عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-12-2018, 09:56 AM
مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 492,540[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي عندما تبكى النزوة





عندما تبكى النزوة
تزول مساحيقها والوانها
فيتضح قبحها الحقيقي.
النزوة هي تلك السكرة التي قالوا أنها حين تذهب
تليها فكرة لا ترحم.
ونادراً ماتبدأ النزوة في المراحل الأولى من العمر ,
ربما لأنها ليست سوى وجبة أضافية
لانسان يمتلك وجبتة الأساسية
فمعظم النزوات التي تنفجر في حياتنا
تظهر في حياتنا لاكمال نقص مــا
أو لسد جوع مــا تفشل في سده وجباتنا الرئيسية .

فــالنزوة التي تبدأ في الظلام وتنتهي في الظلام ,
تتحول مع الوقت الى ذكرى مغلفه بالندم ,
لكن النزوة التي تبدأ في الظلام وتنتهي بالنور
تتحول مع الوقت الى شرخ قد تزيد الذكرى من مساحته واتساعه.

والفرق بين " حكايه " حب و " نزوة " حب ,
أن الأولى قد تدنسها نزوة ,
بينما الثانية قد تظهرها حكاية.
فــالنزوة كــالمطب ,
تفاجئنا في منتصف طريق العمر,
أو منتصف طريق الحكاية ,
أو منتصف طريق الحلم,
وتزداد خسائرها وخطورتها بــازدياد
قوة اصطدامنا بهذا المطب..
المفاجئ.
وبعض النزوات كــومضة البرق ,تبدأ سريعاً,
وتنهتي سريعاً ,لكن قد يليها من الامطار والرعود
مايزلزل من استقرارنــا وأمننــا الكثير.
وللنزوة أقنعة ووجوه عدة,
فبعض النزوات مخادعة تبدأ بقوة حقيقة ,
حتى يخيل الينا أنها مرحلة مهمه من مراحل العمر,
ونستهلك الكثير من الوقت والصحه والنقاش والصوت
للدفاع عنها كــقضية العمر.

ونزوة خبيثة
تجيد أدوار السعادة,
فتسبغ علينا من أثواب السعادة
مـا يصعب علينا التعري منه بسهوله ,
فتبقى تحت غطائها فترة أطول مما يجب.

ونزوة محرمة
تتسرب الينا عامدة متعمدة,
كـصياد ماهر في ماء عكر,
وتنغرس فينا كـجرح طويل الأمد,ولاتغادرنا
الا بعد أن تطمئن الى أن خسائرها فينا لا ترمم.

ونزوة قاسية
تعترض طريق قافلتنا وتجردنا من أمتعتنا ,
وقيمنا ومبادئنا وأحلامنا السابقه
وتتخلى عنا حين لايبقى لنـا سواها.

ونزوة صديقة
تسترنا ونسترها
تبدأ في الظلام وتنتهي بالظلام,
وهذه غالباً مانحتفظ بها في الجانب الأخضر من الذاكرة.

ونزوة منتقمة
تنسف عند اكتشافها أركان حكاية أو علاقة حقيقية
فتخسر العلاقة أو الحكاية وأبطالها
وتفاصيل من العمر والعشرة
لاطاقة لنا على خسرانها .

ونزوة حقيرة
تبدأ بـــأثم وتنهتي بخطيئة
وتترك بصمتها على جبين العمر,
فتسرد البصمة حكاية ضعفنا ,لكل من يمر
من الأجيال بنا ,وهذا النوع من النزوات
لاينسى ولا يموت سريعاً.

ونزوة بشعة
تسلبنا من أنفسنـا الكثير وتدخلنا في غيبوبة من الوهم
لانستيقظ منها الا استيقاظ الموتى ,
فتصاحبنا بعدها حالة من الذهول تبقى طويلاً وعميقــاً.

ونزوة كــالصفعة
نحتاج الى الكثير من الألم والمحاولات,
حتى نتمكن من مسح آثــار ذلها من وجوهنا
والبدء بوجوه لم تتذق طعم صفعتها.

ومهما تعددت أنواع النزوات
أو أختلفت بشاعة نهايـاتهـا
الا أن كل بدايـاتها ممتعة .
فــعالم النزوة دائمــاً
وردي اللون,
مسكر كـالخمر,
دافىء كـالحلم .
فــان قررتم يومــاً مغادرة نزواتكم ,
فلا تغسلوا وجوهها قبل الرحيل ,
حتى لايتضح لكم قبحها الحقيقي
فــالنزوة أحيــانــاً
تتحول الى مرآة تعكس
لمرتكبها تفاصيل
يود قذفها في محرقة
الأيــام والنسيـــان




 توقيع : مرافئ الذكريات




*

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مرافئ الذكريات على المشاركة المفيدة: