المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبرُ مِلاكُ الأمر


رهينة الماضي
25-04-2019, 05:15 PM
الصبرُ مِلاكُ الأمر


اعلَم أيها الموفَّق أن دنيانا هذه دارُ بلاءٍ وامتحان، المشقةُ فيها قاعدة، والراحةُ فيها سويعاتٌ بائدة، لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ، الصبرُ مِلاكُ الأمر، واليأسُ والقنوطُ خسارٌ وحُبوط، فـ﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

قد تتناهَشُك الهمومُ والغمومُ، وتُواعِدُك الأحزانُ في كثيرٍ من الأحيان، وسبيلُك هو الصبرُ على الأمرِ، ولن تبلغَ في صبرك - مهما نالَك - صبرَ خيرِ البشر: نوح وموسى وأيوب، ونبينا محمد عليهم أفضل الصلاة والتسليم؛ إذ جاءتهم المصائبُ مِن كلِّ جانبٍ في السنوات الطويلة، وأُوذوا فصبروا، فارتفعوا عند الله سبحانه، ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24].

أيها المُبْتلى، مَن حدَّثك أن كلَّ همٍّ زائلٌ، وكلَّ كربةٍ أصابتك ستنفرج في هذه الدنيا، لم يَصْدُقْك القولَ؛ إنما قد تبلُغُ النصرَ والفرجَ في هذه الدنيا وقد يفوتُك، ولكن ثوابُ الله خيرٌ لمن آمنَ؛ فإن مصائبَ الدنيا كفاراتُ الآخرةِ ورِفْعَتُها؛ فالزَموا الصبرَ في كل الأمور، رُوينا في الصحيحين أن عائشة رضي الله عنها زوجَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبة تُصيب المسلم إلا كفَّرَ اللهُ بها عنه، حتى الشوكة يُشَاكُها».

وإن المصائبَ النازلةَ على العبادِ على نوعين: عامةٌ وخاصة، فالعامَّةُ ما يَشِيعُ أثرُها وتَعُمُّ المجتمعات، والخاصةُ ما يَنزِلُ بالمرءِ وحدَه مِن أسقامٍ وأحزان ونحو ذلك، والمصائبُ العامةُ أعظم وأكبر، والصبرُ فيها أكثرُ ثوابًا وأجرًا.

والمصائبُ أيضًا تأتي على العبد في دِينه، وتأتي عليه في دنياه، وأعظمُ المصابِ مُصابُ العبدِ في دِينه الذي هو سبيلُ نجاته، والصابرون على ما يَنالُهم في أمرِ دينهم، هم أعظمُ الصابرين ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75]، وجاء في حديثٍ أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن من ورائكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيهنَّ مثلُ قَبْضٍ على الجمر، للعامل فيهنَّ مثلُ أجر خمسين رجلًا يعملون بمثل عمله».

وذلك أن الشُّبهات والشهوات تتخطفُ العبادَ من كل جانب، وتأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم؛ فمدافعتُها فيها شدةٌ عظيمةٌ لتكاثُرِها على الناسِ، وللصبرِ على مِثلها ألم كألَمِ القبضِ على الجمرِ، يُوشِكُ القابضُ عليها أنْ يُفلِتَها لولا استعذابُه العذابَ والصبرَ في سبيلِ اللهِ تعالى؛ لاستيقانِه عِظمَ الثوابِ وحُسنَ المآلِ؛ جعلنا الله وإياكم من الصابرين، وإن مِن خيرِ ما يُدافِعُ به المرءُ مصائبَه: النظرَ إلى مَن هو دونه، ومَن هو أشدُّ منه كربًا، كما جاء معنى هذا في بعض الأحاديث.

ومَن قرأ كتابَ اللهِ وأعطاه حقَّه في تدبُّرِ قصصِه، وجدَ فيه مِن التثبيتِ ما يربط على القلوب ويزيدُ على الكفاية؛ فاقرأ مصابَ النبيين، ومصابَ أصحابِ الأخدود، ومصابَ الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم، ومصابَ الذين قُطِّعت أيديهم وأرجلهم من خلافٍ وصُلِّبُوا، ومصاب غيرهم من المؤمنين الصابرين الثابتين، واعقِلْ ما أعدَّه الله لهم ولمن سار على خطاهم ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، والمرءُ لولا الصبرُ خاسرٌ دِينَه ودنياه وآخرتَه.

ومِن أبوابِ المصابرةِ أن يَستغرقَ العبدُ في تأمُّلِ إحسانِ اللهِ إليه، ويتفكرَ في النِّعمِ التي أولاه اللهُ تعالى إياها؛ فيَشكُرها حقَّ شُكرِها، ومَن اشتغل بالشكرِ عن الالتفاتِ إلى المصائبِ، بَلغَ من درجات الكمال أعظمَ مبلغ، ولك أسوةٌ في النبيين ومَن اتَّبعهم مِن المحسنين الذين يُحيون ليلَهم صلاةً، ويَملؤون أوقاتهم عبادةً وذكرًا، فإن لذتهم بالطاعة وشكر الله تعالى أَنستهم مصائبَ الدنيا وهمومَها، فغدَوا في جنةٍ وسطَ جحيمِ مَن حولهم من الناس.

جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إن أفضلَ عَيشٍ أَدركناه بالصبر، ولو أن الصبرَ كان مِن الرجال كان كريمًا"، وعن علي رضي الله عنه أنه قال وهو يرفع صوتَه: "أَلَا إنه لا إيمانَ لمن لا صبرَ له"؛ فاعلَموا رحمكم الله أن أفضلَ العيشِ يُدرَكُ بالصبر، وأنْ لا إيمان لمن لا صبر له"؛ [الصبر لابن أبي الدنيا].

ڵسٰعًـہٌ عِـڜڨ ❀♪
25-04-2019, 07:27 PM
لآجَديِد غٌير التَآلقْ بآلطرْحَ
وآنتَقآءْ الأفضًل دوٌماً
آشكَر ذآئْقتك اللتِي طآلمَا
أمتعَتتنْآ بآعَذبْ الموَـآضِـيعٍ وأرْقهُا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ

لَذة عِشّق♪♥
25-04-2019, 07:42 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

روح أنثى
25-04-2019, 08:42 PM
جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد
:100 (108):

فريال سليمي
25-04-2019, 09:14 PM
جزآك المولى الجنه
وكتب الله لك أجر هذه الحروف
كجبل أحد حسنآت
وجعله المولى شاهداً لك لآ عليك
لآعدمنا روعتك
ولك إحترامي وتقديري

همس الروح
26-04-2019, 04:54 AM
جزاك الله خير على الموضوع القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
والبسك الله لباس التقوى والمغفرة
دمت بخير وسعادة .. :100 (109)::100 (109):

مـخـمـلـيـة
26-04-2019, 08:10 AM
أثآبك الله وبآرك فيك
وجزآك خير الجزآء
وجعله في ميزآن حسنآتك :red_rose_by_jasmine

♥..αмαℓ
26-04-2019, 02:27 PM
*,

جزاك الله جنة عرضها السموات والأرض
بارك الله فيك على الطرح القيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله
اسأل الله ان يرزقك فسيح الجنات
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك
وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانيه
لك خالص ودي ..

:100 (108):

قهوة المسا
26-04-2019, 05:55 PM
جزاك الله خير

امير بكلمتى
26-04-2019, 08:21 PM
يَنسَكب مِن أنآملك الألقْ
مُمتنَة ل ِعِطآءك المُفعَم ب العِطر
وَ يعطِيك ألعَآفِيةَ عَلى الطرح ألجَميلْ
شُكراً لك ب عِبق ألسُوسن
مَآ نَنحرمْ :_heart__rvmp_by_bad

روحي تبيك
27-04-2019, 04:37 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

قايد الريم
27-04-2019, 08:45 PM
جزآك الله خيـــــــــــــــــــراً
متصفح رآئع وجميل
سلمت يدآك بآرك الله فيك
الله يعطيك الصحة والعآفية

reda laby
28-04-2019, 03:04 PM
حتى نرضى الله :: و نسعد بعد الحياة
فى جنات الفردوس :: جائزة من الإله

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى
https://c.top4top.net/p_844k81p81.png
https://d.top4top.net/p_844kfa1h2.gif
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
http://3b8-y.com/vb/uploaded/580_11534253019.png

❞ غَدقٌ نَبضِّه♪
29-04-2019, 05:19 PM
-
جزاك الله خير .,http://3b8-y.com/vb/images/smilies/5ajle%20(77).png

سما الموج
07-07-2019, 01:26 PM
جزاك الله خيراً على الطرح القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد من المواضيع الاسلامية المميزة
:red_rose_by_jasmine

جوري
31-08-2019, 04:21 PM
|





















































































جُزيت الجنان ورضى الرحمن
على طرحك القيّم
وجُعل في موازين حسناتك ..!

:100 (103):

رفيق الالم
16-09-2019, 09:04 PM
..

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4121nalwrd.gif

الشاهين
20-09-2019, 12:20 PM
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

البدر
08-10-2019, 01:43 AM
حبك مخلد بقلبي
جزاك الله خير على طرحك القيم
لاخلا ولا عدم

:200 (53)::200 (53)::200 (53):

- وهُــم .
14-02-2024, 06:00 PM
-

















حُرُوفٌ تَتَكَلَّمُ بِهُدُوءِ . .
مُعَتَّقَهُ بِرُوحَانِيَّاتِ بِفَضَاءِ آخَرَ مِنْ اَلْمَعَرَفَهَهْ . .
اِنْحِنَاءَةُ إِجْلَالِ لِرُوحِكَ ~
.
.
.
:100 (103):