عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-01-2019, 06:48 PM
حور غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 475
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 25-06-2024 (09:27 PM)
آبدآعاتي » 6,938[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
 
افتراضي تأملات وفوائد من قوله تعالى: {يحبهم ويحبونه}



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والحمدلله رب والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
اعلم أيها المبارك أن المحبة بين الله وعباده محبة متبادلة ؛ لقوله ﷻ { يحبهم ويحبونه } ، والمحبة الصادقة توجب التعلق بالمحبوب والسعي لإرضائه ، أما زعم المحبة دون بذل الأسباب التي تستدعي تحقيق محبة المحبوب فهو مجرد كلام قلما يصدق صاحبه ؛ لقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ؛ فمحبه الله توجب طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى الله عنه وزجر والاتباع لسنه رسوله وأمينه على وحيه محمد ﷺ .
وقال الشافعي رحمه الله :
تعصي الإله و أنت تزعم حبه - هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقًا لأطعته - إن المحب لمن يحب مطيع
وإن تحققت محبة الله للعبد تحققت ولايته له وحفظه ورعايته للحديث القدسي :
" من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه " .*
وهذا كمال محبة الله للعبد الناتج عن تقرب العبد لربه بما يرضيه .
أما في الآية { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا ... }
فالند هو الشبيه والنظير ، وتعالى الله أن يكون له ذلك ؛ { فليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .
واتخاذ الأنداد يكون ببذل المحبة المذكورة سابقًا إليهم ، بالتعلق والحرص على الإرضاء ، وقد فعلها المشركون مع أوثانهم بزعم { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } .
فصرفوا ما يجب أن يُصرف لله وحده إلى أوثانهم المزعومة ، أما مشركو زماننا فقد كانت لهم أوثان من بشر أو عقائد أو مبادئ باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ، فصرفوا أسباب المحبة والتعلق والبذل والتضحيات لغيره تعالى، وصرفوا أشكال المحبة من توكل وخوف ورجاء بالمخلوقين دون الخالق، فضلوا وأضلوا !
نسأل الله السلامة والعافية




 توقيع : حور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ حور على المشاركة المفيدة:
,