reda laby
14-02-2019, 08:50 PM
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/1_01549979130.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
خلق الله الخلق لعبادته ، وأمرهم بطاعته ،
وجعل سبحانه للأعمال ركنين لا يقبل عملا إلا بهما : أن يكون العمل خالصاً لله ،
وصواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى :"فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً "
قال الفضيل بن عياض ــ رحمه الله ــ في تفسير قوله تعالى :
"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "
هو أخلصه وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ، ما أخلصه وأصوبه ؟
فقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يًقبل ،
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً ..
ثم قرأ قوله تعالى :
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ).
الإخلاص ــ أيها الأحبة ــ هو مسك القلب ، وماء حياته ، ومدار الفلاح كله عليه .
إن الذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ــ
كما قال ابن القيم ــ رحمه الله .
ولهذا سيأتي أقوام يوم القيامة بأعمال كالجبال لكنها لا تنفعهم
لأنها فقدت أهم شروط قبولها .. الإخلاص :
( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً)
فما هو الإخلاص إذاً ؟
لقد تعددت تعريفات العلماء للإخلاص لكنها تدور حول معنى واحد وهو ترك الرياء ،
بمعنى أن يكون قصد العبد من أعماله رضا الله .. رضا الله فقط
، يقول الإمام الغزالي رحمه الله :
(كل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس ، ويميل إليه القلب ،
قَلَّ أم كثر ، إذا تطرق إلى العمل تكدر به صفوه ، وزال به إخلاصه ...)
قال سهل بن عبد الله التستري : نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا :
أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى ،
لا يمازجه شيء ، لا نفس ، ولا هوى ، ولا دنيا .
عزة الإخلاص وصعوبة تحصيله :
مما لا شك فيه أن تخليص الأعمال من شوائب حظوظ النفس من الرياء ، والتسميع ،
وحب المدح والثناء .. وغيرها من الآفات والشهوات أمر شاق على النفوس ،
ولهذا قيل : أشد شيء على النفس الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقيل : تخليص الأعمال على العمّال أشد عليهم من جميع الأعمال .
وقالوا : إخلاص ساعة نجاة الأبد ولكن الإخلاص عزيز .
قال الغزالي ــ رحمه الله ــ :
( ... فلذلك قيل : من سلم له من عمره لحظة خالصة لوجه الله نجا ،
وذلك لعزة الإخلاص وعُسْر تنقية القلب عن هذه الشوائب ،
بل الخالص هو الذي لا باعث له إلا طلب القرب من الله تعالى )
الأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص :
إن أعظم أسباب تحقيق الإخلاص هو تعظيم الرب سبحانه وتعالى
ويقين العبد باطلاع الرب عز وجل عليه ، وعلمه سبحانه بمكنونات الصدور
: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ).
ومنها : نسيان رؤية الخلق ،
بمعنى ألا يقيم للناس وزناً عند تعامله مع ربه سبحانه وتعالى
، فيحرص على رضا ربه دون نظر إلى مدح الناس أو ذمهم .
ومنها : إخفاء العمل ، فكلما كان العمل بين العبد وبين ربه كان ذلك أقرب إلى الإخلاص ،
ولهذا وجدنا كثيراً من السلف يخفون أعمالهم عن الخلق مخافة الرياء
. حتى أن أحدهم ليدخل في فراشه ، ثم يخادع زوجته ،
فإذا علم أنها قد نامت قام فصلى .
وما أحلى قول نبينا ــ صلى الله عليه وسلم ــ في السبعة الذي يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظله : " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ،
حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "
ومنها : الإكثار من دعاء الله أن يرزق العبد الإخلاص
، وأن يعيده من الرياء ، ومن أجمع الأدعية في ذلك :
"اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه ،
وأستغفرك لما لا أعلمه ". وكان عمر يسأل ربه الإخلاص فيقول :
اللهم اجعل عملنا كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ،
ولا تجعل لأحد من خلقك فيه شيئاً .
من فضائل الإخلاص :
للإخلاص فضائل عظيمة وآثار جليلة ، منها :
1- تعظيم العمل ، وتكثير الثواب :
فقد يكون العمل في ذاته يسيراً أو صغيراً لكن يعظم أجره بالنية الصالحة،
قال الله عز وجل : (والله يضاعف لمن يشاء )
قال ابن كثير : أي بحسب إخلاصه في عمله .
ويقول ابن المبارك ــ رحمه الله ــ رُبَّ عمل صغير تعظمه النية ،
ورب عمل كبير تصغره النية .
2- حفظ القلب من الخيانة والحقد :
قال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ : " ... ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب امرئٍ مؤمن
(أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق) : إخلاص العمل لله ، والمناصحة لأئمة المسلمين ،
ولزوم جماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم " ...
3- حفظ الأمة وتحقيق النصر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ،
بدعوتهم ، وصلاتهم ، وإخلاصهم " .
4- حفظ العبد من الآفات المهلكة :
قال الله عز وجل : (.. كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
5- النجاة من الشدائد :
ففي حديث الثلاثة الذين انسد عليهم الغار أنهم توسلوا إلى الله
بصالح أعمالهم التي فعلوها ابتغاء وجه الله ، ففرَّج الله عنهم.
6- الحفظ من تسلط الشيطان :
قال الله سبحانه وتعالى حاكياً عن إبليس :
( فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )
7- رفعة الدرجات :
قال صلى الله عليه وسلم : " إنك لن تُخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله
إلا ازددت به درجة ورفعة " .
8- الفوز بالجنة :
قال صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة .
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
خلق الله الخلق لعبادته ، وأمرهم بطاعته ،
وجعل سبحانه للأعمال ركنين لا يقبل عملا إلا بهما : أن يكون العمل خالصاً لله ،
وصواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى :"فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً "
قال الفضيل بن عياض ــ رحمه الله ــ في تفسير قوله تعالى :
"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "
هو أخلصه وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ، ما أخلصه وأصوبه ؟
فقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يًقبل ،
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً ..
ثم قرأ قوله تعالى :
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ).
الإخلاص ــ أيها الأحبة ــ هو مسك القلب ، وماء حياته ، ومدار الفلاح كله عليه .
إن الذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ــ
كما قال ابن القيم ــ رحمه الله .
ولهذا سيأتي أقوام يوم القيامة بأعمال كالجبال لكنها لا تنفعهم
لأنها فقدت أهم شروط قبولها .. الإخلاص :
( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً)
فما هو الإخلاص إذاً ؟
لقد تعددت تعريفات العلماء للإخلاص لكنها تدور حول معنى واحد وهو ترك الرياء ،
بمعنى أن يكون قصد العبد من أعماله رضا الله .. رضا الله فقط
، يقول الإمام الغزالي رحمه الله :
(كل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس ، ويميل إليه القلب ،
قَلَّ أم كثر ، إذا تطرق إلى العمل تكدر به صفوه ، وزال به إخلاصه ...)
قال سهل بن عبد الله التستري : نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا :
أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى ،
لا يمازجه شيء ، لا نفس ، ولا هوى ، ولا دنيا .
عزة الإخلاص وصعوبة تحصيله :
مما لا شك فيه أن تخليص الأعمال من شوائب حظوظ النفس من الرياء ، والتسميع ،
وحب المدح والثناء .. وغيرها من الآفات والشهوات أمر شاق على النفوس ،
ولهذا قيل : أشد شيء على النفس الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقيل : تخليص الأعمال على العمّال أشد عليهم من جميع الأعمال .
وقالوا : إخلاص ساعة نجاة الأبد ولكن الإخلاص عزيز .
قال الغزالي ــ رحمه الله ــ :
( ... فلذلك قيل : من سلم له من عمره لحظة خالصة لوجه الله نجا ،
وذلك لعزة الإخلاص وعُسْر تنقية القلب عن هذه الشوائب ،
بل الخالص هو الذي لا باعث له إلا طلب القرب من الله تعالى )
الأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص :
إن أعظم أسباب تحقيق الإخلاص هو تعظيم الرب سبحانه وتعالى
ويقين العبد باطلاع الرب عز وجل عليه ، وعلمه سبحانه بمكنونات الصدور
: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ).
ومنها : نسيان رؤية الخلق ،
بمعنى ألا يقيم للناس وزناً عند تعامله مع ربه سبحانه وتعالى
، فيحرص على رضا ربه دون نظر إلى مدح الناس أو ذمهم .
ومنها : إخفاء العمل ، فكلما كان العمل بين العبد وبين ربه كان ذلك أقرب إلى الإخلاص ،
ولهذا وجدنا كثيراً من السلف يخفون أعمالهم عن الخلق مخافة الرياء
. حتى أن أحدهم ليدخل في فراشه ، ثم يخادع زوجته ،
فإذا علم أنها قد نامت قام فصلى .
وما أحلى قول نبينا ــ صلى الله عليه وسلم ــ في السبعة الذي يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظله : " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ،
حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "
ومنها : الإكثار من دعاء الله أن يرزق العبد الإخلاص
، وأن يعيده من الرياء ، ومن أجمع الأدعية في ذلك :
"اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه ،
وأستغفرك لما لا أعلمه ". وكان عمر يسأل ربه الإخلاص فيقول :
اللهم اجعل عملنا كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ،
ولا تجعل لأحد من خلقك فيه شيئاً .
من فضائل الإخلاص :
للإخلاص فضائل عظيمة وآثار جليلة ، منها :
1- تعظيم العمل ، وتكثير الثواب :
فقد يكون العمل في ذاته يسيراً أو صغيراً لكن يعظم أجره بالنية الصالحة،
قال الله عز وجل : (والله يضاعف لمن يشاء )
قال ابن كثير : أي بحسب إخلاصه في عمله .
ويقول ابن المبارك ــ رحمه الله ــ رُبَّ عمل صغير تعظمه النية ،
ورب عمل كبير تصغره النية .
2- حفظ القلب من الخيانة والحقد :
قال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ : " ... ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب امرئٍ مؤمن
(أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق) : إخلاص العمل لله ، والمناصحة لأئمة المسلمين ،
ولزوم جماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم " ...
3- حفظ الأمة وتحقيق النصر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ،
بدعوتهم ، وصلاتهم ، وإخلاصهم " .
4- حفظ العبد من الآفات المهلكة :
قال الله عز وجل : (.. كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
5- النجاة من الشدائد :
ففي حديث الثلاثة الذين انسد عليهم الغار أنهم توسلوا إلى الله
بصالح أعمالهم التي فعلوها ابتغاء وجه الله ، ففرَّج الله عنهم.
6- الحفظ من تسلط الشيطان :
قال الله سبحانه وتعالى حاكياً عن إبليس :
( فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )
7- رفعة الدرجات :
قال صلى الله عليه وسلم : " إنك لن تُخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله
إلا ازددت به درجة ورفعة " .
8- الفوز بالجنة :
قال صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة .
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/1_11523620887.png