أسيل
07-03-2019, 12:48 AM
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الجهل أعدى أعداء الإنسان :
أيها الأخوة الأكارم... حديث اليوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))
[رواه البخاري عن أبي هريرة]
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/8106/01.jpg
قبل الخوض في شرح هذا الحديث الصحيح الذي اتفق عليه البخاري ومسلم لابدّ من مقدمة.
أيها الأخوة الأكارم... أعداء الإنسان كثر، يجب أن نعتقد أن أعدى أعداء الإنسان هو الجهل والخرافة، فأي شيء تعتقده خطأ له تأثير خطير في حياتك، لذلك قالوا في تعريف العلم: إدراك الشيء على ما هو عليه بدليل، وفي تعريف الجهل: إدراك الشيء في خلاف ما هو عليه.
لو ظنّ الإنسان أنه كلما ارتفع ضغطه كلما حسنت صحته هذا جهل، ارتفاع الضغط قد يؤدي إلى انفجار بعض شرايين المخ، وقد يصاب بالسكتة الدماغية، إما أن يصاب بشلل تام أو بموت فجائي، فإذا ظن الإنسان أن ارتفاع الضغط مفيد جداً هذا هو الجهل وهو أعدى أعدائه، المصاب بمرض السكر إذا ظن أنه كلما تناول النشويات والسكريات شفي من مرضه هذا هو الجهل، أعدى أعداء الإنسان أن يجهل.
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/8106/02.jpg
الدين الإسلامي من فضل الله
علينا جاء متوافقاً مع الواقع ومتوافقاً مع العقل، هنا تعريف أوسع وأدق للعلم: علاقة ثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها، لو اعتقدت أن هذا الشيء صواب بالمئة ثلاثون هذا وهم، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة خمسون هذا شك، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة سبعون هذا ظن، بالمئة ثمانون هذه غلبة الظن، بالمئة تسعون هذا يقين، بالمئة مئة قطع، حقيقة ثابتة بالمئة مئة، فإذا اعتقدت أن هذه العلاقة الثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها يؤكدها الواقع عليها دليل هذا هو التعريف الموسع للعلم، لو أن الواقع ما أكدها فهو الجهل، لو أنك لا تملك الدليل فهو التقليد، لو أن هذه الحقيقة ليست قطعية الثبوت فهو الشك والوهم.
إذاً أنت إما بين الشك والظن والوهم - وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً- وإما أن تكون مقلداً، وإما أن تكون جاهلاً، الجهل مخالفة الواقع، التقليد حقيقة لكن بدون دليل، ليس في إمكانك أن تقبلها ولا أن تردها ولا أن تعلمها، إن لم تكن متأكداً فأنت بين الظن والشك والوهم.
إذاً هذا الموضوع خطير، الجهل أعدى أعداء الإنسان، الإنسان حينما يجهل حقيقة في دينه، أو في صحته، أو في عمله، أو في تجارته، أو في صناعته، أو في زراعته، قصة لا علاقة لكم بها ولكن مزارعاً اشترى سماداً لحقله، و إنتاج الحقل بمئات الألوف، أذاب هذا السماد بطريقة غير علمية ولم يراع النسب الدقيقة، كل هذا النبات احترق، أي مئات الألوف ضاعت عليه في يوم واحد، من أعداؤه؟ هو نفسه العدو، هو عدو نفسه.
أخطر ما في الدين أن يستقر في أذهان المسلمين العقائد الفاسدة :
فيا أيها الأخوة الأكارم... أخطر ما في الدين أن يعشعش في أذهان المسلمين أوهام، عقائد فاسدة، تخيلات، تصورات، خرافات، خزعبلات، تجاوزات، بدع، يجب أن نعود بالدين إلى ينابيعه، إلى أصله.
هذا الحديث الشريف الذي بين أيدينا وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))
[رواه البخاري عن أبي هريرة]
الحقيقة هذا الحديث شهير، نحن عندنا حديث متواتر تواتراً لفظياً، وهناك حديث متواتر تواتراً معنوياً، فإذا جاء الحديث بروايات عديدة كلها يؤكد بعضها بعضاً فهذا حديث مشهور متواتر تواتراً معنوياً، وبعده المشهور، وبعده الآحاد، فهذا الحديث جاء بروايات عديدة، في البخاري جاءت له إضافة: " وفرّ من المجزوم فرارك من الأسد "، وفي صحيح مسلم جاءت إضافة: "وَلَا نَوْءَ".
ولولا أن هذه العقائد، وهذه الأوهام، وهذه الخرافات لا تزال معشعشة في أذهان كثير من المسلمين اليوم لما كان هناك ضرورة لسوق هذا الحديث، ولكن كثيراً ما أسأل، كثيراً ما أطلع على أشخاص يعتقدون اعتقادات فاسدة، يتوهمون توهمات مضحكة، النبي عليه الصلاة والسلام جاء بالحق الصريح، فيجب أن نصحح عقائدنا من خلال ما أخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام.
الفرق بين الجاهلية والإسلام :
ما الفرق بين الجاهلية والإسلام؟ سؤال دقيق، الحقيقة الجاهلية إما من الجهل وإما من الجهالة، الجهل أن تعتقد بخرافات لا أصل لها، والجهالة أن تخرج عن طريق الحق فتأخذ ما ليس لك، الجهالة هي السفه والجهل ضد العلم، والجاهلية التي كانت قبل الإسلام جاهلية جهلاء، وسيدنا جعفر بن أبي طالب قال حينما خاطب النجاشي: "كنا أهلاً ذات جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونؤذي الجوار، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، فدعانا إلى الله كي نعبده، ونوحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الأصنام والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والكف عن المحارم والدماء".
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/8106/03.jpg
يجب أن تعلموا أيها الأخوة أن الله عز وجل ما اتخذ ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه، أي جزء كبير جداً من شخصية المؤمن العلم، العلم سلاحي كما قال عليه الصلاة والسلام، وما حضور الأخوة لهذه المجالس إلا من أجل طلب العلم، و من أجل أن يكون العلم سلاحاً لهم على الشيطان.
كلكم يعلم أن أحد العلماء أراد أن يعلم تلاميذه درساً تطبيقياً بين العلم والعبادة، فارتدى جبة ولفة خضراء وسار بأصحابه إلى باب أحد العباد وقال له: أنا الخضر، فما كان من هذا العابد إلا أن انكب على قدميه وصار يبكي ويتمسح به، وقال: أطمئنك أنه قد رفعت عنك الصلاة، فازداد حباً وبكاءً وسروراً، انتقل بطلابه إلى بيت عالم بهذا الزي وهو زي الخضر، وطرق باب هذا العالم وقال: أنا الخضر، فنظر إليه نظرة غير مرتاحة وقال: أبشرك بأن الصلاة قد رفعت عنك، فدخل إلى البيت وعاد بقضيب ليلحق بهذا الدعي الكذاب.
لو أن أحداً رأى النبي وقال له: الصلاة رفعت، الصلاة لا ترفع بأية رؤيا، الدين الإسلامي دين علم، دين قانون، دين حقيقة، دين عقل، دين فكر.
مما راق لي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الجهل أعدى أعداء الإنسان :
أيها الأخوة الأكارم... حديث اليوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))
[رواه البخاري عن أبي هريرة]
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/8106/01.jpg
قبل الخوض في شرح هذا الحديث الصحيح الذي اتفق عليه البخاري ومسلم لابدّ من مقدمة.
أيها الأخوة الأكارم... أعداء الإنسان كثر، يجب أن نعتقد أن أعدى أعداء الإنسان هو الجهل والخرافة، فأي شيء تعتقده خطأ له تأثير خطير في حياتك، لذلك قالوا في تعريف العلم: إدراك الشيء على ما هو عليه بدليل، وفي تعريف الجهل: إدراك الشيء في خلاف ما هو عليه.
لو ظنّ الإنسان أنه كلما ارتفع ضغطه كلما حسنت صحته هذا جهل، ارتفاع الضغط قد يؤدي إلى انفجار بعض شرايين المخ، وقد يصاب بالسكتة الدماغية، إما أن يصاب بشلل تام أو بموت فجائي، فإذا ظن الإنسان أن ارتفاع الضغط مفيد جداً هذا هو الجهل وهو أعدى أعدائه، المصاب بمرض السكر إذا ظن أنه كلما تناول النشويات والسكريات شفي من مرضه هذا هو الجهل، أعدى أعداء الإنسان أن يجهل.
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/8106/02.jpg
الدين الإسلامي من فضل الله
علينا جاء متوافقاً مع الواقع ومتوافقاً مع العقل، هنا تعريف أوسع وأدق للعلم: علاقة ثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها، لو اعتقدت أن هذا الشيء صواب بالمئة ثلاثون هذا وهم، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة خمسون هذا شك، إذا اعتقدت أنه صواب بالمئة سبعون هذا ظن، بالمئة ثمانون هذه غلبة الظن، بالمئة تسعون هذا يقين، بالمئة مئة قطع، حقيقة ثابتة بالمئة مئة، فإذا اعتقدت أن هذه العلاقة الثابتة بين شيئين مقطوع بصحتها يؤكدها الواقع عليها دليل هذا هو التعريف الموسع للعلم، لو أن الواقع ما أكدها فهو الجهل، لو أنك لا تملك الدليل فهو التقليد، لو أن هذه الحقيقة ليست قطعية الثبوت فهو الشك والوهم.
إذاً أنت إما بين الشك والظن والوهم - وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً- وإما أن تكون مقلداً، وإما أن تكون جاهلاً، الجهل مخالفة الواقع، التقليد حقيقة لكن بدون دليل، ليس في إمكانك أن تقبلها ولا أن تردها ولا أن تعلمها، إن لم تكن متأكداً فأنت بين الظن والشك والوهم.
إذاً هذا الموضوع خطير، الجهل أعدى أعداء الإنسان، الإنسان حينما يجهل حقيقة في دينه، أو في صحته، أو في عمله، أو في تجارته، أو في صناعته، أو في زراعته، قصة لا علاقة لكم بها ولكن مزارعاً اشترى سماداً لحقله، و إنتاج الحقل بمئات الألوف، أذاب هذا السماد بطريقة غير علمية ولم يراع النسب الدقيقة، كل هذا النبات احترق، أي مئات الألوف ضاعت عليه في يوم واحد، من أعداؤه؟ هو نفسه العدو، هو عدو نفسه.
أخطر ما في الدين أن يستقر في أذهان المسلمين العقائد الفاسدة :
فيا أيها الأخوة الأكارم... أخطر ما في الدين أن يعشعش في أذهان المسلمين أوهام، عقائد فاسدة، تخيلات، تصورات، خرافات، خزعبلات، تجاوزات، بدع، يجب أن نعود بالدين إلى ينابيعه، إلى أصله.
هذا الحديث الشريف الذي بين أيدينا وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ))
[رواه البخاري عن أبي هريرة]
الحقيقة هذا الحديث شهير، نحن عندنا حديث متواتر تواتراً لفظياً، وهناك حديث متواتر تواتراً معنوياً، فإذا جاء الحديث بروايات عديدة كلها يؤكد بعضها بعضاً فهذا حديث مشهور متواتر تواتراً معنوياً، وبعده المشهور، وبعده الآحاد، فهذا الحديث جاء بروايات عديدة، في البخاري جاءت له إضافة: " وفرّ من المجزوم فرارك من الأسد "، وفي صحيح مسلم جاءت إضافة: "وَلَا نَوْءَ".
ولولا أن هذه العقائد، وهذه الأوهام، وهذه الخرافات لا تزال معشعشة في أذهان كثير من المسلمين اليوم لما كان هناك ضرورة لسوق هذا الحديث، ولكن كثيراً ما أسأل، كثيراً ما أطلع على أشخاص يعتقدون اعتقادات فاسدة، يتوهمون توهمات مضحكة، النبي عليه الصلاة والسلام جاء بالحق الصريح، فيجب أن نصحح عقائدنا من خلال ما أخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام.
الفرق بين الجاهلية والإسلام :
ما الفرق بين الجاهلية والإسلام؟ سؤال دقيق، الحقيقة الجاهلية إما من الجهل وإما من الجهالة، الجهل أن تعتقد بخرافات لا أصل لها، والجهالة أن تخرج عن طريق الحق فتأخذ ما ليس لك، الجهالة هي السفه والجهل ضد العلم، والجاهلية التي كانت قبل الإسلام جاهلية جهلاء، وسيدنا جعفر بن أبي طالب قال حينما خاطب النجاشي: "كنا أهلاً ذات جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونؤذي الجوار، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، فدعانا إلى الله كي نعبده، ونوحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الأصنام والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والكف عن المحارم والدماء".
http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/8106/03.jpg
يجب أن تعلموا أيها الأخوة أن الله عز وجل ما اتخذ ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه، أي جزء كبير جداً من شخصية المؤمن العلم، العلم سلاحي كما قال عليه الصلاة والسلام، وما حضور الأخوة لهذه المجالس إلا من أجل طلب العلم، و من أجل أن يكون العلم سلاحاً لهم على الشيطان.
كلكم يعلم أن أحد العلماء أراد أن يعلم تلاميذه درساً تطبيقياً بين العلم والعبادة، فارتدى جبة ولفة خضراء وسار بأصحابه إلى باب أحد العباد وقال له: أنا الخضر، فما كان من هذا العابد إلا أن انكب على قدميه وصار يبكي ويتمسح به، وقال: أطمئنك أنه قد رفعت عنك الصلاة، فازداد حباً وبكاءً وسروراً، انتقل بطلابه إلى بيت عالم بهذا الزي وهو زي الخضر، وطرق باب هذا العالم وقال: أنا الخضر، فنظر إليه نظرة غير مرتاحة وقال: أبشرك بأن الصلاة قد رفعت عنك، فدخل إلى البيت وعاد بقضيب ليلحق بهذا الدعي الكذاب.
لو أن أحداً رأى النبي وقال له: الصلاة رفعت، الصلاة لا ترفع بأية رؤيا، الدين الإسلامي دين علم، دين قانون، دين حقيقة، دين عقل، دين فكر.
مما راق لي