مرافئ الذكريات
27-04-2019, 10:40 AM
كل وصف لأحوال يوم القيامة يخلع القلب
. وها هى تخلع قلوبنا بتفاصيل يوم آتٍ لا ريب فيه، ولكننا- جميعا- نتجاهله.
■ ■ ■
«أفقت من نومى فزعة على صوت لم أسمعه من قبل. تلفت حولى فوجدت الكثيرين ينهضون ببطء. ملايين البشر يتدافعون ويخرجون صارخين من مراقدهم، وأنا أندفع معهم إلى حيث يندفعون.
دقات قلبى تتسارع والخوف يملؤنى. الحرارة تشتد والأجسام متلاصقة. أشعر أن روحى ستخرج من شدة الحر. سمعت صوتا كهزيم الرعد يصم أذنى. نظرت بجانبى فإذا جبل ينهار. أخذت أعدو بأقصى ما عندى من قوة وأنا أبكى. والكل من حولى يبكون. وفجأة شاهدت وجها أعرفه. إنها ابنتى. لكن العجيب أننى لم أشعر برغبة فى التحدث إليها أو الاطمئنان عليها. وفرقت بيننا الجموع فلم أتساءل إن كنت سأراها مرة أخرى أم لا.
■ ■ ■
الأرض تتزلزل من تحتى وشقوق النار تملأ المكان. وأنا أجرى ولا أعلم لأين! الزحام يشتد والأجساد تتلاصق. رائحة العرق والخوف تزكم الأنوف. والكل يصرخ من العطش والكل يبكى وينتحب. والعدد فى ازدياد. المكان يضيق والبشر لا يتوقفون عن التوافد من كل حدب وصوب. يا إلهى رحمتك. رفعت رأسى إلى السماء فوجدت حركة غير عادية. أهذه هى الملائكة التى سمعت عنها؟ فلماذا يبدو عليها الخوف والقلق؟ خالق هذا الكون غاضب! وبدأنا نسمع تسبيح الملائكة وتحميدها من فوقنا. واختلطت أصواتنا فيما يشبه الرعد:«يا رب. يا رب». بعضنا يقولها بأمل والبعض بلا أمل. وفجأة لذنا بالصمت. لقد بدأ الحساب.
■ ■ ■
«لم تكن من المصلين. لم تكن تحض على طعام المسكين. كنت تخوض مع الخائضين».
التهم كانت تتوجه إلى الواقفين فى مقام الحساب. هذه امرأة أسمعها تُسأل عن اللحظة التى كانت فيها مع فلان. أى عار وأى فضيحة. لحظاتهما الحميمة تُبث على الملأ يشاهدها الجميع.
فى المقابل وجدت البعض وقد نادى مناد بأسمائهم. ووجدتهم يسيرون مطمئنين فتُفتح لهم أبواب الجنان.
نودى على اسمى ليبدأ حسابى. حياتى القديمة أعيدت أمامى بأكملها لحظة بلحظة ومشهدا بمشهد. التفاصيل التى نسيتها أشاهدها الآن. مع كل حسنة كنت آخذ نفسا عميقا، ومع كل سيئة آخذها كنت أعض شفتى ندما. أتراوح بين الأمل أن أنجو وبين الخوف أن أهلك. حاولت أن أتكلم لكن الجرأة لم تواتنى. ها أنا ذا أقف أمام الخالق. ليتنى أحببته أكثر مما أحببته، وأطعته أكثر مما أطعته. ها أنا ذا أشاهد حسناتى فى كفة، وسيئاتى فى الكفة الأخرى كتلال من الفحم المحترق. ثم انتهى العرض وأوشك الانتهاء من الوزن، وبعد قليل سيحكم الله فى مصيرى بالحكم العدل».
■ ■ ■
وها أنا ذا فى أخطر لحظة من حياتى، أنتظر الحكم الإلهى وأرتجف! يا رب! يا رب!
. وها هى تخلع قلوبنا بتفاصيل يوم آتٍ لا ريب فيه، ولكننا- جميعا- نتجاهله.
■ ■ ■
«أفقت من نومى فزعة على صوت لم أسمعه من قبل. تلفت حولى فوجدت الكثيرين ينهضون ببطء. ملايين البشر يتدافعون ويخرجون صارخين من مراقدهم، وأنا أندفع معهم إلى حيث يندفعون.
دقات قلبى تتسارع والخوف يملؤنى. الحرارة تشتد والأجسام متلاصقة. أشعر أن روحى ستخرج من شدة الحر. سمعت صوتا كهزيم الرعد يصم أذنى. نظرت بجانبى فإذا جبل ينهار. أخذت أعدو بأقصى ما عندى من قوة وأنا أبكى. والكل من حولى يبكون. وفجأة شاهدت وجها أعرفه. إنها ابنتى. لكن العجيب أننى لم أشعر برغبة فى التحدث إليها أو الاطمئنان عليها. وفرقت بيننا الجموع فلم أتساءل إن كنت سأراها مرة أخرى أم لا.
■ ■ ■
الأرض تتزلزل من تحتى وشقوق النار تملأ المكان. وأنا أجرى ولا أعلم لأين! الزحام يشتد والأجساد تتلاصق. رائحة العرق والخوف تزكم الأنوف. والكل يصرخ من العطش والكل يبكى وينتحب. والعدد فى ازدياد. المكان يضيق والبشر لا يتوقفون عن التوافد من كل حدب وصوب. يا إلهى رحمتك. رفعت رأسى إلى السماء فوجدت حركة غير عادية. أهذه هى الملائكة التى سمعت عنها؟ فلماذا يبدو عليها الخوف والقلق؟ خالق هذا الكون غاضب! وبدأنا نسمع تسبيح الملائكة وتحميدها من فوقنا. واختلطت أصواتنا فيما يشبه الرعد:«يا رب. يا رب». بعضنا يقولها بأمل والبعض بلا أمل. وفجأة لذنا بالصمت. لقد بدأ الحساب.
■ ■ ■
«لم تكن من المصلين. لم تكن تحض على طعام المسكين. كنت تخوض مع الخائضين».
التهم كانت تتوجه إلى الواقفين فى مقام الحساب. هذه امرأة أسمعها تُسأل عن اللحظة التى كانت فيها مع فلان. أى عار وأى فضيحة. لحظاتهما الحميمة تُبث على الملأ يشاهدها الجميع.
فى المقابل وجدت البعض وقد نادى مناد بأسمائهم. ووجدتهم يسيرون مطمئنين فتُفتح لهم أبواب الجنان.
نودى على اسمى ليبدأ حسابى. حياتى القديمة أعيدت أمامى بأكملها لحظة بلحظة ومشهدا بمشهد. التفاصيل التى نسيتها أشاهدها الآن. مع كل حسنة كنت آخذ نفسا عميقا، ومع كل سيئة آخذها كنت أعض شفتى ندما. أتراوح بين الأمل أن أنجو وبين الخوف أن أهلك. حاولت أن أتكلم لكن الجرأة لم تواتنى. ها أنا ذا أقف أمام الخالق. ليتنى أحببته أكثر مما أحببته، وأطعته أكثر مما أطعته. ها أنا ذا أشاهد حسناتى فى كفة، وسيئاتى فى الكفة الأخرى كتلال من الفحم المحترق. ثم انتهى العرض وأوشك الانتهاء من الوزن، وبعد قليل سيحكم الله فى مصيرى بالحكم العدل».
■ ■ ■
وها أنا ذا فى أخطر لحظة من حياتى، أنتظر الحكم الإلهى وأرتجف! يا رب! يا رب!