رهينة الماضي
16-04-2019, 10:35 PM
زرياب: اسم طائر أسود اللون، عذب الصوت، معروفٌ بالشحرور، لُقب به الموسيقي العربي المجهول (أبا الحسن علي بن نافع)، الذي أغنى الأندلس والغرب بعلمه و فنه... نظراً لسواد لون بشرته، وعذوبة صوته وألحانه.
تخرّج من أراضي العرب موسيقياً بارعاً ومغنياً لامعاً، اهتم بعلوم الفلك و الجغرافيا، أدخل الموسيقا الدنيوية إلى الغرب الأوروبي، صاحب الفضل بإدخال الوتر الخامس على العود، ليس هذا فحسب.. بل علّم فنون السلوك وآداب الطعام والعادات الاجتماعية الراقية، فكان يستحق لقب "معلم المروءة"، لكن إعلامنا العربي نسيه في دفاتر التاريخ رغم آثاره المنتشرة في كل مكان، فاهتم به الغرب، وكان سباقاً في تخليد ذكراه، فإن موقع بابونج يخص هذا الموسيقي الكبير بمقالٍ تعريفي عنه، وعن حياته وأهم إنجازاته، إنه الموسيقيّ "زرياب".
تعود جذور الموسيقا العربية إلى آلاف السنين قبل الميلاد، فقد كان العرب القدماء هم أول من استنبط الأجناس القوية في ترتيب النغم الموسيقي، وتعتبر المقامات الموسيقية هي الأساس اللحني و النغمي للموسيقا العربية، حيث تطورت في الأندلس باعتبارها كانت بيئةً خصبة لظهور الشعر الموسيقي (الموشحات أو الشعر المغنى)، ولظهور موسيقيين متميزين أشهرهم "زرياب"، صاحب الفضل في إضافة الوتر الخامس إلى العود.
من هو زرياب؟
ولد أبو الحسن علي بن نافع الملقب ب(زرياب) في العراق سنة ( 173ه/789م)، ذكر بعض المؤرخين أنه ربما كان عبداً أو خادماً شخصياً للمهدي، وقد اختلفوا بكونه من أصل أفريقي أم فارسي أم كردي، فهو صاحب بشرة سمراء داكنة، كان بالإضافة لفصاحة لسانه وجمال صوته سبباً في اكتسابه لقب "زرياب".
تفتقر الكتب التاريخية وحتى المتخصصة منها بالأعلام الى مرحلة مهمة من حياة زرياب وهي فترة الطفولة، إذ لم يوجد أي مصدر يتحدث عن هذه الفترة، وإنما اقتصرت على وصفه أنه من موالي الخلفاء العباسيين، ربما يعود الغموض في سيرته الأولى إلى كونه مجهولاً في صباه، فلم يهتم به أحد من المؤرخين، تتلمذ في مدرسة اسحق الموصلي الفنية (يعتبر الموصلي من أمهر الموسيقيين في العصر العباسي، تفرّد بالغناء وضبط الأوزان التي تبنى عليها مقامات الموسيقا العربية)، عُنيت هذه المدرسة بتثقيف التلاميذ وليس تعليمهم فقط، حيث تعلّم الطلاب فيها الغناء، الموسيقى، الفنون، الجغرافيا، الفلك، وغيرها من العلوم.444
تخرج زرياب منها موسيقياً بارعاً ومغنياً لامعاً، إضافةً لمعرفته بعلوم الفلك والجغرافيا حسب ما ذكره المقريّ في كتابه (نفح الطيب من الأندلس الرطيب): "كان زرياب عالماً بالنجوم، وقسمة الأقاليم السبعة واختلاف طبائعها وأهويتها، وتشعب بحارها وتصنيف بلادها وسكانها، مع حفظه لعشرة آلاف مقطوعة من الأغاني بألحانها"، ويضيف المقريّ إلى ذلك: "معرفته الواسعة بالتاريخ وأخبار الملوك، فلما رحل إلى الأندلس، وخلا به الأمير، راقه ما أورده"، كما أن زرياب كان شاعراً مجيداً، ومن شعره هذه الأبيات:علقتها ريحانة هيفاء عاطرة نضيرة ... بين السمينة والهزيلة والطويلة والقصيرة
لله أيام لنا سلفت على دير المطيرة ... لا عيب فيها للمتيم غير أنها كانت قصيرة
كحال الكثير من الأعلام في التاريخ العربي الإسلامي تم إغفال جوانب من حياتهم الشخصية، كذلك زرياب لم تذكر كتب التاريخ من هي زوجته، وما كان دورها في حياته، فقط اكتفوا بذكر أولاده الأربعة، عبد الرحمن، عبدالله، حمدونة، علية، الذين كانوا أصحاب موهبة موسيقية حيث تتلمذوا على يد أبيهم، وكان لهم الفضل بإكمال مسيرته بعد وفاته.
تخرّج من أراضي العرب موسيقياً بارعاً ومغنياً لامعاً، اهتم بعلوم الفلك و الجغرافيا، أدخل الموسيقا الدنيوية إلى الغرب الأوروبي، صاحب الفضل بإدخال الوتر الخامس على العود، ليس هذا فحسب.. بل علّم فنون السلوك وآداب الطعام والعادات الاجتماعية الراقية، فكان يستحق لقب "معلم المروءة"، لكن إعلامنا العربي نسيه في دفاتر التاريخ رغم آثاره المنتشرة في كل مكان، فاهتم به الغرب، وكان سباقاً في تخليد ذكراه، فإن موقع بابونج يخص هذا الموسيقي الكبير بمقالٍ تعريفي عنه، وعن حياته وأهم إنجازاته، إنه الموسيقيّ "زرياب".
تعود جذور الموسيقا العربية إلى آلاف السنين قبل الميلاد، فقد كان العرب القدماء هم أول من استنبط الأجناس القوية في ترتيب النغم الموسيقي، وتعتبر المقامات الموسيقية هي الأساس اللحني و النغمي للموسيقا العربية، حيث تطورت في الأندلس باعتبارها كانت بيئةً خصبة لظهور الشعر الموسيقي (الموشحات أو الشعر المغنى)، ولظهور موسيقيين متميزين أشهرهم "زرياب"، صاحب الفضل في إضافة الوتر الخامس إلى العود.
من هو زرياب؟
ولد أبو الحسن علي بن نافع الملقب ب(زرياب) في العراق سنة ( 173ه/789م)، ذكر بعض المؤرخين أنه ربما كان عبداً أو خادماً شخصياً للمهدي، وقد اختلفوا بكونه من أصل أفريقي أم فارسي أم كردي، فهو صاحب بشرة سمراء داكنة، كان بالإضافة لفصاحة لسانه وجمال صوته سبباً في اكتسابه لقب "زرياب".
تفتقر الكتب التاريخية وحتى المتخصصة منها بالأعلام الى مرحلة مهمة من حياة زرياب وهي فترة الطفولة، إذ لم يوجد أي مصدر يتحدث عن هذه الفترة، وإنما اقتصرت على وصفه أنه من موالي الخلفاء العباسيين، ربما يعود الغموض في سيرته الأولى إلى كونه مجهولاً في صباه، فلم يهتم به أحد من المؤرخين، تتلمذ في مدرسة اسحق الموصلي الفنية (يعتبر الموصلي من أمهر الموسيقيين في العصر العباسي، تفرّد بالغناء وضبط الأوزان التي تبنى عليها مقامات الموسيقا العربية)، عُنيت هذه المدرسة بتثقيف التلاميذ وليس تعليمهم فقط، حيث تعلّم الطلاب فيها الغناء، الموسيقى، الفنون، الجغرافيا، الفلك، وغيرها من العلوم.444
تخرج زرياب منها موسيقياً بارعاً ومغنياً لامعاً، إضافةً لمعرفته بعلوم الفلك والجغرافيا حسب ما ذكره المقريّ في كتابه (نفح الطيب من الأندلس الرطيب): "كان زرياب عالماً بالنجوم، وقسمة الأقاليم السبعة واختلاف طبائعها وأهويتها، وتشعب بحارها وتصنيف بلادها وسكانها، مع حفظه لعشرة آلاف مقطوعة من الأغاني بألحانها"، ويضيف المقريّ إلى ذلك: "معرفته الواسعة بالتاريخ وأخبار الملوك، فلما رحل إلى الأندلس، وخلا به الأمير، راقه ما أورده"، كما أن زرياب كان شاعراً مجيداً، ومن شعره هذه الأبيات:علقتها ريحانة هيفاء عاطرة نضيرة ... بين السمينة والهزيلة والطويلة والقصيرة
لله أيام لنا سلفت على دير المطيرة ... لا عيب فيها للمتيم غير أنها كانت قصيرة
كحال الكثير من الأعلام في التاريخ العربي الإسلامي تم إغفال جوانب من حياتهم الشخصية، كذلك زرياب لم تذكر كتب التاريخ من هي زوجته، وما كان دورها في حياته، فقط اكتفوا بذكر أولاده الأربعة، عبد الرحمن، عبدالله، حمدونة، علية، الذين كانوا أصحاب موهبة موسيقية حيث تتلمذوا على يد أبيهم، وكان لهم الفضل بإكمال مسيرته بعد وفاته.