عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 17-06-2025, 04:34 AM
أميرة النساء غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1543
 اشراقتي » Jan 2020
 كنت هنا » 06-08-2025 (02:00 AM)
آبدآعاتي » 370[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » اهتم في أمور الدين الإسلامي
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
100 (9) لَقَدْ خَلَقْنا الْإنسانَ في كَبَدٍ



*﴿لَقَدْ خَلَقْنا الْإنسانَ في كَبَدٍ﴾:*

قال ابن الجوزي رحمه الله:

تأملتُ قوله عز وجل: *﴿لَقَدْ خَلَقْنا الْإنسانَ في كَبَدٍ﴾،* فنظرتُ في التفسير، فقالوا: في شدةٍ، يُكابِدُ شدائدَ الدنيا والآخرة.

*فرأيت أن الآدمي مُعرَّضٌ للمِحَن الدائمة المُتَّصِلة، فإن لم يَجبُرْه الله بالجنة، وإلا اتَّصَلَ التعذيبُ:*

- فإنه حين يكون في بطن أمه *يتأذَّى بروائح المطعومات*...

- فإذا وُضِعَ... *عانى الشدائد في حَلِّه وشَدِّه، ومَشرَبِه ومأكولِه، ولقي البرد والحر،* تارةً يُحبَسُ البولُ، وتارةً يَمتنِع الغائطُ، وتارةً يُسهِلُ، فيُعاني من كل ذلك شدةً.

- فإذا أَلِفَ الثديَ، *فُطِمَ، فعانى الفراق الصعب للمألوف.*

- وكلما دَبَّ وقع، وكلما قام سقط، *فإذا استقام مشيُه، جاءه الحصبى والحُمَّى والجُدَري والخِتان.*

- فإذا سلم وتهيَّأ لِلَّعب مع أقرانه، *حُمِلَ إلى معلم القرآن والخط، فحُصِرَ وحُبِسَ عن أغراضِه، وضُرِبَ.*

- فإذا قارَبَ البلوغَ، *حُمِلَ إلى الدُّكَّان وتعلم المَعاشَ.*

- فبينا هو كذلك، *أزعجه من باطنه توقان الشهوة، فعانى شدةً حتى زُوِّجَ.*

- فما أبصَرَ بين يديه حتى *جاءه ولدٌ، فحمل من همومه وغمومه والكَدِّ عليه ما أنساه نفسَه.*

- فبينا هو مُنهمِكٌ في الكَدِّ على العائلة، فقد استغرقَه ذلك، وشَغَلَه عن نيل شَهَواتِه، *لاح الشَّيْبُ، فتنغَّص العيشُ، وانقطعت الآمالُ، وعلم قرب الفراق لكل محبوبٍ.*

- فإن عُجِّلَ اختلاسُه، وإلا *وقع في تيار الضعف، فمَلَّه أهلُه، وقَلَاه محبوبُه، وتضجَّرَ منه ولدُه.*

هذا، وفي طَيِّ مراحلِه التي ذكرناها من الغموم والهموم والحَسَرات على فوات الأغراض، ما يزيد وينقص على مقدار علو الهمة ونزولها.

ثم *في فراقِه للوالدين والأولاد والأقران والإخوان ما يَقصِم ظهرَ العيش.*

*فما يفتح عينه ليُبصِرَ راحةً، إلا ويَدُ التنغيص قد طرقَتْ ذاك الجفن.*

*فالمسكين مَن ساكَنَ الدنيا أو مالَ إليها بقلبه، وهل هي إلا مَعبَرٌ أو يوم رُزْءٍ وحادي؛ فليصبر على مدة المشقة، وكأنْ قد انصرمت.*

وكل الخاسر مَن باعَ الباقية بهذه الفانية النغصة،
*والسعيد مَن عرف الدنيا حقَّ معرفتِها، وأنها قنطرةٌ للعبور؛ فتأهَّبَ للجَوازِ، واستظهَرَ في الزاد للرحيل إلى النعيم الدائم الذي لا يبقى معه أثرٌ لِما لقي.*

*ولا خيرَ في عيش امرئٍ لم يكن له*
*مــع الله فــي دار الـقـرار نـصـيـبُ*

*فإن تُعجِبِ الدنيا أُناسًا فإنها*
*مـتـاعٌ قليلٌ والـزوال قـريـبُ*

صيد الخاطر (ص 435 - 436).




 توقيع : أميرة النساء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أميرة النساء على المشاركة المفيدة: