ابتسامة الزهر
12-01-2019, 09:22 PM
[SIZE=6][COLOR=Black]السلام عليكم
http://rem2b.net/vb/images/smilies/216.gif
لم يخلق الله تعالى الخلق ولم يرسل الرسل ولم ينزل الكتب الا من أجل تحقيق أسمى الغايات ألا وهي عبادته سبحانه وتعالى وتحكيم شرعه، ولا يمكن أن تصل العبادة الى أعلى كمالها الا بتعظيم المعبود، فقد جاء في تعريف العبادة أنها فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه. وقيل ان العبادة هي تعظيم الله وامتثال لأوامره. فمن هذا التعريف تتضح أهمية تعظيم الله، وأنها العبادة التي خلقنا الله لتحقيقها.
ولقد جاءت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في بيان فضل تعظيم الله، فمنها قوله تعالى: {اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (الفاتحة: 5).
ومنها قوله تعالى في معرض ذكر صفات عباده المؤمنين: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراّ وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } (الرعد: 22)، قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ابتغاء وجه ربهم أي طلب تعظيم الله وتنزيها له أن يخالف في أمره أو يأتي أمرا كره اتيانه فيعصيه به.
ومنها قوله تعالى في قصة نوح عليه السلام مع قومه: {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارا} (نوح: 13).
ومنها قوله تعالى لما ذكر قصة أصحاب الجنة: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} (القلم: 28)، قال الثعالبي: قيل هي عبارة عن تعظيم الله والعمل بطاعته سبحانه وتعالى.
ومنها حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه حيث قال: أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعرابي، فقال: يا رسول الله! جُهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونُهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا ؛ فانا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ويحك أتدري ما تقول؟»،
وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمازال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: «ويحك انه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك».. فالأعرابي لما قال: «فأنا نستشفع بالله عليك» جعل الله في مقام الشافع عند رسوله، وهذا تنقيص من قدره جل وعلا، ولهذا سبَّح الرسول صلى الله عليه وسلم ونبَّه الأعرابي الى هذا الخطإ الفادح لما قال :
«ويحك ! أتدري ما الله؟ ان شأن الله أعظم من ذلك.. » الى آخر الحديث.
أسباب عدم تعظيم الله
ولعل من أعظم أسباب عدم تعظيم الله يعود الى عدة أسباب اهمها:
الوقوع في المعاصي، وهذه هي المعضلة، وهي السبب في كل بلاء ومحنة وبعد عن الله تعالى. قال ابن القيم رحمه الله: «وكفى بالعاصي عقوبةً أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله وتعظيم حرماته، ويهون عليه حقه، ومن بعض عقوبة هذا أن يرفع الله عز وجل مهابته من قلوب الخلق ويهون عليهم ويستخفُّون به كما هان عليه أمره واستخف به »،
وقال بشر بن الحارث: لو تفكر الناس في
عظمة الله لما عصوا الله سبحانه وتعالى.
ـ التساهل في أوامر الله، فتجد كثيرا من الناس لا يؤدون العبادات على الوجه المطلوب، فلو كانوا يعظمون الله حق التعظيم لعظموا أمره كذلك.
ـ عدم تدبر القرآن حال قراءته، وعدم الوقوف عند وعده ووعيده، وأصبح همُّ القارئ آخر السورة فحسب دون اعتبار الهدف الذي أُنزل من أجله القرآن.
قال تعالى {كِتَاب أَنزَلْنَاهُ اِلَيْكَ مُبَارَك لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} (ص: 29).
ـ الغفلة عن ذكر الله فتجد البعض جالسا على كرسي زمنا طويلا وهو لا يذكر الله ولا يسبحه ولا يكبره ؛ حتى وان سبح وكبر فهو لا يعي معنى هذا التسبيح وهذا التكبير، وهذه مشكلة لا بد أن نعالجها في نفوسنا.
ـ النظر في ما حرم الله تعالى ؛ فالنظر الحرام يولد في القلب القسوة والجفاء، وهذا لا يتأتى مع التعظيم ؛ لأن التعظيم لا يكون الا من قلب خاضع خاشع لين مقبل على الله بكليته.
http://rem2b.net/vb/images/smilies/216.gif
لم يخلق الله تعالى الخلق ولم يرسل الرسل ولم ينزل الكتب الا من أجل تحقيق أسمى الغايات ألا وهي عبادته سبحانه وتعالى وتحكيم شرعه، ولا يمكن أن تصل العبادة الى أعلى كمالها الا بتعظيم المعبود، فقد جاء في تعريف العبادة أنها فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه. وقيل ان العبادة هي تعظيم الله وامتثال لأوامره. فمن هذا التعريف تتضح أهمية تعظيم الله، وأنها العبادة التي خلقنا الله لتحقيقها.
ولقد جاءت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في بيان فضل تعظيم الله، فمنها قوله تعالى: {اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (الفاتحة: 5).
ومنها قوله تعالى في معرض ذكر صفات عباده المؤمنين: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراّ وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } (الرعد: 22)، قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ابتغاء وجه ربهم أي طلب تعظيم الله وتنزيها له أن يخالف في أمره أو يأتي أمرا كره اتيانه فيعصيه به.
ومنها قوله تعالى في قصة نوح عليه السلام مع قومه: {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارا} (نوح: 13).
ومنها قوله تعالى لما ذكر قصة أصحاب الجنة: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} (القلم: 28)، قال الثعالبي: قيل هي عبارة عن تعظيم الله والعمل بطاعته سبحانه وتعالى.
ومنها حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه حيث قال: أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعرابي، فقال: يا رسول الله! جُهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونُهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا ؛ فانا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ويحك أتدري ما تقول؟»،
وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمازال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: «ويحك انه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك».. فالأعرابي لما قال: «فأنا نستشفع بالله عليك» جعل الله في مقام الشافع عند رسوله، وهذا تنقيص من قدره جل وعلا، ولهذا سبَّح الرسول صلى الله عليه وسلم ونبَّه الأعرابي الى هذا الخطإ الفادح لما قال :
«ويحك ! أتدري ما الله؟ ان شأن الله أعظم من ذلك.. » الى آخر الحديث.
أسباب عدم تعظيم الله
ولعل من أعظم أسباب عدم تعظيم الله يعود الى عدة أسباب اهمها:
الوقوع في المعاصي، وهذه هي المعضلة، وهي السبب في كل بلاء ومحنة وبعد عن الله تعالى. قال ابن القيم رحمه الله: «وكفى بالعاصي عقوبةً أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله وتعظيم حرماته، ويهون عليه حقه، ومن بعض عقوبة هذا أن يرفع الله عز وجل مهابته من قلوب الخلق ويهون عليهم ويستخفُّون به كما هان عليه أمره واستخف به »،
وقال بشر بن الحارث: لو تفكر الناس في
عظمة الله لما عصوا الله سبحانه وتعالى.
ـ التساهل في أوامر الله، فتجد كثيرا من الناس لا يؤدون العبادات على الوجه المطلوب، فلو كانوا يعظمون الله حق التعظيم لعظموا أمره كذلك.
ـ عدم تدبر القرآن حال قراءته، وعدم الوقوف عند وعده ووعيده، وأصبح همُّ القارئ آخر السورة فحسب دون اعتبار الهدف الذي أُنزل من أجله القرآن.
قال تعالى {كِتَاب أَنزَلْنَاهُ اِلَيْكَ مُبَارَك لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} (ص: 29).
ـ الغفلة عن ذكر الله فتجد البعض جالسا على كرسي زمنا طويلا وهو لا يذكر الله ولا يسبحه ولا يكبره ؛ حتى وان سبح وكبر فهو لا يعي معنى هذا التسبيح وهذا التكبير، وهذه مشكلة لا بد أن نعالجها في نفوسنا.
ـ النظر في ما حرم الله تعالى ؛ فالنظر الحرام يولد في القلب القسوة والجفاء، وهذا لا يتأتى مع التعظيم ؛ لأن التعظيم لا يكون الا من قلب خاضع خاشع لين مقبل على الله بكليته.