تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اليقين والتسليم مفتاح الشخصية الإبراهيمية


reda laby
27-03-2019, 12:01 AM
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544117511.png
لَمَّا عُرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج رأى سيِّدَنَا إبراهيم عليه السلام مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ -يعني نَفْسَهُ صلى الله عليه وآله وسلم-» رواه مسلم، إنه خليل الله الذي أسلم وجهه لله؛ فقال عنه الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ۞ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة البقرة: 130-131]، فلَمَّا كان كذلك، كان اليقين والتسليم مفتاح شخصيته، فهذا أهم سمة تُميز نبي الله إبراهيم عليه السلام.
كان اليقين التامُّ في قضاء الله وقدره والثقة في خفي لطفه شعاره في دعوة قومه إلى عبادة الواحد الأحد، وترك ما هم عليه من الضلال المبين بعبادة التماثيل التي هم لها عاكفون، فكذبوه وقالوا: ﴿حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 68]، ولكنَّ سيدنا إبراهيم عليه السلام -وهو الصابر الراضي بحكم الله- لم يفزع من تهديدهم؛ لأنه يعلم أنَّ الحقَّ أبقى، فجاء الرد الإلهي محفوفًا باللطف: ﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69]؛ فقد سلب الله تعالى عن النار خاصية الإِحْرَاق بالنسبة لإبراهيم، فلم يصل أذاها إليه، بل كانت بردًا وسلامًا عليه؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لو لم يقل ﴿سَلَامًا﴾ لمات إبراهيم عليه السلام من بردِها".
ظلَّ التسليم الكامل لقدر الله ومشيئته مصاحبًا لسيدنا إبراهيم عليه السلام في جميع مراحل حياته؛ فقد تقدَّم به السنُّ وقضى الله له ألا ينجب أولادًا، وكانت امرأته عاقرًا، لكنه لم يعترض على قدر الله تعالى، وإنما سلَّم أمره لخالقه، فلَمَّا أذن الله تعالى رزقَه بإسماعيل على كبرٍ، ثم أمره الله تعالى بأن يصطحب زوجه هاجر وابنه الصغير إسماعيل ويتركهما في وادٍ غير ذي زرعٍ، صحراء جرداء لا زاد فيه ولا ماء، ولا أشخاص يأنسون بهم، فذهب بهم إلى هناك وتركهم، فلحقت به هاجر عليها السلام تناديه وتسأله: "لمن تتركنا هنا يا إبراهيم"؟ فلم يُجبْها بجواب، فقالت له: "آلله أمرك بهذا"؟ قال: «نعم»، فكانت الكلمة الحكيمة، والاستسلام المطلق: "إذن؛ لن يضيعنا الله أبدًا"، تسليم تام ثقةً في الله، ويقينًا بقضائه وقدره وحكمته.
ثم كان البلاء المبين، فامتُحِنَ عليه السلام في ابنه الذي طال انتظاره له؛ حيث رأى في منامه أنَّ الله تعالى يأمره بذبحِه، ورؤيا الأنبياء وحيٌ وحقٌّ، فكانت المسارعة منه لتنفيذ أمر الله لم يتردَّد، لم يُراجع ربَّه، لكنَّه رضي بحكمه ثقةً في حكمته، وكان التسليم والاستسلام الكامل حاضرَيْن: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: 103]، فجاء الفرج القريب: ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ۞ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ۞ إِنَّ هَذَا لَـهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ۞ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ۞ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ۞ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ۞ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [الصافات: 104-110]، فلَمَّا أحسنَّا بالامتثال لأمر الله والانقياد لأوامره؛ كان الجزاء من جنس العمل.
إنَّ التسليمَ لقدر الله ومشيئته، واليقين به سبحانه وتعالى من آثار التحقُّقِ بالإيمان الصَّادق؛ فالمؤمن الحقُّ يُسلِّم الأمور في جميع أحواله لخالقه، ومن ثَمَّ تكون عاقبة ذلك هداية القلب وراحة البال؛ يقول الله تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن: 11].
والله تعالى يتلطف في مخاطبة عباده بالتكاليف؛ حتى تأنس النفوس وتدنو القلوب، ولا يَحْصُل قلق أو اضطراب؛ فجميع الأوامر والنواهي الإلهية يُراعى فيها جلب المصلحة ودرء المفسدة؛ فإنَّ الله سبحانه وتعالى لا يأمر بشيء إلا وفيه مصلحة ومنفعة، ولا ينهى عن شيء إلا وفيه فسادٌ وهلاكٌ، سواء أدركنا الحكمة أو لم ندركها؛ قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 216]. وفـي جميع أحوالنا نقول: رضينا بالله تعالى ربًّا وبالإسلام دينًا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيًّا ورسولًا.
فالدرس المستفاد مما سبق: أن اليقين والتسليم من أهم سمات الشخصية الإبراهيمية التي أمرنا الله تعالى بالاقتداء بها فقال: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ [الممتحنة: 4]، وعلى المسلم أن يتخلَّق بذلك حتى يكون متحققًا بمعنى قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] المتضمن لمعنى اليقين والتسليم.



https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
https://e.top4top.net/p_969okklq1.gif
https://www.3b8-y.com/vb/uploaded/580_01544262915.png

نبض الاحاسيس❁♩‏
27-03-2019, 12:11 AM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

نسمة عليلة
27-03-2019, 01:07 AM
بارك الله بك
وجزاك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك

https://d.top4top.net/p_945ypo975.gif

روحي تبيك
27-03-2019, 05:37 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

امير بكلمتى
27-03-2019, 07:07 AM
*,

طرح جميل
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع والتميز
لك منك كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ودي وعبق وردي..~

وهج الكبرياء
27-03-2019, 10:38 AM
*
إنَتَقاء ثَري بالَذائَقة
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ
وجَزيتِالجنة يارب
بإنتظار جَديَدكـ المَمَيز
أكاَليِل الشُكرْ والتقدير
أَنثرُهاَ عَلَىْ عَتباَتْ مُتصَفِحكـْ
كل َالودَ واجمل التحاياا
*
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/100%20%28103%29.gif

مهرة
27-03-2019, 10:42 AM
أحسنت اخي في الله رضا وجعله بميزان حسناتك
تقديري

مرافئ الذكريات
27-03-2019, 11:41 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

سواد الليل
27-03-2019, 02:19 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
وجعله فى ميزان حسناتك
اعذب التحايا لك

رهينة الماضي
27-03-2019, 04:25 PM
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك


:200 (52)::200 (52):

ذبحني غلاك
27-03-2019, 05:12 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

فريال سليمي
27-03-2019, 09:22 PM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري ,
:200 (8):

أسيل
27-03-2019, 11:45 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

موضوع قيم

سلمت الايادي

مودتي

ريهام محمد
28-03-2019, 12:59 AM
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك على الطرح الايماني
وجعله الله في موازين حسناتك
ولا حرمك الله من الأجر
دمت برعاية الرحمن
:flower_heart_by_cut

همس الروح
28-03-2019, 02:05 AM
جزاك الله خير على الموضوع القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
والبسك الله لباس التقوى والمغفرة
دمت بخير وسعادة .. :100 (109)::100 (109):

لَذة عِشّق♪♥
29-03-2019, 09:30 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

❞ غَدقٌ نَبضِّه♪
03-04-2019, 03:08 AM
-
جزاك الله خير .,http://3b8-y.com/vb/images/smilies/5ajle%20(77).png

سما الموج
20-04-2019, 04:15 PM
جزاك الله خيراً على الطرح القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد من المواضيع الاسلامية المميزة
:red_rose_by_jasmine

جوري
07-07-2019, 03:41 PM
|





















































































جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
وجُعل في موازين حسناتك ..!

:100 (103):

رفيق الالم
16-09-2019, 09:56 PM
..

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4121nalwrd.gif

البدر
25-10-2019, 12:32 AM
رضا لابي
جزاك الله خير على طرحك القيم
لاخلا ولا عدم

:200 (53)::200 (53)::200 (53):

امير بكلمتى
01-12-2019, 04:59 PM
جزاك الله خير
ع الطرح القيم

♥..αмαℓ
13-12-2021, 06:18 AM
*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

:100 (103):

عبير الليل
28-01-2022, 01:56 PM
‏ انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
|
‏:bright_flower_by_va

امير بكلمتى
26-11-2023, 05:26 AM
مشاء الله
ابداع رسمته هنا وتألق

مكتمل الروعة والإبهار
اتمنى لك مزيداً
من الإبداع والتألق
بارك الله فيك ويسلم احساسك
تحياتي

:be_healthy_and_happ