reda laby
11-01-2019, 09:24 PM
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
إن المعركةَ التي قضَى الله ألا تخبُو نارُها،
ولا تخمَد جذوتُها، ولا يسكُن لهيبُها؛
بل تظلُّ مُستعِرةً حتى يرِثَ الله الأرضَ ومن عليها،
هي معركةُ الحق مع الباطل، والهُدى مع الضلال،
والكفر مع الإيمان.
وإن هذه المعركة هي انتِفاضةُ الخير في وجه الشرِّ بكل صُوره وألوانه،
مهما اختلفَت راياتُه، وكثُر جندُه، وعظُم كيدُه، وعمَّ خطرُه.
ولذا فهي ليست وليدَة اليوم؛ بل هي فصولٌ مُتعاقِبة،
مُوغِلةٌ في القِدَم ترويها آياتُ الذكر الحكيم،
ويتلُو الربُّ الكريمُ علينا من أنبائِها تبصِرةً وذِكرة للذاكرين،
وهُدًى وموعظةً للمُتقين.
فهذه انتِفاضةُ الخليل إبراهيم – عليه السلام –
لتقويضِ عبادة الأصنام التي عكفَ عليها قومُه،
واستِنقاذهم من وَهدة هذا الضلال المُبين،
حتى يكونَ الدينُ كلُّه لله،
وحتى لا يُعبَد في الأرض سِواه.
ثم ما كان من مُقابلة الباطل هذا الحقِّ بأعنَف ما في جُعبَته،
من سِهام الكَيد والأذى، حتى انتهَى به إلى إلقائِه حيًّا في النار،
لكن هذه الحملةَ باءَت بالفشَل فيما قصدَت إليه،
وأبانَ – سبحانه – ذلك في قُرآنٍ يُتلَى، ليُذكِّر به على الدوام أن الغلَبَة للحقِّ
، وأن الهزيمَة للباطل:
(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ
* قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ *
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ *
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ *
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ) [الأنبياء: 68- 72].
وهذه معركةُ الحقِّ الذي رفعَ لواءَه موسى – عليه السلام -،
مع الباطل الذي رفعَ لواءَه فرعون، وتمادَى به الشرُّ والنُّكر حتى قال لقومِه:
(مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [القصص: 38]،
وحتى قال لهم: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات: 24]،
وقال مُتوعِّدًا الحقَّ وأهلَه بالنَّكال وأليم العذاب:
(سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) [الأعراف: 127].
ولكن إرادة الله للحقِّ أن ينتصِر، وللباطل أن يندحِر، أعقبَت وأورثَت هلاكَ فرعون وجُنودِه
، ونجاةَ موسى ومن معَه، كما قال – سبحانه -:
(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ *
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ *
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء: 63- 68].
أما المُستضعَفون من قومِ موسى،
فكان امتِنانُ الله عليهم عظيمًا بالإمامة والتمكين في الأرض،
والنصر على الظالمين المُستكبِرين المُتجبِّرين:
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [
القصص: 5، 6]
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
إن المعركةَ التي قضَى الله ألا تخبُو نارُها،
ولا تخمَد جذوتُها، ولا يسكُن لهيبُها؛
بل تظلُّ مُستعِرةً حتى يرِثَ الله الأرضَ ومن عليها،
هي معركةُ الحق مع الباطل، والهُدى مع الضلال،
والكفر مع الإيمان.
وإن هذه المعركة هي انتِفاضةُ الخير في وجه الشرِّ بكل صُوره وألوانه،
مهما اختلفَت راياتُه، وكثُر جندُه، وعظُم كيدُه، وعمَّ خطرُه.
ولذا فهي ليست وليدَة اليوم؛ بل هي فصولٌ مُتعاقِبة،
مُوغِلةٌ في القِدَم ترويها آياتُ الذكر الحكيم،
ويتلُو الربُّ الكريمُ علينا من أنبائِها تبصِرةً وذِكرة للذاكرين،
وهُدًى وموعظةً للمُتقين.
فهذه انتِفاضةُ الخليل إبراهيم – عليه السلام –
لتقويضِ عبادة الأصنام التي عكفَ عليها قومُه،
واستِنقاذهم من وَهدة هذا الضلال المُبين،
حتى يكونَ الدينُ كلُّه لله،
وحتى لا يُعبَد في الأرض سِواه.
ثم ما كان من مُقابلة الباطل هذا الحقِّ بأعنَف ما في جُعبَته،
من سِهام الكَيد والأذى، حتى انتهَى به إلى إلقائِه حيًّا في النار،
لكن هذه الحملةَ باءَت بالفشَل فيما قصدَت إليه،
وأبانَ – سبحانه – ذلك في قُرآنٍ يُتلَى، ليُذكِّر به على الدوام أن الغلَبَة للحقِّ
، وأن الهزيمَة للباطل:
(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ
* قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ *
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ *
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ *
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ) [الأنبياء: 68- 72].
وهذه معركةُ الحقِّ الذي رفعَ لواءَه موسى – عليه السلام -،
مع الباطل الذي رفعَ لواءَه فرعون، وتمادَى به الشرُّ والنُّكر حتى قال لقومِه:
(مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [القصص: 38]،
وحتى قال لهم: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات: 24]،
وقال مُتوعِّدًا الحقَّ وأهلَه بالنَّكال وأليم العذاب:
(سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) [الأعراف: 127].
ولكن إرادة الله للحقِّ أن ينتصِر، وللباطل أن يندحِر، أعقبَت وأورثَت هلاكَ فرعون وجُنودِه
، ونجاةَ موسى ومن معَه، كما قال – سبحانه -:
(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ *
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ *
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء: 63- 68].
أما المُستضعَفون من قومِ موسى،
فكان امتِنانُ الله عليهم عظيمًا بالإمامة والتمكين في الأرض،
والنصر على الظالمين المُستكبِرين المُتجبِّرين:
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [
القصص: 5، 6]
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png