عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 22-01-2019, 03:16 PM
وهج الكبرياء غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 494
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 06-02-2021 (12:33 AM)
آبدآعاتي » 380,417[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي شرح حديث ( إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه ...) من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله







عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه )) .
وعن عبد الله ين دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة ، فسلم عليه عبد الله بن عمر ، وحمله على حمارٍ كان يركبه ، وأعطاه عمامة كانت على رأسه ، قال ابن دينار : فقلنا له أصلحك الله إنهم الأعراب وهم يرضون باليسير ، فقال عبد الله بن عمر : إن هذا كان وداً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله يقول: ((إن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه))
وفي رواية عن ابن دينار عن ابن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا ملّ ركوب الراحلة ، وعمامة يشد بها رأسه فبينا هو يوماً على ذلك الحمار إذ مر به أعرابي ، فقال : ألست فلان ابن فلان ؟ قال بلى . فأعطاه الحمار ، فقال : اركب هذا ، وأعطاه العمامة وقال : اشدد بها رأسك ، فقال له بعض أصحابه : غفر الله لك ! أعطيت هذا الأعرابي حماراً كنت تروَّح عليه ، وعمامة كنت تشد بها رأسك ؟ فقال ؟ : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي)) وإنَّ أباه كان صديقاً لعمر رضي الله عنه . روى هذه الروايات كلها مسلم .


الـشـرح


لما ذكر المؤلف رحمه الله ـ أحكام بر الوالدين وصلة الأرحام ؛ ذكر أيضاً حكام صلة من يصل الوالدين والأرحام ، وذلك للعلاقة التي بينهم وبين أقاربه ، أو بينهم وبين والديه ، ثم ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما ـ وهي قصة غريبة ـ كان ابن عمر رضي الله عنه إذا خرج إلى مكة حاجاً يكون معه حمار يتروح عليه إذا مل الركوب على الراحلة ـ أي البعير ـ فيستريح على هذا الحمار ثم يركب الراحلة .
وفي يوم من الأيام لقيه أعرابي فسأله ابن عمر : أنت فلان ابن فلان ؟ قال : نعم ، فنزل عن الحمار وقال : خذ هذا اركب عليه ، وأعطاه عمامة كان قد شد بها رأسه ، وقال لهذا الأعرابي : اشدد رأسك بهذا .
فقيل لعبد الله بن عمر : أصلحك الله أو غفر الله لك ! إنهم الأعراب ، والأعراب يرضون بدون ذلك ، يعنون : كيف تنزل أنت عن الحمار تمشي على قدميك ، وتعطيه عمامتك التي تشد بها رأسك ، وهو أعرابي يرضى بأقل من ذلك .
مات أبو الرجل أو أمه أو أحد من أقاربه أن تبر أهل وده ، يعني ليس صديقه فقط بل حتى أقارب صديقه .
وإن أبا هذا كان صديقاً لعمر أي : لعمر بن الخطاب أبيه ، فلما كان صديقاً لأبيه ؛ أكرمه براً بأبيه عمر رضي الله عنه .
وفي هذا الحديث دليل على امتثال الصحابة ، ورغبتهم في الخير ومسارعتهم إليه ؛ لأن ابن عمر استفاد من هذا الحديث فائدة عظيمة ، فإنه فعل هذا الإكرام بهذا الأعرابي من أجل أن أباه كان صديقاً لعمر ، فما ظنك لو رأى الرجل الذي كان صديقاً لعمر ؟ لأكرمه أكثر وأكثر .
فيستفاد من هذا الحديث أنه إذا كان لأبيك أو أمك أحد بينهم وبينه ود فأكره ، كذلك إذا كان هناك نسوة صديقات لأمك ؛ فأكرم هؤلاء النسوة ، وإذا كان رجال أصدقاء لأبيك ؛ فأكرم هؤلاء الرجال ، فإن هذا من البر .
وفي هذا الحديث أيضاً : سعة رحمة الله عز وجل حيث إن البر بابه واسع لا يختص بالوالد والأم فقط ؛ بل حتى أصدقاء الوالد وأصدقاء الأم ، إذا أحسنت إليهم فإنما بررت والديك فتثاب ثواب البار بوالديه .
وهذه من نعمة الله عز وجل ، أن وسع لعباده أبواب الخير وكثرها لهم ، حتى يلجوا فيها من كل جانب ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا والمسلمين من البررة ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .








 توقيع : وهج الكبرياء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ وهج الكبرياء على المشاركة المفيدة:
,