reda laby
01-02-2019, 12:50 AM
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_01523620887.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
ما أعظمه من أدب وأجله من خلق
حيث يتعامل المسلم مع أخيه وكأنه نفسه بل كأنهما شيء واحد لا يفترق.
أخرج البُخاريُّ ومُسلِمٌ في صحيحهما من حديث أنسِ بنِ مالكٍ -رضي الله عنه-
عَنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: “لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأَخيهِ ما يُحِبُّ لِنَفسه“
. هذا الحديث خرَّجاه في “الصحيحين” من حديث قتادة، عن أنسٍ، ولفظُ مسلم: “
حَتَّى يُحِبَّ لجاره أو لأخيه“. وخرَّجه الإمام أحمد، ولفظه:
“لا يبلغُ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتَّى يحبَّ للناس ما يُحِبُّ لنفسه من الخِير“.
المقصودُ أنَّ مِن جملة خِصال الإيمانِ الواجبةِ،
أنْ يُحِبَّ المرءُ لأخيه المؤمن ما يحبُّ لنفسه
، ويكره له ما يكرهه لنفسه، فإذا زالَ ذلك عنه، فقد نَقَصَ إيمانُهُ بذلك،
وإذا كان النقص من كماله الواجب فدل على أنه يأثم بذلك!!
فقل لي -بربك-: هل نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا من الخير الدنيوي والأخروي؟
لنتفقد أنفسنا ولنحكم بعد ذلك على إيماننا.
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص،
عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنْ أحبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عن النَّارِ ويُدخَلَ الجنة
فلتدركه منيَّتُه وهو يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ،
ويأتي إلى الناسِ الذي يحبُّ أنْ يُؤْتَى إليه“.
وأخرج مسلم أيضا من حديث أبي ذرٍّ، قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“يا أبا ذرٍّ، إني أراكَ ضعيفاً، وإني أحبُّ لك ما أُحبُّ لنفسي، لا تَأَمَّرَنَّ على اثنين،
ولا تولَّينَّ مالَ يتيم“. وإنَّما نهاه عن ذلك، لما رأى من ضعفه.
وهو -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ هذا لكلِّ ضعيفٍ؛ وإنَّما كان يتولَّى أمورَ النَّاسِ؛
لأنَّ الله قوَّاه على ذلك، وأمره بدعاء الخَلْقِ كلِّهم إلى طاعته،
وأنْ يتولَّى سياسةَ دينهم ودنياهم.
إن النفس تحتاج مجاهدة لتستقيم على الصراط،
وإن محبة الخير للمسلمين كما تحب لنفسك
أمر يحتاج مجاهدة عظيمة خصوصا في أمور الدنيا.
كان محمَّدُ بنُ واسعٍ يبيع حماراً له، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال:
لو رضيته لم أبعه، وهذه إشارةٌ منه إلى أنَّه لا يرضى لأخيه إلاَّ ما يرضى لنفسه،
وهذا كلُّه من جملة النصيحة لِعامة المسلمين التي هي مِنْ جملة الدين.
ويدل على ذلك ما أخرج الشيخان في صحيحهما من حديث النعمان بنِ بشير
، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال
: “مَثَلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتعاطفهم وتراحمهم مثلُ الجسدِ،
إذا اشتكى منه عُضوٌ، تداعى له سائرُ الجسدِ بالحُمى والسَّهر“،
وهذا يدلُّ على أنَّ المؤمن يَسُرُّهُ ما يَسرُّ أخاه المؤمن،
ويُريد لأخيه المؤمن ما يُريده لنفسه من الخير،
وهذا كُلُّه إنَّما يأتي من كمالِ سلامةِ الصدر من الغلِّ والغشِّ والحسدِ؛
فإنَّ الحسدَ يقتضي أنْ يكره الحاسدُ أنْ يَفوقَه أحدٌ في خير، أو يُساوَيه فيه؛
لأنَّه يُحبُّ أنْ يمتازَ على الناسِ بفضائله، وينفرِدَ بها عنهم،
والإيمانُ يقتضي خلافَ ذلك، وهو أنْ يَشْرَكَه المؤمنون كُلُّهم
فيما أعطاه الله من الخير من غير أنْ ينقص عليه منه شيء.
وقد مدح الله تعالى في كتابه من لا يُريد العلوَّ في الأرض ولا الفساد،
فقال: (تلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً)
والذي لا يحب لإخوانه ما يحب لنفسه فيه خصلة ممن يريدون العلو في الأرض.
قال بعضُ الصالحين مِن السَّلف: “أهلُ المحبة لله نظروا بنور الله،
وعطَفُوا على أهلِ معاصي الله، مَقَتُوا أعمالهم، وعطفوا عليهم؛
ليزيلوهُم بالمواعظ عن فِعالهم، وأشفقوا على أبدانِهم من النار“.
اللهم اجعلنا ممن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
ما أعظمه من أدب وأجله من خلق
حيث يتعامل المسلم مع أخيه وكأنه نفسه بل كأنهما شيء واحد لا يفترق.
أخرج البُخاريُّ ومُسلِمٌ في صحيحهما من حديث أنسِ بنِ مالكٍ -رضي الله عنه-
عَنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: “لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأَخيهِ ما يُحِبُّ لِنَفسه“
. هذا الحديث خرَّجاه في “الصحيحين” من حديث قتادة، عن أنسٍ، ولفظُ مسلم: “
حَتَّى يُحِبَّ لجاره أو لأخيه“. وخرَّجه الإمام أحمد، ولفظه:
“لا يبلغُ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتَّى يحبَّ للناس ما يُحِبُّ لنفسه من الخِير“.
المقصودُ أنَّ مِن جملة خِصال الإيمانِ الواجبةِ،
أنْ يُحِبَّ المرءُ لأخيه المؤمن ما يحبُّ لنفسه
، ويكره له ما يكرهه لنفسه، فإذا زالَ ذلك عنه، فقد نَقَصَ إيمانُهُ بذلك،
وإذا كان النقص من كماله الواجب فدل على أنه يأثم بذلك!!
فقل لي -بربك-: هل نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا من الخير الدنيوي والأخروي؟
لنتفقد أنفسنا ولنحكم بعد ذلك على إيماننا.
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص،
عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنْ أحبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عن النَّارِ ويُدخَلَ الجنة
فلتدركه منيَّتُه وهو يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ،
ويأتي إلى الناسِ الذي يحبُّ أنْ يُؤْتَى إليه“.
وأخرج مسلم أيضا من حديث أبي ذرٍّ، قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“يا أبا ذرٍّ، إني أراكَ ضعيفاً، وإني أحبُّ لك ما أُحبُّ لنفسي، لا تَأَمَّرَنَّ على اثنين،
ولا تولَّينَّ مالَ يتيم“. وإنَّما نهاه عن ذلك، لما رأى من ضعفه.
وهو -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ هذا لكلِّ ضعيفٍ؛ وإنَّما كان يتولَّى أمورَ النَّاسِ؛
لأنَّ الله قوَّاه على ذلك، وأمره بدعاء الخَلْقِ كلِّهم إلى طاعته،
وأنْ يتولَّى سياسةَ دينهم ودنياهم.
إن النفس تحتاج مجاهدة لتستقيم على الصراط،
وإن محبة الخير للمسلمين كما تحب لنفسك
أمر يحتاج مجاهدة عظيمة خصوصا في أمور الدنيا.
كان محمَّدُ بنُ واسعٍ يبيع حماراً له، فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال:
لو رضيته لم أبعه، وهذه إشارةٌ منه إلى أنَّه لا يرضى لأخيه إلاَّ ما يرضى لنفسه،
وهذا كلُّه من جملة النصيحة لِعامة المسلمين التي هي مِنْ جملة الدين.
ويدل على ذلك ما أخرج الشيخان في صحيحهما من حديث النعمان بنِ بشير
، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال
: “مَثَلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتعاطفهم وتراحمهم مثلُ الجسدِ،
إذا اشتكى منه عُضوٌ، تداعى له سائرُ الجسدِ بالحُمى والسَّهر“،
وهذا يدلُّ على أنَّ المؤمن يَسُرُّهُ ما يَسرُّ أخاه المؤمن،
ويُريد لأخيه المؤمن ما يُريده لنفسه من الخير،
وهذا كُلُّه إنَّما يأتي من كمالِ سلامةِ الصدر من الغلِّ والغشِّ والحسدِ؛
فإنَّ الحسدَ يقتضي أنْ يكره الحاسدُ أنْ يَفوقَه أحدٌ في خير، أو يُساوَيه فيه؛
لأنَّه يُحبُّ أنْ يمتازَ على الناسِ بفضائله، وينفرِدَ بها عنهم،
والإيمانُ يقتضي خلافَ ذلك، وهو أنْ يَشْرَكَه المؤمنون كُلُّهم
فيما أعطاه الله من الخير من غير أنْ ينقص عليه منه شيء.
وقد مدح الله تعالى في كتابه من لا يُريد العلوَّ في الأرض ولا الفساد،
فقال: (تلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً)
والذي لا يحب لإخوانه ما يحب لنفسه فيه خصلة ممن يريدون العلو في الأرض.
قال بعضُ الصالحين مِن السَّلف: “أهلُ المحبة لله نظروا بنور الله،
وعطَفُوا على أهلِ معاصي الله، مَقَتُوا أعمالهم، وعطفوا عليهم؛
ليزيلوهُم بالمواعظ عن فِعالهم، وأشفقوا على أبدانِهم من النار“.
اللهم اجعلنا ممن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png