reda laby
18-07-2019, 02:20 PM
إن من أعظم الحقائق وأجلاها في الفطر والعقول حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى ،
هذه الحقيقة التي اتفقت العقول على الاعتراف بها - وإن أنكرتها بعض الألسن ظلما وعلوا - ،
فهي من الوضوح بمكان لا تنال منه الشبهات ، وبمنزلة لا يرتقي إليها الشك .
ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
وقد تنوعت دلائل وجود الله سبحانه ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ،
إلى كل ذرة من ذرات الكون ، فالكل شاهد ومقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا .
وأولى هذه الدلائل دليل الفطرة ، ونعني به ما فطر الله عليه النفس البشرية من الإيمان به سبحانه ،
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل فقال :
-- فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }( الروم: 30 )
وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ،
وإن غطته الشبهات ،ونالت منه الشهوات ، إلا أنه سرعان ما يظهر في حالات الصفاء وانكشاف الأقنعة.
وفي الواقع أمثلة كثيرة تدلنا على ظهور الفطرة كعامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان ،
ومن الضلال إلى الهدى ، فذاك ملحد عاين الموت تحت أمواج البحر ،
فبرزت حقيقة الإيمان لتنطق على لسانه أن لا إله إلا الله ،
فلما نجاه الله أسلم وحسن إسلامه .
وحادثة أخرى تتحدث عن طائرة تتهاوى بركابها ،
فتتعالى أصوات الإيمان منهم وقد كانوا من قبل أهل إلحاد وكفر ،
وقد سجل الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية،منها قوله تعالى :-
- وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الاسراء:67).
فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع .
وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ،
ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ،
فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة :
البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ،
وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير .
فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان .
و قد روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ،
وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ،
فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال : لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ،
ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ،
وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ،
فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!! فقال لهم : أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ،
ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا .
وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى : --
أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }(الطور:35-36)
هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به .
الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول
إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق .
والاحتمال الثاني : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ،
وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ،
ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ،
فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ،
وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال :
" كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري .
فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ،
وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png
هذه الحقيقة التي اتفقت العقول على الاعتراف بها - وإن أنكرتها بعض الألسن ظلما وعلوا - ،
فهي من الوضوح بمكان لا تنال منه الشبهات ، وبمنزلة لا يرتقي إليها الشك .
ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
وقد تنوعت دلائل وجود الله سبحانه ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ،
إلى كل ذرة من ذرات الكون ، فالكل شاهد ومقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا .
وأولى هذه الدلائل دليل الفطرة ، ونعني به ما فطر الله عليه النفس البشرية من الإيمان به سبحانه ،
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل فقال :
-- فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }( الروم: 30 )
وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ،
وإن غطته الشبهات ،ونالت منه الشهوات ، إلا أنه سرعان ما يظهر في حالات الصفاء وانكشاف الأقنعة.
وفي الواقع أمثلة كثيرة تدلنا على ظهور الفطرة كعامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان ،
ومن الضلال إلى الهدى ، فذاك ملحد عاين الموت تحت أمواج البحر ،
فبرزت حقيقة الإيمان لتنطق على لسانه أن لا إله إلا الله ،
فلما نجاه الله أسلم وحسن إسلامه .
وحادثة أخرى تتحدث عن طائرة تتهاوى بركابها ،
فتتعالى أصوات الإيمان منهم وقد كانوا من قبل أهل إلحاد وكفر ،
وقد سجل الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية،منها قوله تعالى :-
- وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الاسراء:67).
فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع .
وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ،
ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ،
فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة :
البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ،
وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير .
فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان .
و قد روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ،
وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ،
فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال : لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ،
ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ،
وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ،
فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!! فقال لهم : أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ،
ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا .
وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى : --
أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }(الطور:35-36)
هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به .
الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول
إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق .
والاحتمال الثاني : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ،
وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ،
ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ،
فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ،
وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال :
" كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري .
فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ،
وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.
https://c.top4top.net/p_6337qp4o1.png