مـخـمـلـيـة
10-04-2019, 05:12 PM
الإنسان.. ذلك المخلوق المعجز في خلقه.. وفي كل ما يمت إليه بصلة..
في كل خلية من جسده دلالة واضحة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى..
في كثير من آيات القرآن الكريم، يدعو الخالق سبحانه وتعالى هذا الإنسان إلى التبصر والتفكر في نفسه، لأنه إذا تفكر في نفسه استنارت له آيات الإبداع الإلهي، وسطعت له أنوار اليقين، واضمحلت عنه غمرات الشك، وانقشعت عنه ظلمات الجهل والضلال، فأصبح أكثر معرفة بعظمة ربه، وأصدق حبًّا له سبحانه وتعالى.
ففي حياة كل إنسان آيات معجزة، صارخة، دالة على عظمة الخالق.. منها جلده..
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) النساء
هذا الجلد يغطي شبكة هائلة من الأعصاب تنتهي بخلايا حسية يختص كل منها بنقل حس معين، الألم والحر والبرد واللمس والضغط والاهتزاز، وغيرها من المؤثرات الخارجية. وهذه الأعصاب موزعة بطريقة مدهشة تحت سطح الجلد، ما يجعل إحساس جلد الإنسان بأي مؤثر خارجي يختلف من موضع لآخر. وهناك خمسة عشر مركزًا لمختلف أنواع الإحساس العصبي تم اكتشافها من قِبَل علماء الطب والتشريح حتى الآن.
الآية الكريمة السابقة جاءت في سياق الحديث عن جزاء الذين يكفرون بما أنزل الله على نبيه، وكيفية عذابهم يوم القيامة، بأن تحرق النار جلودهم، وإذا احترقت تلك الجلود وانتهت فإنه يتم إبدالهم بجلود غيرها، حتى يدوم ويستمر شعورهم وإحساسهم بالألم والعذاب. وبذلك توقف العلماء قديمًا عند هذه الآية متسائلين: لماذا تُبدّل جلودهم؟ ولماذا إذا بدلت جلودهم ذاقوا العذاب؟ وكيف يكون استبدال الجلود سببًا في استمرار الشعور بالعذاب الأليم؟!
لقد كان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب أن الجسم بكل أجزائه يستطيع أن يحس بأي مؤثر خارجي ويستجيب له، بنفس المستوى، ولم يكن يعلم أحد قبل قرنين من الآن أن هناك أعصابًا متخصصة في جلد الإنسان لنقل أنواع الألم، حتى كشفت العلوم الطبية، وبعد تقدم وسائل البحوث وأدواتها في كل من علم التشريح، وعلم الأنسجة، دور النهايات العصبية المتخصصة في الجلد في نقل أنواع الآلام المختلفة، وأن الجلد عضو إحساس من الطراز الأول، وبه خريطة مدهشة من الأعصاب، ولكل نوع من المؤثرات نوع مختلف من الأعصاب يحس بها وينقلها لمراكز الإدراك في المخ.
بعد ما يزيد على اثني عشر قرنًا من نزول القرآن، توصل العلم إلى أن الإحساس بالنار لا يكون إلا في الجلود الحية، لأن بها نهايات عصبية حساسة، فإذا نضج الجلد وتفحّم ماتت هذه النهايات العصبية وتعطل دورها، فينعدم الإحساس بحر النار، وعندئذ لا يمثل الاستمرار في النار أي نوع من الألم للكافر، وبذلك حتى يستمر الشعور بالعذاب والألم فليس هناك وسيلة غير استبدال الجلد، وهذا ما نصت عليه الآية.
لا ينكر أحد أن الآية الكريمة التي افتتحنا بها هذا المشهد، ونزلت قبل ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الآن، تتضمن سبقًا علميًّا واضحًا، حيث أخبرت هذه الآية بشكل صريح أن الإحساس بالألم في الجلد: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ)، وعلل العزيز الحكيم سبحانه تبديل الجلود بقوله: (لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ)، وذلك لأن احتراق الجلد يجعل الإنسان يفقد الإحساس بالألم والعذاب. وكلما تعرض الجلد إلى الحرق ونضج تجلطت بروتينات الألياف العصبية وتعطل الإحساس بالألم، استلزم استبدال ذلك الجلد ليشعر الإنسان بالألم من جديد، فإذا ازداد الإحراق، وتعمق أثره وتجلطت بروتينات الألياف العصبية السفلية، وفقد الإنسان القدرة على الإحساس بالألم، تكرر تجديد الجلد بطبقاته كافة مرّة بعد أخرى، ليتكرر شعور الإنسان بالألم، وهكذا تستمر عملية تجديد جلود أهل النار يوم القيامة.
فتأمّلوا كيف يتوافق القرآن مع تفاصيل علمية دقيقة جدًّا! وتأمّلوا كيف أشار القرآن إلى هذه الحقائق العلمية في وقت كان العالم كله يجهلها تمامًا! وكيف جاءت هذه الحقيقة العلمية على لسان رجل أمّي لا يقرأ ولا يكتب! فكيف بهذا الرجل أن يأتي بهذه الحقائق العلمية الدقيقة إن لم يكن نبيًّا يوحى إليه؟! وكيف به يتحدث عن خصائص الأعصاب الحسية ووظائف مراكز الحس بالألم الموجود في الجلد في بيئة غالبيتها العظمى من الأميين؟! لا شك في أنه رسول يتلقى الوحي من رب العالمين العالم بأسرار خلقه، ولا شك في أن هذا القرآن كلام الخالق العظيم سبحانه الذي ختم به سلسلة رسالاته إلى البشرية، ولذلك تكفّل بحفظه وأودع فيه أسرارًا لن تنتهي إلى يوم القيامة.
في كل خلية من جسده دلالة واضحة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى..
في كثير من آيات القرآن الكريم، يدعو الخالق سبحانه وتعالى هذا الإنسان إلى التبصر والتفكر في نفسه، لأنه إذا تفكر في نفسه استنارت له آيات الإبداع الإلهي، وسطعت له أنوار اليقين، واضمحلت عنه غمرات الشك، وانقشعت عنه ظلمات الجهل والضلال، فأصبح أكثر معرفة بعظمة ربه، وأصدق حبًّا له سبحانه وتعالى.
ففي حياة كل إنسان آيات معجزة، صارخة، دالة على عظمة الخالق.. منها جلده..
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) النساء
هذا الجلد يغطي شبكة هائلة من الأعصاب تنتهي بخلايا حسية يختص كل منها بنقل حس معين، الألم والحر والبرد واللمس والضغط والاهتزاز، وغيرها من المؤثرات الخارجية. وهذه الأعصاب موزعة بطريقة مدهشة تحت سطح الجلد، ما يجعل إحساس جلد الإنسان بأي مؤثر خارجي يختلف من موضع لآخر. وهناك خمسة عشر مركزًا لمختلف أنواع الإحساس العصبي تم اكتشافها من قِبَل علماء الطب والتشريح حتى الآن.
الآية الكريمة السابقة جاءت في سياق الحديث عن جزاء الذين يكفرون بما أنزل الله على نبيه، وكيفية عذابهم يوم القيامة، بأن تحرق النار جلودهم، وإذا احترقت تلك الجلود وانتهت فإنه يتم إبدالهم بجلود غيرها، حتى يدوم ويستمر شعورهم وإحساسهم بالألم والعذاب. وبذلك توقف العلماء قديمًا عند هذه الآية متسائلين: لماذا تُبدّل جلودهم؟ ولماذا إذا بدلت جلودهم ذاقوا العذاب؟ وكيف يكون استبدال الجلود سببًا في استمرار الشعور بالعذاب الأليم؟!
لقد كان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب أن الجسم بكل أجزائه يستطيع أن يحس بأي مؤثر خارجي ويستجيب له، بنفس المستوى، ولم يكن يعلم أحد قبل قرنين من الآن أن هناك أعصابًا متخصصة في جلد الإنسان لنقل أنواع الألم، حتى كشفت العلوم الطبية، وبعد تقدم وسائل البحوث وأدواتها في كل من علم التشريح، وعلم الأنسجة، دور النهايات العصبية المتخصصة في الجلد في نقل أنواع الآلام المختلفة، وأن الجلد عضو إحساس من الطراز الأول، وبه خريطة مدهشة من الأعصاب، ولكل نوع من المؤثرات نوع مختلف من الأعصاب يحس بها وينقلها لمراكز الإدراك في المخ.
بعد ما يزيد على اثني عشر قرنًا من نزول القرآن، توصل العلم إلى أن الإحساس بالنار لا يكون إلا في الجلود الحية، لأن بها نهايات عصبية حساسة، فإذا نضج الجلد وتفحّم ماتت هذه النهايات العصبية وتعطل دورها، فينعدم الإحساس بحر النار، وعندئذ لا يمثل الاستمرار في النار أي نوع من الألم للكافر، وبذلك حتى يستمر الشعور بالعذاب والألم فليس هناك وسيلة غير استبدال الجلد، وهذا ما نصت عليه الآية.
لا ينكر أحد أن الآية الكريمة التي افتتحنا بها هذا المشهد، ونزلت قبل ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الآن، تتضمن سبقًا علميًّا واضحًا، حيث أخبرت هذه الآية بشكل صريح أن الإحساس بالألم في الجلد: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ)، وعلل العزيز الحكيم سبحانه تبديل الجلود بقوله: (لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ)، وذلك لأن احتراق الجلد يجعل الإنسان يفقد الإحساس بالألم والعذاب. وكلما تعرض الجلد إلى الحرق ونضج تجلطت بروتينات الألياف العصبية وتعطل الإحساس بالألم، استلزم استبدال ذلك الجلد ليشعر الإنسان بالألم من جديد، فإذا ازداد الإحراق، وتعمق أثره وتجلطت بروتينات الألياف العصبية السفلية، وفقد الإنسان القدرة على الإحساس بالألم، تكرر تجديد الجلد بطبقاته كافة مرّة بعد أخرى، ليتكرر شعور الإنسان بالألم، وهكذا تستمر عملية تجديد جلود أهل النار يوم القيامة.
فتأمّلوا كيف يتوافق القرآن مع تفاصيل علمية دقيقة جدًّا! وتأمّلوا كيف أشار القرآن إلى هذه الحقائق العلمية في وقت كان العالم كله يجهلها تمامًا! وكيف جاءت هذه الحقيقة العلمية على لسان رجل أمّي لا يقرأ ولا يكتب! فكيف بهذا الرجل أن يأتي بهذه الحقائق العلمية الدقيقة إن لم يكن نبيًّا يوحى إليه؟! وكيف به يتحدث عن خصائص الأعصاب الحسية ووظائف مراكز الحس بالألم الموجود في الجلد في بيئة غالبيتها العظمى من الأميين؟! لا شك في أنه رسول يتلقى الوحي من رب العالمين العالم بأسرار خلقه، ولا شك في أن هذا القرآن كلام الخالق العظيم سبحانه الذي ختم به سلسلة رسالاته إلى البشرية، ولذلك تكفّل بحفظه وأودع فيه أسرارًا لن تنتهي إلى يوم القيامة.