أسيل
26-01-2019, 01:02 AM
https://cdnx.tribalfusion.com/media/37536.gif (https://s.tribalfusion.com/h.click/aHmPRoRUFN1qMr5qBa5E30mEFIYbJ9TWZbSoAnDps3qoWfH3ar h3Wmr3AbGnbULYGUQ1sU2XG7ppaFP3FFVTFfZcWPUTQT3RPVnM QHUNYtfqW6Up3GZb0XbYDTAip56n7P6FH4WQO0HBKpdEo5PBP3 sMcUsY6UcbfPPUNTW3PUrbY2rinVqjv0dUTCItxIL/http://a.tribalfusion.com)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك عبادتان
عبادة أن تعبده في الرخاء، وهذه عبادة مقبولة، وترقى بها، ولكن لا بد من عبادة أخرى؛ أن تعبده وأنت في الشدة، إن لم تنجح بهذه العبادة فهناك مشكلة كبيرة
فالإنسان بالرخاء يشكر، وهذا شيء طبيعي، وأضعف الناس إيماناً يشكر في الرخاء،
أما المكان الذي يتفاوت فيه المؤمنون في الامتحان الصعب الذي يفرز فيه المؤمنون وهو امتحان الشدة، ولا ينجو من هذا الامتحان أحد،
والدليل هذه الآية:
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ﴾
مثلاً الصحابة الكرام ومعهم سيد الأنام عليه الصلاة والسلام في الخندق:
﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾[سورة الأحزاب: 10]
أيعدنا صاحبكم ـ و لم يقل: رسول الله ـ أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى، وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته، كأنه لم يؤمن برسالة رسول الله
" إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ".
﴿ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ﴾[سورة الأحزاب: 11]
﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾[سورة الأحزاب: 12 ]
﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ﴾[سورة الأحزاب: 23]
مصائب التأديب مهمتها نقل الإنسان من المعصية إلى الطاعة
هذه سنة الله في خلقه، أنا لست متشائماً ولكن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، وطن نفسك إذا كنت في الرخاء فلا بد من امتحان في الشدة، الشدة لا تدوم، وتنقضي سريعاً، والمحنة إن صبرت عليها، وقبلتها من الله، ورضيت عن الله بها، انقلبت إلى منحة، والشِّدَّة إن صبرت عليها، وقبِلتَها من الله، ورضيتَ عن الله بها انقلبت إلى شَدَّة إليه، كانت شِدَّة، فأصبحت شَدَّة، وكانت مِحْنَة، فأصبحت مِنْحَة، ولم ينجُ النبي عليه الصلاة والسلام من الابتلاء:
(( سئل النبي صلى الله عليه و آله و سلم : أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ))[الترمذي من حديث سعد بن أبي و قاص]
أيعقل أن يخرج إلى الطائف مشياً على قدميه ثمانين كيلو متراً؟
حاول أن تمشي إلى النبك مشياً مع الخوف، والملاحقة، والتكذيب، والإخراج، وبعد أن تصل إلى هذه المدينة، فإذا بأهلها يكذبونك، ويستهزؤون بك، ويغرون سفهاءهم أن يؤذوك، فتلجأ إلى حائط تقول: يا رب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي، سيد الخلق، هو سيد الخلق، وحبيب الحق، أما حينما جاءه جبريل، وقال له: أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين، فلو أنه من الأشخاص العاديين!! لو أُتيح لأحدهم أن ينتقم من خصمه، يقول لك: والله أتمنى أن أقطعه إرْباً إرْباً، فلو قال: بلى أطبق عليهم الجبلين لم يكن رسول الله، لا يا أخي، اللهم اهدِ قومي إنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده، لم يتخلَّ عن قومه، ودعا لهم، واعتذر عنهم، ورجا أن تكون ذريتهم صالحة، هذه هي النبوة، فلذلك:
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا... ﴾
أهكذا الجنة؟
صحة، ودخل كبير، وبيت جميل، وأولاد أبرار، وزوجة جميلة، وبنات أطهار، ومركبة فخمة، وكل يوم نزهة، وكل يوم دعوة، ثم على الجنة رأساً، لا تصدقوا هذا الكلام، هذا كلام مضحك، لا بد من شدة، قد يبتلى الإنسان بماله، وأحياناً بفقد ماله، ويبتلى بصحته، وبأهله، وبأولاده، يبتلى بخصمه، وعمله،
سئل الشافعي رحمه الله تعالى: " أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين، قال: لن تمكن قبل أن تبتلى "،
أنا متفائل جداً، حياة المؤمن لا بد لها من مرحلة تأديب، فإذا كان هناك معاصٍ، فمرحلة ابتلاء، وإذا كان هناك استقامة، ثم مرحلة التكريم، وفي الأعم الأغلب تستقر حياة المؤمن المستقيم على التكريم، لكن لا بد من مرحلة الابتلاء، تأديب إذا كان هناك معصية، الآن هناك استقامة، هو أين هو؟
دقق؛ وقف إنسان على شاطئ بحر، قد تأتيه موجة عاتية فتأخذه إلى البحر، هناك إنسان يقف بعد مئة متر، وهذا بعد مئتين، وهذا بعد خمسمئة متر، وهذا في قمة الجبل، كيف يمتحن هؤلاء؟
بموجة عاتية، فالذي في قمة الجبل لا يتأثر، هو في الأعماق، فمصائب التأديب من أجل أن ينقلك ربُّنا عز وجل من المعصية إلى الطاعة.
راتب النابلسى
موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية
مما راق لي
http://3b8-y.com/vb/uploaded/20_01539638241.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك عبادتان
عبادة أن تعبده في الرخاء، وهذه عبادة مقبولة، وترقى بها، ولكن لا بد من عبادة أخرى؛ أن تعبده وأنت في الشدة، إن لم تنجح بهذه العبادة فهناك مشكلة كبيرة
فالإنسان بالرخاء يشكر، وهذا شيء طبيعي، وأضعف الناس إيماناً يشكر في الرخاء،
أما المكان الذي يتفاوت فيه المؤمنون في الامتحان الصعب الذي يفرز فيه المؤمنون وهو امتحان الشدة، ولا ينجو من هذا الامتحان أحد،
والدليل هذه الآية:
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ﴾
مثلاً الصحابة الكرام ومعهم سيد الأنام عليه الصلاة والسلام في الخندق:
﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴾[سورة الأحزاب: 10]
أيعدنا صاحبكم ـ و لم يقل: رسول الله ـ أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى، وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته، كأنه لم يؤمن برسالة رسول الله
" إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ".
﴿ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ﴾[سورة الأحزاب: 11]
﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾[سورة الأحزاب: 12 ]
﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ﴾[سورة الأحزاب: 23]
مصائب التأديب مهمتها نقل الإنسان من المعصية إلى الطاعة
هذه سنة الله في خلقه، أنا لست متشائماً ولكن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، وطن نفسك إذا كنت في الرخاء فلا بد من امتحان في الشدة، الشدة لا تدوم، وتنقضي سريعاً، والمحنة إن صبرت عليها، وقبلتها من الله، ورضيت عن الله بها، انقلبت إلى منحة، والشِّدَّة إن صبرت عليها، وقبِلتَها من الله، ورضيتَ عن الله بها انقلبت إلى شَدَّة إليه، كانت شِدَّة، فأصبحت شَدَّة، وكانت مِحْنَة، فأصبحت مِنْحَة، ولم ينجُ النبي عليه الصلاة والسلام من الابتلاء:
(( سئل النبي صلى الله عليه و آله و سلم : أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ))[الترمذي من حديث سعد بن أبي و قاص]
أيعقل أن يخرج إلى الطائف مشياً على قدميه ثمانين كيلو متراً؟
حاول أن تمشي إلى النبك مشياً مع الخوف، والملاحقة، والتكذيب، والإخراج، وبعد أن تصل إلى هذه المدينة، فإذا بأهلها يكذبونك، ويستهزؤون بك، ويغرون سفهاءهم أن يؤذوك، فتلجأ إلى حائط تقول: يا رب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي، سيد الخلق، هو سيد الخلق، وحبيب الحق، أما حينما جاءه جبريل، وقال له: أمرني ربي أن أكون طوع إرادتك، لو شئت لأطبقت عليهم الجبلين، فلو أنه من الأشخاص العاديين!! لو أُتيح لأحدهم أن ينتقم من خصمه، يقول لك: والله أتمنى أن أقطعه إرْباً إرْباً، فلو قال: بلى أطبق عليهم الجبلين لم يكن رسول الله، لا يا أخي، اللهم اهدِ قومي إنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده، لم يتخلَّ عن قومه، ودعا لهم، واعتذر عنهم، ورجا أن تكون ذريتهم صالحة، هذه هي النبوة، فلذلك:
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا... ﴾
أهكذا الجنة؟
صحة، ودخل كبير، وبيت جميل، وأولاد أبرار، وزوجة جميلة، وبنات أطهار، ومركبة فخمة، وكل يوم نزهة، وكل يوم دعوة، ثم على الجنة رأساً، لا تصدقوا هذا الكلام، هذا كلام مضحك، لا بد من شدة، قد يبتلى الإنسان بماله، وأحياناً بفقد ماله، ويبتلى بصحته، وبأهله، وبأولاده، يبتلى بخصمه، وعمله،
سئل الشافعي رحمه الله تعالى: " أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين، قال: لن تمكن قبل أن تبتلى "،
أنا متفائل جداً، حياة المؤمن لا بد لها من مرحلة تأديب، فإذا كان هناك معاصٍ، فمرحلة ابتلاء، وإذا كان هناك استقامة، ثم مرحلة التكريم، وفي الأعم الأغلب تستقر حياة المؤمن المستقيم على التكريم، لكن لا بد من مرحلة الابتلاء، تأديب إذا كان هناك معصية، الآن هناك استقامة، هو أين هو؟
دقق؛ وقف إنسان على شاطئ بحر، قد تأتيه موجة عاتية فتأخذه إلى البحر، هناك إنسان يقف بعد مئة متر، وهذا بعد مئتين، وهذا بعد خمسمئة متر، وهذا في قمة الجبل، كيف يمتحن هؤلاء؟
بموجة عاتية، فالذي في قمة الجبل لا يتأثر، هو في الأعماق، فمصائب التأديب من أجل أن ينقلك ربُّنا عز وجل من المعصية إلى الطاعة.
راتب النابلسى
موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية
مما راق لي
http://3b8-y.com/vb/uploaded/20_01539638241.png