لَذة عِشّق♪♥
06-01-2019, 09:16 AM
الإسلام الذي نفخر بالانتماء إليه دين حضاري، يرفض كل صور القبح والفوضى ويدفع المسلم دائماً إلى أن يعيش في مجتمع نظيف يشرح صدره للعمل والإنتاج ويشجعه على أن يعيش حياة طيبة مع أسرته وكل المحيطين به.. وهو موقف ينبغي أن يتعلم منه الفوضويون الذين ينشرون القبح والفوضى السلوكية في كل مكان يتواجدون فيه، وهنا نتساءل: لماذا تلاشت فيم الجمال والنظافة واحترام النظام في حياة بعض المسلمين؟ وما موقف الإسلام من أكوام القمامة والأتربة التي أصبحت تكتظ بها العديد من المدن العربية والإسلامية نتيجة سلوكيات خاطئة وتصرفات غير مقبولة من الكبار والصغار؟.
في البداية يؤكد المفكر الإسلامي د. محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المصري الأسبق، أن الإسلام دين نظافة وجمال، وهو يفرض على المسلم أن يكون راقياً في سلوكه، منضبطاً في كل تصرفاته، جميلاً في مظهره، مبتهجاً راغباً في حياة تسودها الطمأنينة، محافظاً على البيئة المحيطة به، يواجه كل صور الفوضى والانفلات السلوكي التي تحيط به، وهو بذلك يؤكد عظمة دينه ويجسد صورة طيبة له.
جزء من الإيمان
ويوضح د. زقزوق أن قيمة النظافة ترتبط دائماً بالرقي السلوكي والتحضر، ولذلك هي علامة بارزة في سلوكيات الأمم والشعوب المتحضرة، حيث تنتشر هذه القيمة وتصبح سلوكاً راسخاً في نفوس كل أفراد المجتمع الذين يدركون أهميتها في الحفاظ على الصحة والبيئة والظهور أمام الآخرين في صورة جذابة ومحببة للنفس.
ولأهمية قيمة النظافة في حياة الإنسان ودورها في الارتقاء بسلوكه والحفاظ على صحته وأهميتها في نشر الجمال في كل مجالات الحياة جعلها الإسلام ملازمة للإيمان فانتشرت عبارة «النظافة من الإيمان» على ألسنة المسلمين، وتشتمل هذه العبارة على إشارة مهمة، تتمثل في جعل النظافة جزءاً لا يتجزأ من الإيمان، الأمر الذي يجعلها ذات أهمية بالغة في سلوك الإنسان، لأنها لم تعد مجرد أمر مرغوب فيه أو متعارف عليه، وإنما صارت - بالإضافة إلى ذلك - قضية إيمانية تتصل بالعقيدة المتأصلة في النفوس، وبذلك حصلت على دعم قوي من شأنه أن يظهر أثره في السلوك بوضوح تام. وعبارة «النظافة من الإيمان» تستند في واقع الأمر على أسس دينية راسخة، ومن هنا وجدنا النبي - عليه الصلاة والسلام - يجعل إزالة الأذى عن الطريق عنصراً من عناصر الإيمان في قوله: «الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».
وتأكيداً لذلك نجد الدين يأمرنا بالنظافة قبل الدخول في الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، ويحرص على أن نأخذ زينتنا عند الذهاب إلى المسجد، وهذا أمر يتطلب النظافة، حتى لا يؤذي أحد غيره في المسجد برائحة كريهة أو ملابس غير نظيفة، فيكون بذلك سبباً في تنفير الناس من الذهاب إلى المساجد.
النظافة الأخلاقية
من هنا يؤكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، رفض الإسلام القاطع لكل سلوك عبثي ينشر الفوضى والقبح في المجتمع ويؤدي إلى تلوث البيئة وتجسيد صورة كريهة لمجتمعاتنا الإسلامية، ويقول: ينبغي أن تنعكس تعاليم الإسلام على سلوكنا اليومي، وعلينا أن نربي أبناءنا على النظافة وعدم إلقاء أي مخلفات في الشارع، أو في فناء المدرسة أو في مكان العمل، أو في أي مكان آخر من شأنه أن يسيء إلى المجتمع وإلى أفراده بأي شكل من الأشكال، والتعود منذ الصغر على ذلك يجعل النظافة سلوكاً حياتياً لهم، فمن شب على شيء شاب عليه.
ويؤكد د. زقزوق، ضرورة التعامل مع قيمة النظافة على أنها قضية إيمانية، وأن نعلم أبناءنا أن من يهمل هذه القيمة ليس مؤمناً كامل الإيمان حتى لو كان يصلي ويصوم ويزكي ويحرص على الفضائل الإسلامية، فالمسلم الحق نظيف الجوهر والمظهر، ولا بد أن يكون قدوة طيبة في سلوكه ومظهره.
والنظافة - بوصفها عنصراً من عناصر الإيمان - لا تقتصر على الجوانب المادية وحدها، فكما تكون النظافة في الأمور المادية، تكون أيضاً في الأمور المعنوية وفي الأخلاق. وهذا يعني أن النظافة ليست أمراً ظاهرياً فحسب، وإنما هي مرتبطة أشد الارتباط بالجانب الأخلاقي للإنسان. فالإنسان الذي لا يكذب يوصف بأنه نظيف اللسان، والذي لا يفحش في القول ولا يغتاب غيره يوصف بأنه عفّ اللسان، والذي لا يختلس من مال غيره أو من المال العام يوصف بأنه نظيف اليد، والإنسان الذي يتفق ظاهره مع باطنه يوصف بأنه نقيّ السريرة بعيد عن النفاق، إنه - إذن - صاحب صفحة نظيفة لم تتلطخ بما يسيء إلى صاحبها أو يشوه سمعته. والمجتمع النظيف هو المجتمع الذي يخلو من الجرائم المادية والمعنوية.
ومن ذلك يتضح أن قيمة النظافة من القيم الحياتية الشاملة، والتي بدونها لا يمكن أن نصف إنساناً أو مجتمعاً بأنه متحضر.. فالحضارة ليست مجرد كلمة تقال أو مصطلحاً نتجمل به في الحديث، وإنما هي سلوك راقٍ له أثره على المستويين الفردي والاجتماعي. وكلٌّ منا في موقعه مسؤول عن تحقيق هذا السلوك الحضاري حتى يتيسر للناس أن يتمتعوا ببيئة نظيفة مادياً ومعنوياً، ويسعدوا بحياتهم في مجتمع نظيف، ويشاركوا بفاعلية في تقدم وازدهار وطنهم في جميع المجالات.
مطلب شرعي
والإسلام يحث المسلم دائماً - كما يقول الداعية عمرو خالد - على التجمل والأناقة وحسن الهندام، فهو مطالب شرعاً بارتداء أنظف الثياب وأكثرها جمالاً وجاذبية، فالله سبحانه وتعالى، أمرنا في كتابه العزيز بأن نتزين بأفضل صور الزينة، وأن نرتدي أفضل ثيابنا عندما نذهب إلى المساجد لنؤدي عبادة الصلاة فقال سبحانه: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد»، ورفض الحق سبحانه سلوك هؤلاء المتنطعين الذين يحرمون الزينة والجمال فقال عز وجل: «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق».. ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعنى عناية بالغة بنظافة بدنه وثوبه ومكانه، وبحسن هيئته وطيب رائحته، ولذلك انجذبت إليه القلوب لكمال مظهره كما التفت حوله لجمال خلقه وسمو توجيهاته.
كان صلوات الله وسلامه عليه - وهو القدوة والمثل للمسلمين جميعاً - يتجمل للوفود حين يلقاهم، كما كان يتجمل للقاء ربه في صلاته. يقول عنه خادمه أنس رضي الله عنه: «ما شممت مسكاً ولا عنبر أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم» ولا عجب في ذلك فهو القائل: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس».
مراعاة الآخر
ويشدد د. عمرو خالد على ضرورة أن تكون النظافة سلوكاً عاماً في حياة كل مسلم، فلا يجوز شرعاً أن يهمل الإنسان نظافة جسمه ويؤذي الناس برائحته، فالمسلم مأمور بأن يكثر من الاغتسال وتنظيف جسده، واحترام الإسلام لكفاح الإنسان وعرقه وتواضعه لا يعني إطلاقاً أن يخالط المسلم الناس بثياب عمله، أو أن يسير بثياب رثة أو غير نظيفة. فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا عليه ثياب وسخة، فقال: «أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه».
إذن فليس من الدين أن يهمل المسلم ثيابه أو أن يختلط بالناس بثياب عمله، أو يزاحم الناس بها إذا تضرروا منها، فالمسلم مأمور بأن يحافظ على مشاعر الآخرين وألا يؤذيهم بقوله أو سلوكه أو ملابسه. وليس من الدين أن يترك المسلم شعره ثائراً منفراً، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا شعثاً قد تفرق شعره فقال: «أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه».
وختاماً، يقرر د. عمرو خالد، حقيقة مهمة وهي أن الإسلام يدين كل صور تلويث البيئة والإضرار بها، ويرسخ قيمة النظافة في نفوس كل المسلمين، ويعتبرها إحدى ركائز المواجهة الأخلاقية لكل صور الفوضى السلوكية في مجتمعاتنا.. ويقول: علينا أن نثق في قدرة ديننا على مواجهة الانفلات السلوكي، وأن نأخذ من تعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقه، سنداً لنا في مواجهة هذا الانفلات، فالنصوص القرآنية التي تحث المسلم على النظافة والطهارة والحرص على المظهر الحسن كثيرة ومتنوعة.
في البداية يؤكد المفكر الإسلامي د. محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المصري الأسبق، أن الإسلام دين نظافة وجمال، وهو يفرض على المسلم أن يكون راقياً في سلوكه، منضبطاً في كل تصرفاته، جميلاً في مظهره، مبتهجاً راغباً في حياة تسودها الطمأنينة، محافظاً على البيئة المحيطة به، يواجه كل صور الفوضى والانفلات السلوكي التي تحيط به، وهو بذلك يؤكد عظمة دينه ويجسد صورة طيبة له.
جزء من الإيمان
ويوضح د. زقزوق أن قيمة النظافة ترتبط دائماً بالرقي السلوكي والتحضر، ولذلك هي علامة بارزة في سلوكيات الأمم والشعوب المتحضرة، حيث تنتشر هذه القيمة وتصبح سلوكاً راسخاً في نفوس كل أفراد المجتمع الذين يدركون أهميتها في الحفاظ على الصحة والبيئة والظهور أمام الآخرين في صورة جذابة ومحببة للنفس.
ولأهمية قيمة النظافة في حياة الإنسان ودورها في الارتقاء بسلوكه والحفاظ على صحته وأهميتها في نشر الجمال في كل مجالات الحياة جعلها الإسلام ملازمة للإيمان فانتشرت عبارة «النظافة من الإيمان» على ألسنة المسلمين، وتشتمل هذه العبارة على إشارة مهمة، تتمثل في جعل النظافة جزءاً لا يتجزأ من الإيمان، الأمر الذي يجعلها ذات أهمية بالغة في سلوك الإنسان، لأنها لم تعد مجرد أمر مرغوب فيه أو متعارف عليه، وإنما صارت - بالإضافة إلى ذلك - قضية إيمانية تتصل بالعقيدة المتأصلة في النفوس، وبذلك حصلت على دعم قوي من شأنه أن يظهر أثره في السلوك بوضوح تام. وعبارة «النظافة من الإيمان» تستند في واقع الأمر على أسس دينية راسخة، ومن هنا وجدنا النبي - عليه الصلاة والسلام - يجعل إزالة الأذى عن الطريق عنصراً من عناصر الإيمان في قوله: «الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».
وتأكيداً لذلك نجد الدين يأمرنا بالنظافة قبل الدخول في الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، ويحرص على أن نأخذ زينتنا عند الذهاب إلى المسجد، وهذا أمر يتطلب النظافة، حتى لا يؤذي أحد غيره في المسجد برائحة كريهة أو ملابس غير نظيفة، فيكون بذلك سبباً في تنفير الناس من الذهاب إلى المساجد.
النظافة الأخلاقية
من هنا يؤكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، رفض الإسلام القاطع لكل سلوك عبثي ينشر الفوضى والقبح في المجتمع ويؤدي إلى تلوث البيئة وتجسيد صورة كريهة لمجتمعاتنا الإسلامية، ويقول: ينبغي أن تنعكس تعاليم الإسلام على سلوكنا اليومي، وعلينا أن نربي أبناءنا على النظافة وعدم إلقاء أي مخلفات في الشارع، أو في فناء المدرسة أو في مكان العمل، أو في أي مكان آخر من شأنه أن يسيء إلى المجتمع وإلى أفراده بأي شكل من الأشكال، والتعود منذ الصغر على ذلك يجعل النظافة سلوكاً حياتياً لهم، فمن شب على شيء شاب عليه.
ويؤكد د. زقزوق، ضرورة التعامل مع قيمة النظافة على أنها قضية إيمانية، وأن نعلم أبناءنا أن من يهمل هذه القيمة ليس مؤمناً كامل الإيمان حتى لو كان يصلي ويصوم ويزكي ويحرص على الفضائل الإسلامية، فالمسلم الحق نظيف الجوهر والمظهر، ولا بد أن يكون قدوة طيبة في سلوكه ومظهره.
والنظافة - بوصفها عنصراً من عناصر الإيمان - لا تقتصر على الجوانب المادية وحدها، فكما تكون النظافة في الأمور المادية، تكون أيضاً في الأمور المعنوية وفي الأخلاق. وهذا يعني أن النظافة ليست أمراً ظاهرياً فحسب، وإنما هي مرتبطة أشد الارتباط بالجانب الأخلاقي للإنسان. فالإنسان الذي لا يكذب يوصف بأنه نظيف اللسان، والذي لا يفحش في القول ولا يغتاب غيره يوصف بأنه عفّ اللسان، والذي لا يختلس من مال غيره أو من المال العام يوصف بأنه نظيف اليد، والإنسان الذي يتفق ظاهره مع باطنه يوصف بأنه نقيّ السريرة بعيد عن النفاق، إنه - إذن - صاحب صفحة نظيفة لم تتلطخ بما يسيء إلى صاحبها أو يشوه سمعته. والمجتمع النظيف هو المجتمع الذي يخلو من الجرائم المادية والمعنوية.
ومن ذلك يتضح أن قيمة النظافة من القيم الحياتية الشاملة، والتي بدونها لا يمكن أن نصف إنساناً أو مجتمعاً بأنه متحضر.. فالحضارة ليست مجرد كلمة تقال أو مصطلحاً نتجمل به في الحديث، وإنما هي سلوك راقٍ له أثره على المستويين الفردي والاجتماعي. وكلٌّ منا في موقعه مسؤول عن تحقيق هذا السلوك الحضاري حتى يتيسر للناس أن يتمتعوا ببيئة نظيفة مادياً ومعنوياً، ويسعدوا بحياتهم في مجتمع نظيف، ويشاركوا بفاعلية في تقدم وازدهار وطنهم في جميع المجالات.
مطلب شرعي
والإسلام يحث المسلم دائماً - كما يقول الداعية عمرو خالد - على التجمل والأناقة وحسن الهندام، فهو مطالب شرعاً بارتداء أنظف الثياب وأكثرها جمالاً وجاذبية، فالله سبحانه وتعالى، أمرنا في كتابه العزيز بأن نتزين بأفضل صور الزينة، وأن نرتدي أفضل ثيابنا عندما نذهب إلى المساجد لنؤدي عبادة الصلاة فقال سبحانه: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد»، ورفض الحق سبحانه سلوك هؤلاء المتنطعين الذين يحرمون الزينة والجمال فقال عز وجل: «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق».. ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعنى عناية بالغة بنظافة بدنه وثوبه ومكانه، وبحسن هيئته وطيب رائحته، ولذلك انجذبت إليه القلوب لكمال مظهره كما التفت حوله لجمال خلقه وسمو توجيهاته.
كان صلوات الله وسلامه عليه - وهو القدوة والمثل للمسلمين جميعاً - يتجمل للوفود حين يلقاهم، كما كان يتجمل للقاء ربه في صلاته. يقول عنه خادمه أنس رضي الله عنه: «ما شممت مسكاً ولا عنبر أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم» ولا عجب في ذلك فهو القائل: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس».
مراعاة الآخر
ويشدد د. عمرو خالد على ضرورة أن تكون النظافة سلوكاً عاماً في حياة كل مسلم، فلا يجوز شرعاً أن يهمل الإنسان نظافة جسمه ويؤذي الناس برائحته، فالمسلم مأمور بأن يكثر من الاغتسال وتنظيف جسده، واحترام الإسلام لكفاح الإنسان وعرقه وتواضعه لا يعني إطلاقاً أن يخالط المسلم الناس بثياب عمله، أو أن يسير بثياب رثة أو غير نظيفة. فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا عليه ثياب وسخة، فقال: «أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه».
إذن فليس من الدين أن يهمل المسلم ثيابه أو أن يختلط بالناس بثياب عمله، أو يزاحم الناس بها إذا تضرروا منها، فالمسلم مأمور بأن يحافظ على مشاعر الآخرين وألا يؤذيهم بقوله أو سلوكه أو ملابسه. وليس من الدين أن يترك المسلم شعره ثائراً منفراً، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا شعثاً قد تفرق شعره فقال: «أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه».
وختاماً، يقرر د. عمرو خالد، حقيقة مهمة وهي أن الإسلام يدين كل صور تلويث البيئة والإضرار بها، ويرسخ قيمة النظافة في نفوس كل المسلمين، ويعتبرها إحدى ركائز المواجهة الأخلاقية لكل صور الفوضى السلوكية في مجتمعاتنا.. ويقول: علينا أن نثق في قدرة ديننا على مواجهة الانفلات السلوكي، وأن نأخذ من تعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقه، سنداً لنا في مواجهة هذا الانفلات، فالنصوص القرآنية التي تحث المسلم على النظافة والطهارة والحرص على المظهر الحسن كثيرة ومتنوعة.