مرافئ الذكريات
18-03-2019, 01:30 PM
ضربت لنا أم سليم رضي الله عنها مثالاً للصبر ما بعده مثال، فكان صبراً يضارع صبر أمة بأسرها.
مات ولدها الصغير، ونحن نعلم أن موت الصغير يؤثر في النفس أكثر من موت الكبير، فصبرت وتجلدت، ولعل كثيرا من النساء تفعل ذلك، ولكن ما فعلته يصعب على أي امرأة أخرى أن تفعله ألا وهو تزينها لزوجها، مع أنه مرخص لها ولغيرها أن تحزن على ولدها دون نياحة أو ندب أو غير ذلك مما يحذر فعله عند فقد عزيز، فكان موقفاً غريباً يسترعي الانتباه، ويدهش المتأمل دهشة عجيبة، يكاد يحار في قمة هذا الإيمان والصبر.
والمرأة الصالحة مدعوة للاقتداء بهذا المثال الرائع، والذي يفوق كل وصف في كل شدة تلم بها، وفي كل كرب يحيط بها، وفي كل مكروه ينالها.
رجاحة عقل وحكمة لا نظير لها:
ومما يسترعي الانتباه أيضاً: أن أم سليم رضي الله عنها، وقفت موقفاً عجيباً من زوجها لما عاد من سفره لتخبره بموت ابنها، فلم تلقه بالصراخ والنياحة ولبس الأسود المنهي عنه، والحزن والكآبة، ولكنها قدمت رضا زوجها وراحته -لا سيما وهو عائد من سفر طويل- على نفسها وما ابتليت به.
ماذا فعلت أم سليم؟ ضربت مثالا لزوجها حتى لا تفاجأه بخبر موت ابنها، لتخفف عليه هول سماع الخبر وشدة وقعه عليه، فقال له: (يا أبا طلحة أرأيت لو أن قومًا أعاروا قومًا عارية لهم، فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوها؟ قال: لا، قال: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه، فاحتسب واصبر).
ضربت له المثال حتى اقتنع به، ثم طبقته على حالهما من فقد ابنهما ثم أمرته بالاحتساب والصبر، وكل هذا متى؟!! بعدما قضى حاجته منها، فأي امرأة هذه التي تتزين وتتجمل لزوجها وهو عائد من سفره، وابنهما المتوفى قد سجّي في ناحية البيت؟!
فهل للمرأة الصالحة أن تقف متدبرة هذا الموقف العجيب وتستلهم منه العبر والدروس في حياتها.
هل تعلمتِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تستقبلين المصيبة وتحتسبينها عند الله تعالى؟
فقد روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا أخلف الله له خيراً منها)).
وكثير من نساء اليوم لا صبر ولا تسليم ولا احتساب، بل نياحة وشق للجيوب ولطم للخدود ودعوة بدعوى الجاهلية، فهل من مقتديه بهذا المثال الرائع لواحدة من نساء المسلمين الصالحات؟
مات ولدها الصغير، ونحن نعلم أن موت الصغير يؤثر في النفس أكثر من موت الكبير، فصبرت وتجلدت، ولعل كثيرا من النساء تفعل ذلك، ولكن ما فعلته يصعب على أي امرأة أخرى أن تفعله ألا وهو تزينها لزوجها، مع أنه مرخص لها ولغيرها أن تحزن على ولدها دون نياحة أو ندب أو غير ذلك مما يحذر فعله عند فقد عزيز، فكان موقفاً غريباً يسترعي الانتباه، ويدهش المتأمل دهشة عجيبة، يكاد يحار في قمة هذا الإيمان والصبر.
والمرأة الصالحة مدعوة للاقتداء بهذا المثال الرائع، والذي يفوق كل وصف في كل شدة تلم بها، وفي كل كرب يحيط بها، وفي كل مكروه ينالها.
رجاحة عقل وحكمة لا نظير لها:
ومما يسترعي الانتباه أيضاً: أن أم سليم رضي الله عنها، وقفت موقفاً عجيباً من زوجها لما عاد من سفره لتخبره بموت ابنها، فلم تلقه بالصراخ والنياحة ولبس الأسود المنهي عنه، والحزن والكآبة، ولكنها قدمت رضا زوجها وراحته -لا سيما وهو عائد من سفر طويل- على نفسها وما ابتليت به.
ماذا فعلت أم سليم؟ ضربت مثالا لزوجها حتى لا تفاجأه بخبر موت ابنها، لتخفف عليه هول سماع الخبر وشدة وقعه عليه، فقال له: (يا أبا طلحة أرأيت لو أن قومًا أعاروا قومًا عارية لهم، فسألوهم إياها أكان لهم أن يمنعوها؟ قال: لا، قال: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه، فاحتسب واصبر).
ضربت له المثال حتى اقتنع به، ثم طبقته على حالهما من فقد ابنهما ثم أمرته بالاحتساب والصبر، وكل هذا متى؟!! بعدما قضى حاجته منها، فأي امرأة هذه التي تتزين وتتجمل لزوجها وهو عائد من سفره، وابنهما المتوفى قد سجّي في ناحية البيت؟!
فهل للمرأة الصالحة أن تقف متدبرة هذا الموقف العجيب وتستلهم منه العبر والدروس في حياتها.
هل تعلمتِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تستقبلين المصيبة وتحتسبينها عند الله تعالى؟
فقد روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا أخلف الله له خيراً منها)).
وكثير من نساء اليوم لا صبر ولا تسليم ولا احتساب، بل نياحة وشق للجيوب ولطم للخدود ودعوة بدعوى الجاهلية، فهل من مقتديه بهذا المثال الرائع لواحدة من نساء المسلمين الصالحات؟