المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدين المغشوش عندما لا يستر الحجاب!


فريال سليمي
03-03-2019, 07:44 PM
التدين المغشوش

عندما لا يستر الحجاب!

عماد الدين دهينة

أوجب الله الحجاب على النساء من خلقه رحمة بهن؛ فهو صيانة لهن وللمجتمع من الفجور والرذائل، كما يمثل الحجاب تحقيقا لعبودية الله تعالى، لأنه هو الذي أمر به، وهو يأمر ليطاع؛ ويشرع من الدين ما ينفع به العالم كله.

ولم يجعل الإسلام الحجاب طقوسا مبهمة أو مجرد شعار من شعاراته؛ بل جعله فرضا لازما من فروضه لا يسع مسلم ولا مسلمة جهله أو إنكاره، قال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31).

في شكل الحجاب فسحة

هكذا كان الحجاب سترا لسائر الجسد باستثناء الوجه والكفين: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} على ما قاله كثير من العلماء، وهذا الستر موافقة أخرى للفطرة النقية؛ إذ فطرت المرأة على الحياء. ومعنى الستر ألا يشف ولا يصف أو ما من شأنه أن يخالف المقصود من الحجاب من ستر هذه العورات عن الأعين.

ولم يلزم الإسلام المرأة بهيئة محددة، فشكل الملبس واللون ونحوه يرجع إلى الأذواق والأعراف؛ فلم يكن هناك شكل محدد ولا لون معين فرضه الإسلام؛ فالخمار المصري مثلا غير السعودي غير الإيراني... ولم يضيق الإسلام في ذلك ما لم يكن اللون لافتا للأنظار مغايرا للأعراف. فلا قيود إذن تضيق بها النفس بل ترى انسجام الشرع مع فطرة الحياء التي فطر الله الناس عليها.

وقد تظهر مصطلحات بين الحين والآخر في واقع الناس، وقد بقي مفهوم الحجاب كما هو مع تنوعه، عند من يراه النقاب، أو من يراه الخمار، أو من يراه "الإيشارب" الطويل أو القصير، مع الالتزام بشروط الثياب الشرعي من كونه فضفاضا واسعا، لا يصف ولا يشف، وغيرها.

ولكن شاع حديثا ما عرف عند الناس بـ"حجاب الموضة"، ومفهومه يختلف من طبقة لأخرى، ومن بيئة لأخرى، والجامع بين من يلتزم بشروطه أو من لا يلتزم هو الاهتمام بالأناقة واختيار الألوان، أو الاهتمام بالقصات الحديثة، أو الأشكال التي تطرح في السوق، وهذا يعني أن "حجاب الموضة" مصطلح واسع، لا يمكن لنا أن نحكم عليه بالصواب والخطأ إجمالا، ولكن يحكم عليه حسب هيئته، وحسب قربه أو بعده من الشروط التي أوضحها الفقهاء، استنباطا من الكتاب والسنة، فالاهتمام بالموضة شيء لا بأس به، غير أنه لا ينبغي أن يجرنا إلى مخالفة مقصود الشارع من الحجاب، من الستر، ليس للرأس فحسب، ولكن للجسد إلا الوجه والكفين، مع بقية الشروط، ولتتخير المرأة بعد ذلك ما يناسب بيئتها وزمانها، وما تحب أن تكون عليه.

ستر رمزي باسم الحجاب


والواقع أن كثيرا من بناتنا وأخواتنا قد لامست بعض معاني الإيمان قلوبهن فأردن لبس الحجاب ولم يكتمل مفهومه في أذهانهن؛ أو ما زالت تتردد في اتخاذ القرار الصحيح فلم تغير من ملابسها وكل ما فعلته أنها سترت شعرها، أما بقية ملبسها فهو كما هو، أو ربما طال قليلا، أما فتحاته وقصاته فهي كما هي! وربما تركت من شعرها ما يدل على مكنون الجمال!

وهن يفعلن ذلك إما جهلا بمفهوم الحجاب الصحيح؛ وقد يكون لأن صاحبة الحجاب ولدت في بيئة محافظة وورثت الحجاب باعتباره عادة لا ديانة، فلم يكن الحجاب من الداخل بل كان من الظاهر فقط، فلم يستقر بها على حال، وقد تكون احتكت بشعوب أخرى أو بعض من ينظرون إلى الحجاب نظرة فوقية؛ وكأنه دال على الرجعية والتعصب ووقف على الخدم؛ وليس من الرقي بمكان؛ فتستحي الأخت مما هي عليه!

وتحدث في أمر الحرب الإعلامية ولا حرج؛ فقد راهن المعلنون على جسد المرأة بدعوى التحرر والتنوير والمساواة لكي يجلب لهم الخير الوفير؛ ولم يجن الغرب من ذلك إلا الشذوذ والامتهان وضياع الأسر وتشردها.

ومن حالات الواقع الأليم أن تولد البنت في بيئة لا تعرف معنى الحجاب فلا أم ارتدته ولا جدة إلا بعد الستين؛ حتى تواري عن الأنظار ما تستحي منه. فلما أرادت الفتاة لبس الحجاب واجهت من العنت الاجتماعي والنظرة الدنيا ما جعلها في اختبار شديد وهي في أول الطريق؛ فأرادت أن تأخذ في حجابها طريقا وسطا؛ للهروب من هذا الضغط النفسي والاجتماعي.

ولهذه فقط أقول لها: اصبري وصابري على الحق، وجاهدي وافعلي الخير والتزمي به لعلك تكونين من المفلحين وعند الله من الفائزين، وبقدر ما رزقت من قوة الشخصية والإصرار على الحق تحققين ما تأملين؛ يقول الله عز وجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (الطلاق: 2-3).

ولك في أخواتك اللاتي أصررن على ارتداء الحجاب وسط المجتمع الفرنسي وأثّرن في الرأي العام العالمي القدوة والمثل الحسن؛ أما غيرهن من الأصناف السابقة فنقول لهن: هذا حجاب على أعين من ترتديه وليس حجابا لها.

ومهما اختلفنا حول حجاب الموضة فالاتجاه للحجاب أمر فيه خير والنور الخافت سرعان ما يستحيل شمسا تضيء النهار وقطرات الندى يوشك أن يتبعها غيث وفير يحيي موات الأرض كما يحيي موات القلوب، ولكن تذكري دائما أيتها الأخت الكريمة: إن لم تكوني في زيادة فأنت في نقصان.

نداء الإيمان يغرس صحيح الدين

إن القضية في أساسها قضية دين وإيمان فمن ملكت قلبا نقيا، يرقى لمعاني الإيمان فسوف تنتفع بالذكرى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات: 55). أما من لم يخفق لها قلب مع نداء الله للمؤمنين والمؤمنات، وتذكيره بآياته المحكمات، فعليها أن تسأل الله أولا أن يمن عليها بقلب حي، فيقول عز وجل: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (ق:37).

ووقتها لن نحتاج إلى كثير من الإقناع والجدال، واستقصاء كل حالات الزيغ والانحراف، ويكفيك نداء الله تعالى للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون} (الأنفال 24).

ومثل هذا الإيمان النقي يظهر في الأخت التي تتحفظ في ملبسها بلبس البنطال تحت ما ترتديه من ملابسها حتى لا تنكشف قدمها وهي تركب السيارة مثلا، أو كتلك التي تضع يدها تحت خمارها إذا حركه الهواء حتى لا يلتصق فيصف ما تخشاه، هكذا يكون المحرك هو الإيمان والشعور بالمراقبة من الله تعالى، وجملة القول: إن الحجاب لن يكون حجابا حتى يكون من داخل الإنسان وليس خارجا عنه، وإلا كان حجابا على العيون أن ترى الحق؛ يقول تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (المطففين 14-15).

لا حجبنا الله وإياكم عنه أبدا...

عطر المساء
03-03-2019, 07:54 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

امير بكلمتى
03-03-2019, 08:20 PM
سلمت يداك على الطرح المميز
ودي وتقديري

روح أنثى
04-03-2019, 03:07 AM
جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(52).gif

همس الروح
04-03-2019, 05:10 AM
جزاك الله خير على الموضوع القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
والبسك الله لباس التقوى والمغفرة
دمت بخير وسعادة .. :200 (52):

لَذة عِشّق♪♥
04-03-2019, 09:02 AM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

رهينة الماضي
05-03-2019, 01:55 AM
يعطيك العافيه
لا عدمت تميز أنآملك الذهبية
دمت ودام بحر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
بانتظار جديدك القآدم بشووق
كل الود
:hydrangea_by_jasmin

♥..αмαℓ
05-03-2019, 07:10 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:beatingheartplz:

سما الموج
05-03-2019, 06:12 PM
انتقاء قيم
جزيت الجنة على هـ الطرح القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
:lily___bullet__righ

فريال سليمي
05-03-2019, 08:15 PM
آكليل من آلياسمين لمروركم العطر ..،
كل الشكر لتواجـدكم آلرآئـــع ..,
ودي لـــروحــكم ,,~

reda laby
05-03-2019, 11:38 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_11534253019.png

روحي تبيك
10-03-2019, 07:02 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

العاشق الذى لم يتب
14-07-2019, 05:27 PM
شكرا
وروعة الجلب المفيد
جزيت خيرا

جوري
07-09-2019, 12:00 PM
|




























































جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
وجُعل في موازين حسناتك ..!

:100 (103):

رفيق الالم
20-09-2019, 12:59 AM
..

جزاك اللهُ خَيرَ الجَزاءْ
وجَعَلَ يومك نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَك
دمت بكل خير
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4183nalwrd.gif

الشاهين
02-12-2019, 06:57 PM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

ابتسامة الزهر
09-10-2020, 01:38 AM
موضوع في غاية الروعه والجمال
سلمت اناملك على الذوق الأكثر من رائع
دام التميز والتالق

عبير الليل
11-11-2020, 01:15 AM
‏انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:bright_flower_by_va

عيون الريم
04-03-2021, 06:28 PM
لاعدمتُ نوراً يبزغ من حروفكم
جعل الله أنـآملك كقنديل يهدي للخير دوماً
لـ آرواحكم أكاليل الياسمين
~:200 (52):~

عذبة المعاني
23-02-2022, 10:51 PM
جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
وجُعل في موازين حسناتك .
:100 (103):

رهينة الماضي
09-05-2022, 04:35 PM
سلمت يمناك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك الشيق
تحياتي لسمو شخصك الكريم

بنت الخيال
17-09-2022, 05:16 PM
..




؛

أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام


!