عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-11-2018, 08:29 PM
انسكاب حرف
مي محمد غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 6
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 23-05-2024 (10:27 AM)
آبدآعاتي » 243,540[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الكتابة
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي الخيزران.. المستبدة التي قتلت ابنها



الرجال العظام تصنعهم المجتمعات العظيمة، وهذه المجتمعات تتكون من نساء ورجال..
لهذا فأن الحديث عن الحضارات المزدهرة يعني تلقائيا ان هنالك نساء متميزات ساهمن في صنع تلك الحضارة واولئك الرجال.
الخليفة العراقي العباسي الشهير(هارون الرشيد) قد خلده عصره الزاهر، وخلدته ايضا (حكايات الف ليلة وليلة) التي جعلته بطلها الاول، فهو الشخصية التي ترمز الى الذكورة بكل معانيها الايجابية، قوة الحاكم وعدالة الاب وحميمية الصديق.
ولم يكن وحده هذا الخليفة قد تم تخليده، بل ايضا ثمة العديد من النساء من القريبات منه، من اشهرن: امه الخيزران، وزوجته زبيدة، واخته العباسة.
طبعا ان العظمة التاريخية ليس بالضرورة تعني الرحمة والنقاء، لكنها بالضرورة تعني الذكاء والقوة. حيث ان قادة التاريخ في كثير من الاحيان هم قساة ومستبدون.
فلوا اخذنا النساء، فأن (الخيزران) ام (هارون الرشيد)، لم تتواني عن قتل ابنها الاكبر(الهادي) لانه حاول ان يحد من طموحاتها، لتأتي بدلا منه بانها الاصغر الذي شاركته السلطة. هنا عرض مختصر لشخصيات هذه النساء:
الخيزران.. المستبدة التي قتلت ابنها
(الخيزران) قد اختلف المؤرخون حول اصلها، قيل انها جارية بربرية من اليمن، فهي سمراء شبه زنجية، او ربما بربرية من المغرب. قيل ان بدوي قد اختطفها وباعها في مكة للخليفة المنصور؛ فوقع ولده المهدي في غرامها؛ وتزوجها وأصبحت أما لولديه موسى الهادي وهارون الرشيد.
على غير عادة العرب نجحت (الخيزران) في إقناع زوجها الخليفة بتعيين ولديها كوريثين شرعيين له؛ واستبعاد أبناء النساء الأخريات.
ومن بين المبعدين كان أبناؤه من ابنة عمه الخليفة السفاح مؤسس الأسرة الحاكمة. كانت (الخيزران) جميلة؛ ممشوقة القوام وقد بهرت حياتها النخبة من سيدات القوم اللواتي كن يقلدن حليها وتسريحات شعرها.
وكان لها سطوة على كبار الشخصيات في قصر زوجها الخليفة. ولكن كيد النساء لا أول له ولا آخر؛ فعندما تولى ابنها البكر موسى الهادي الخلافة ؛ شعر الهادي بأنه مهدد بطموحات والدته التي كانت تلتقي كبار القادة في قصرها على غير عادة العرب؛ فحاول قتله!
يقول (الطبري) في تاريخه الكبير: حاول الهادي قتل والدته حين أرسل إليها أطعمة في طبق؛ لكن (الخيزران) عملت على أن يتذوق كلب من هذا الطبق أولا وقد سقط الكلب ميتا على الفور.
كانت (الخيزران) تتدخل في تعيين كبار الضباط والولاة والحكام؛ مما ساء ولدها الهادي وأخافه؛ فاستدعاها إلى قصره وقال لها: اسمعي كلامي جيدا؛ أن كل من يذهب إليك من قادتي أو ممن يحيط بي أو من خدمي ليتوسط في أمر ما؛ سوف أقطع رأسه وأصادر أمواله….
ماذا تقصد هذه الجموع التي تقف كل يوم على بابك…؟
أفلا يوجد عندك مغزل يشغلك ومستقر يحجبك عن هذه الوساوس…
انتبهي؛ والويل لك إذا فتحت فمك لمصلحة أي كان.
يقول الطبري : فتركت ابنها وهي لا تكاد تتحسس مكان قدميها؛ فقد أعلنت الحرب بينهما. في الليلة ذاتها أمرت (الخيزران) جواريها الحسان التسلل إلى مخدع ابنها الخليفة حيث ينام وخنقه تحت الوسائد؛ فقد وضعن هؤلاء الوسائد على رأس الحاكم وكأنهن يداعبنه وجلسن عليها حتى لفظ أنفاسه.

قال فيها أبو المعافي :

يا خيزرانُ هناك ثم هناك إن العباد يسوسهم ابناكِ
وعندما سمعت الخيزران بخبر وفاة الهادي قالت في بادئ الأمر: ما افعل، فطلبت منها خادمتها أن تذهب إليه، وتنسى كل الحقد والغضب، فقامت (الخيزران) وهمت للوضوء وصلت عليه.
وبعد هذه الحادثة ذهبت (الخيزران) للحج، وعندما انتهت منه رأت أبا دلامة يصيح عندها، وتبين لها بعد ذلك أنه يريد جارية من جواريها؛ لتقوم بخدمته نظرا لأنه رجل كبير في السن، فلبت طلبه.
تولى ابنها الثاني (هارون الرشيد) الخلافة ودخلت (الخيزران) في صراع جديد مع زوجته زبيدة.
وكانت (الخيزران) سببا فيما وقع بين حفيديها الأمين والمأمون بعد ذلك.
توفيت (الخيزران) ليله الجمعة سنة 173هـ. وقد صلى عليها( الرشيد)، وعندما خرج ُوضع له كرسي ليجلس عليه، فدعا (لفضل بن الربيع) ودفع إليه الخاتم قائلا: كنت أهم أن أوليك فتمنعي أمي فأطيعها.




 توقيع : مي محمد

الجميلة سما كل شئ تزينيه بحضورك حتى توقيعي صار افضل بوجودك ..كل الشكر من قلبي لسموك

اخي الغالي king بحجم السماء شكرا على اهدائك الذي اكسب يومي فرحة ..لا حرمني الله من ابداعك

اخي الغالي king شكرا من كل قلبي على اهدائاتك الجميلة لا حرمني الله منك




رد مع اقتباس