عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-01-2019, 08:06 PM
علاااء متواجد حالياً
 
 عضويتي » 30
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (08:40 PM)
آبدآعاتي » 453,593[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرياضة والقرأءة وللرحلات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي يوم أن بكت شجرة التفاح.....بقلمي لعبق الياسمين



QUOTE=;55156]


















"يوم أن بكت شجرة التفاح"

أعرفه منذ ما يقارب الثانية والعشرين عاما ..عندما كنت أذهب ممسكا بيد والدي ألي المقهى الكبير بوسط الميدان الشهير المعروف بارقي احياء باريس.
كان عمري وقتها يقارب الستة اعوام كنت احب جدا سماع مايقصه علينا انا ووالدى من حكايات وقصص شيقة..كان يعمل في سفارة بلده..موظفا بسيطا وعندما تراه للوهلة الأولي تظن أنه مسئول بالسفارة او شخصية مرموقة لمظهره المحترم الوقور...
ابتسامته لاتكاد تفارق فمه ألا في لحظات تجده حانقا أو غاضبا علي نظام العمل في السفارة.. وتراه دائما متمتما بكلمات علي شفتيه ..عندما سألته ماذا تقول ولا نسمعك فكان يجيبنى أذكر الله دائما ياأبنى كلمات أثقل من جبل أحد في الميزان يوم القيامة.."سبحان الله وبحمده...سبحان الله العظيم"
عم عبد الرحمن تخرج في جامعة بلده وأتجه للعمل الفندقي ثم ألتحق بالتدريس وأخيرا قادته قدماه ألى هنا وما أدراك ماهنا..عاصمة النور...أو بلد الجن والملائكة كما كان يطلق عليها عميد الادب العربي الراحل طه حسين في روايته الشهيرة الأيام... ..










عندما سألته هل كان يروق لك التنقل من عمل لآخر..؟ كان يقول انه في كل مكان وكل يوم يتعلم الجديد فخبرته بالحياه تزداد من الأحتكاك بالبشر..
وعندما سألته لماذا وأنت عندك من الخبرة واللغة والشهادات الجامعية لماذا لم تلتحق بأي عمل اخر أفضل من ذلك..؟
يا أبني هذه سفارة بلدي أشعر فيها بأنني مازلت أضع قدماي علي تراب بلدي أشعر بالأطمئنان..!!
كان متزوجا ورزق بولدان لم يكونا عاديين فقد فقدا نعمة السمع والكلام ولم يدخر وسعا في علاجهم من طبيب لاخر ولكن أرادة الله كانت هكذا أن يظلا بهذه الحالة كان يتألم كثيرا عندما ينظر أليهما ويحاول لأن يحادثهما يتمنى ان يعلمهما دين أجداده ..حفظ القرآن والصلاة ولكن كان التواصل معهما غاية في الصعوبة فلم يكونا يفهما الا بلغة الأشارة التى تعلماها من المدرسة الخاصة التى ينتميان أليها..!
كان يكتم ذلك كله في نفسه حتى لا تلاحظ ذلك عليه زوجته ويزداد حزنها بسببهم..كان راضيا ومقتنعا بما قسمه الله لهما..
كانت الطامة الكبري عندما ذهب هو وزوجته لفحص طبي روتينى وفوجيء بأصابتها بالمرض اللعين..!!
ولا أنسي ذلك اليوم الذي كان يتكلم عنها فيه وعيناه تمتلئان بالدموع... :نظرت أليها وقلبي يعتصر ألما وحسرة وقد أخذ منها المرض مأخذا فاكتسي وجهها بشحوب وقد ذبلت عينيها ..ذبلت وريقات الورد كانت تكتسي بها وجنتيها..عندما كانت تتكلم تستمع لصوت موسيقي خاصة تخرج من شفتيها..






هكذا ترقد مستسلمة لقضاء الله وقدره..عندما سألها الطبيب المعالج ألا تخافين من الموت ؟ قالت لا أخاف فأنا مسلمة مؤمنة بقضاء الله وقدره تعجب الطبيب الفرنسي من هذه المرأة القوية وكيف انها لا تخاف المرض ولا الموت..

كان الشيء الوحيد الذي يبكيها ان أطفالها مازالوا صغاراً ويحتاجون أليها..يتذكر أخر شيء تناولته من طعام في فمها كان لحما أعده لها وكانتت قد طلبته منه وجلس الي جانبها علي فراش المرض الأخير وكان يطعمها بيده...حتى توقفت عن الأكل وكان هذا اخر شيء ...حيث دخلت بعدها في غيبوبة لم تفيق منها !!

غرابة الأمر ياولدي ليست في الحياة والموت فهو كله بيد الله ولكل أجل كتاب...!!

أتدري يا أبنى...كان لدينا في حديقة المنزل شجرة تفاح كانت زوجتى رحمها الله تحبها كثيرا وتحب ان تحادثها ولا أعرف في أي شيء..كانت تحب جدا ثمار التفاح التى تجود بها وكانت تعطي منها الكثير لصديقاتها وجيرانها وما بخلت أبدا شجرة التفاح من أن تجود بثمارها..!
في هذا العام الذي توفيت فيه لم تجود شجرة التفاح بثمرة واحدة ...!!
عندما كنت أرى تلك الشجرة بعد ذلك كنت أعتقدها تبكي لفراق زوجتى وصديقتها التى كان يطيب لها ان تجلس اسفلها وتتكلم معها...!
ومازال عم عبد الرحمن يجلس في نفس مقعده الذي كنت أراه فيه منذ العشرين عاما ..!
ولا يزال...يسعد كثيرا لرؤيتى ويحادثنى كثيرا ولا يمل من تكرار نفس القصة التى قصها من قبل منذ ما يقرب من الخمسة عشرة عاما...

كيف بكت شجرة التفاح لوفاة زوجته...!!

بقلمي....عــــلاااء

أشتركت في مسابقة سابقة لعيون الريم وحصلت علي المركز الأول








[/QUOTE]




 توقيع : علاااء




لا أله ألا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين
أستغفرك من الذنوب والخطايا وأتوب أليك







شكرا سما الموج علي التوقيع الرائع يعطيك العافية

رد مع اقتباس
6 أعضاء قالوا شكراً لـ علاااء على المشاركة المفيدة:
, , , , ,