنة ومن عصاهم دخل النار. يقول -سبحانه-: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) [النساء:165]. ويقول -عليه الصلاة والسلام-: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".
وإن الله -سبحانه وتعالى- أبان واضحاً في كتابه, وعلى لسان رسوله أعمال وأوصاف أهل الجنة، وأمر بالاتصاف بها، وأعمال وأوصاف أهل النار وأمر بتركها والابتعاد عنها، وخذوا مثلاً لذلكم قول الله -سبحانه وتعالى- في أوصاف أهل الجنة: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:1-2]. إلى أن قال: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [المؤمنون:10-11], وقوله في أوصاف أهل النار (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) [المدثر:42-47]. وقوله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [المدثر:4-7].
وقول رسوله -عليه الصلاة والسلام-: "احتجت الجنة بالنار، فقالت الجنة: فيَّ ضعفاء المسلمين وفقراؤهم. وقالت النار: فيَّ الجبَّارون والمتكبرون فقضى الله بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما عليّ ملؤها".
فاتَّقوا الله وخذوا من الأوصاف أغنمها وأرجاها, واسلكوا من السبل أصونها وأنجاها، فالحياة كما تعلمون ليست حياة متع ولهو وجمع بدون حساب وترقب عقاب، كلا؛ ولكنها حياة بعدها موت بعده جنة ونار، جنة لمن أطاع ونار لمن عصى (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) [طـه:74-76]. (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعـات:37-41]. (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا) [السجدة:18-20].
فنسألك اللهم بأسمائك الحسنى أن تجيرنا من النار, نستجير بك اللهم من عذابها
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
يقول الله -سبحانه وتعالى-: (أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى. ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى؟) [القيامة:36-40].
بهذه الآيات وأمثالها يذكر الله –سبحانه- معشر الثقلين الجن والإنس، يذكر من أعرض عن ذكره ولم يؤمن بآيات ربه، ويذكر من آمن حتى لا يلهو ويغفل، يذكرهم بأنهم لم يخلقوا عبثاً ولم يتركوا هملاً، وإنما خلقوا لأمر عظيم وهيئوا لشأن جسيم، خلقوا لتوحيد الله وطاعته, ونهوا عن الشرك به ومعصيته.
خلقهم تعالى وخلق معهم جنة وناراً، جنة حفت بالمكاره، بالتضحية بكل ما يطلب الإسلام التضحية به من نفس ونفيس، وقال لها تعالى بعد أن جرت أنهارها وطابت ثمارها وتجملت حسانها واشتاقت لسكانها: "إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء".
وناراً حفت بالشهوات، شهوات الفرج والبطن والهوى، وأشرُّ ذلك الهوى فهو يعمي ويصم، وقال لها بعد أن اشتد ضرامها, وعظم لهيبها, وتهيأت للالتهام وقودها, ووقودها الناس والحجارة، إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً: "إنك النار عذابي أعذب بك من أشاء".
خلقهم لذلكم لا لحاجته -سبحانه-, ولكن لتظهر آثار فضله وكرمه فيمن أطاع، وأثر عدله وحكمته فيمن عصى. خلقهم لذلكم وأرسل إليهم رسلاً يوضحون لهم طرق الخير والهدى, وينذرونهم من أسباب الشر والردى، فمن أطاعهم دخل الجنة ومن عصاهم دخل النار. يقول -سبحانه-: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) [النساء:165]. ويقول -عليه الصلاة والسلام-: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".
وإن الله -سبحانه وتعالى- أبان واضحاً في كتابه, وعلى لسان رسوله أعمال وأوصاف أهل الجنة، وأمر بالاتصاف بها، وأعمال وأوصاف أهل النار وأمر بتركها والابتعاد عنها، وخذوا مثلاً لذلكم قول الله -سبحانه وتعالى- في أوصاف أهل الجنة: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:1-2]. إلى أن قال: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [المؤمنون:10-11], وقوله في أوصاف أهل النار (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) [المدثر:42-47]. وقوله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [المدثر:4-7].
وقول رسوله -عليه الصلاة والسلام-: "احتجت الجنة بالنار، فقالت الجنة: فيَّ ضعفاء المسلمين وفقراؤهم. وقالت النار: فيَّ الجبَّارون والمتكبرون فقضى الله بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما عليّ ملؤها".
فاتَّقوا الله وخذوا من الأوصاف أغنمها وأرجاها, واسلكوا من السبل أصونها وأنجاها، فالحياة كما تعلمون ليست حياة متع ولهو وجمع بدون حساب وترقب عقاب، كلا؛ ولكنها حياة بعدها موت بعده جنة ونار، جنة لمن أطاع ونار لمن عصى (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) [طـه:74-76]. (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعـات:37-41]. (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا) [السجدة:18-20].
فنسألك اللهم بأسمائك الحسنى أن تجيرنا من النار, نستجير بك اللهم من عذابها
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png