عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-03-2019, 01:58 PM
مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 33,982[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
عناق المفاجآت » سجل الهدايا رحيق المفاجات
 
مزاجي:
 
افتراضي الصحابي محمد بن مسلمة رضي الله عنه




«وهو الَّذِي* ‬كَفَّ* ‬أَيْدِيَهُمْ* ‬عَنْكُمْ* ‬وَأَيْدِيَكُمْ* ‬عَنْهُمْ*‬بِبَطْنِ* ‬مَكَّةَ* ‬مِنْ* ‬بَعْدِ* ‬أَنْ* ‬ أَظْفَرَكُمْ* ‬عَلَيْهِمْ* ‬وَكَانَ* ‬اللهُ* ‬بِمَا تَعْمَلُونَ* ‬بَصِيراً»، (‬الفتح*:‬ 24).
قبيل توقيع صلح الحديبية بين المسلمين ومشركي* ‬مكة في* ‬العام السادس للهجرة،* ‬كانت قريش قد بدأت تفكر جدياً* ‬في* ‬الصلح،* ‬فأرادت مجموعة من شباب قريش أن* ‬يقطعوا كل طريق للصلح،* ‬وعملوا على فرض القتال على المسلمين وعلى القرشيين،* ‬فتسللت هذه المجموعة وهم حوالي* ‬خمسين من المشركين،* ‬إلى معسكر المسلمين ليلاً،* ‬وكان محمد بن مسلمة رضي* ‬الله عنه على رأس مجموعة من المجاهدين في* ‬انتظارهم،* ‬فاعتقلهم،* ‬وساق الصيد الثمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أمكن الله منهم،* ‬فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطلاقهم تأكيداً* ‬على نيته في* ‬الصلح،* ‬ونزل في* ‬ذلك قوله تعالى*: «‬وَهُوَ* ‬الَّذِي* ‬كَفَّ* ‬أَيْدِيَهُمْ* ‬عَنْكُمْ* ‬وَأَيْدِيَكُمْ*‬عَنْهُمْ* ‬بِبَطْنِ* ‬مَكَّةَ* ‬مِنْ* ‬بَعْدِ* ‬أَنْ* ‬أَظْفَرَكُمْ* ‬عَلَيْهِمْ* ‬وَكَانَ* ‬اللهُ* ‬بِمَا تَعْمَلُونَ* ‬بَصِيراً »، (‬الفتح*:‬ 24).
محمد بن مسلمة بن سلمة هو رجل المهام الصعبة،* ‬وقائد سرايا العمليات الخاصة في* ‬عهد النبي* ‬صلى الله عليه وسلم،* ‬وهو المفتش العام في* ‬عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه* ‬وهو من اعتزل الفتنة الكبرى،* ‬وكسر سيفه على صخرة،* ‬وبقي* ‬في* ‬بيته حتى وافته منيته،* ‬وخلف وراءه من الولد عشرة نفر،* ‬وست نسوة*.‬
ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة،* ‬وكان ممن سمي* ‬في* ‬الجاهلية محمداً،* ‬أسلم بالمدينة على* ‬يد مصعب بن عمير،* رضي الله عنه، ‬وآخى النبي* ‬صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي* ‬عبيدة بن الجراح رضي الله عنه،* ‬وشهد بدراً،* ‬وأحداً،* ‬وكان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم* ‬يومئذٍ* ‬حين ولى* ‬الناس،* ‬وشهد المشاهد كلها،* ‬عدا* ‬غزوة تبوك التي* ‬استخلفه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة*.‬
في مقدمة الصفوف
لن تفقده عند كل مهمة صعبة،* ‬دائماً في* ‬مقدمة الصفوف المقاتلة في* ‬سبيل الله والدفاع عن المسلمين،* ‬فكان هو قائد حرس معسكر المسلمين على مقربة من مكة،* ‬ولما بيّت* ‬يهود بني* ‬النضير قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم،* ‬وهو بين* أ‬يديهم،* ‬قالوا*: ‬فمن* ‬يعلو على هذا البيت فيلقي* ‬عليه صخرة ويريحنا منه؟ ‬فانتدب لذلك عمرو بن جحاش،* ‬فقال*: ‬أنا لذلك،* ‬فصعد ليلقي* ‬عليه صخرة،* ‬والرسول صلى الله عليه وسلم في* ‬نفر من أصحابه، فيهم أبو بكر وعمر وعلي* ‬رضي* ‬الله عنهم،* ‬فأتى الخبر من السماء بما أراد القوم،* ‬فقام النبي* ‬صلى الله عليه وسلم راجعاً* ‬إلى المدينة،* ‬وبعث محمداً بن مسلمة* ‬يأمر بني* ‬النضير بالخروج من جواره،* ‬،* ‬وقد أجّلهم عشرة أيام فمن وجده بعد ذلك ضرب عنقه،* ‬ثم حاصرهم زمناً* ‬حتى قذف الله في* ‬قلوبهم الرعب،* ‬وخرج اليهود من المدينة إلى خيبر،* ‬وعاد المسلمون من حصار بني* ‬النضير أكثر قوة،* ‬ومنعة*.‬
بعد فشل الأحزاب،* ‬ورحيلهم عن حصار المدينة المنورة،* ‬رفع النبي* ‬صلى الله عليه وسلم شعار*: (‬الْآنَ* ‬نَغْزُوهُمْ* ‬وَلَا* ‬يَغْزُوننَا*)‬،* ‬فوجه السرايا الإسلامية لعقاب الذين شاركوا في* ‬حصار المسلمين،* ‬وكانت أولى هذه الحملات ‬سرية محمد بن مسلمة رضي* ‬الله عنه إلى منطقة تعرف بالقرطاء على بُعد أكثر من ثلاثمئة كم من المدينة المنورة،* ‬وكانت هذه السرية موجهة إلى بطن بني* ‬بكر بن كلاب، وكانت من قبائل نجد التي* ‬اشتركت في* ‬حصار المدينة في* ‬غزوة الأحزاب،* ‬وكانت السرية تضم ثلاثين فارساً، وقد* ‬ألقى الله عز وجل الرعب في* ‬قلوب بني* ‬بكر،* ‬ففروا وتفرقوا في* ‬الصحراء،* ‬وقتل منهم عشرة،* ‬وساق ابن مسلمة وسريته عدداً* ‬كبيراً* ‬من الإبل والشاء بلغ* ‬مئة وخمسين من الإبل،* ‬وثلاثة آلاف من الشاء،* ‬وزادت هيبة المسلمين،* ‬وارتفعت معنوياتهم*.‬
ولم تكن هذه السرية أولى السرايا التي* ‬قادها محمد بن مسلمة،* ‬ولا كانت آخرها،* ‬فقد بعثه صلى الله عليه وسلم على رأس خمس عشرة سرية،* ‬وكان ابن مسلمة* ‬يفخر بذلك ويقول*: «‬يا بني* ‬سلوني* ‬عن مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني* ‬لم أتخلف عنه في* ‬غزوة قط،* ‬إلا واحدة في* ‬تبوك خلّفني* ‬على المدينة،* ‬وسلوني* ‬عن سراياه صلى الله عليه وسلم فإنه ليس منها سرية تخفى علي،* ‬إما أن أكون فيها،* ‬أو أن أعلمها حين خرجت*».‬
محاسبة الولاة
وفي* ‬خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي* ‬الله عنه استعان بمحمد بن مسلمة في* ‬متابعة الولاة،* ‬ومحاسبتهم،* ‬والتأكد من الشكاوى التي* ‬تأتي* ‬ضدهم،* ‬فكان موقع محمد بن مسلمة كالمفتش العام في* ‬دولة الخلافة*. ‬
ويُروى في* ‬ذلك كثير من الروايات منها أن عمر رضي* ‬الله عنه علم أن سعداً بن أبي* ‬وقاص وكان واليه على العراق،* ‬بنى قصراً* ‬له في* ‬الكوفة،* ‬وبلغ* ‬عمر أن سعداً قال* (‬وقد سمع أصوات الناس من الأسواق*)‬: سكنوا عني* ‬الصويت* (‬النداء*)‬،* ‬وجعل على القصر باباً،* ‬فبعث محمداً بن مسلمة إلى الكوفة،* ‬يقول الراوي*: ‬وكان عمر إذا أحب أن* ‬يؤتى بالأمر كما* ‬يريد بعثه،* ‬وكانت مهمته محددة حسب أوامر أمير المؤمنين* ‬أن* ‬يحرق باب القصر ثم* ‬يرجع،* ‬فلما قدم أخرج زنده،* ‬وأورى ناره،* ‬وابتاع حطباً* ‬بدرهم،* ‬وقيل لسعد إن رجلاً* ‬فعل كذا،* ‬وكذا،* ‬ولما وصفوه له عرفه وقال*: ‬ذاك محمد بن مسلمة،* ‬فخرج إليه،* ‬فقال محمد: إنه بلغ* ‬أمير المؤمنين عنك أنك قلت: انقطع الصويت،* ‬فحلف سعد بالله ما قال ذلك،* ‬فقال*: ‬نؤدي* ‬عنك الذي* ‬تقوله ونفعل ما أمرنا به،* ‬فأحرق الباب،* ‬وأقبل سعد* ‬يعرض على ابن مسلمة أن* ‬يزوده،* ‬فأبى ثم ركب راحلته* ‬يريد المدينة،* ‬فوصلها،* ‬ولم تستغرق رحلته منها إلى الكوفة ذهاباً* ‬وإياباً* ‬غير تسعة عشر* ‬يوماً* ‬وليلة،* ‬قدم بعدها على عمر فقال*: ‬لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تؤد عنا،* (‬من قصر المدة وسرعة الأداء*) ‬فقال محمد*: ‬بلى قد فعلت،* ‬وهو أرسل* ‬يقرأ السلام،* ‬ويعتذر،* ‬ويحلف بالله ما قاله،* ‬فصدقه عمر*.‬
ومن مهامه التي* ‬أرسله عمر إليها،* ‬محاسبة الولاة على ثرواتهم وأموالهم،* ‬ومن ذلك ما جرى مع عمرو بن العاص والي* ‬مصر رضي الله عنه،* ‬وكانت مهمة محمد بن مسلمة أن* ‬يقاسمه ماله،* ‬فأهدى إليه عمرو بن العاص هدية فردها،* ‬فغضب عمرو وقال*: ‬يا محمد لم رددت هديتي* ‬فقد أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمي* ‬من ذات السلاسل فقبل، ‬فقال له محمد*: ‬إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان* ‬يقبل بالوحي* ‬ما شاء،* ‬ويمنع ما شاء،* ‬ولو كانت هدية الأخ لأخيه لقبلتها،* ‬ولكنها هدية إمام شر من خلفها،* ‬فقال عمرو*: ‬قبح الله* ‬يوماً* ‬صرت فيه لعمر بن الخطاب والياً،* ‬والله لقد رأيت العاص بن وائل* (‬يقصد أباه*) ‬يلبس الديباج المزرر بالذهب،* ‬وإن الخطاب ليحمل الحطب بمكة على حماره،* ‬فقال له محمد بن مسلمة*: ‬أبوه وأبوك في* ‬النار،* ‬وعمر خير منك،* ‬ولولا اليوم الذي* ‬أصبحت تذم لأُلفيتَ* ‬مُعتقلاً* ‬عنزاً* ‬يسرك* ‬غُزرُها ويسوؤك بَكرُها،* (‬والمقصود أنه لولا هذا اليوم الذي* ‬تذمه الآن لكنت في* ‬بيتك لا شغل لك* ‬غير الإمساك بعنزة تنتظر أن تدر عليك من لبنها* ‬يسرك أن* ‬يكون لبنها* ‬غزيراً* ‬ويسوؤك ذكرها الذي* ‬لا لبن له*)‬،* ‬فقال عمرو*: ‬هي* ‬فلتة المُغضَب،* ‬وهي* ‬عندك أمانة،* ‬ثم أحضر ماله فقاسمه،* ‬حتى قسم نعليه*.‬
اعتزال الفتن
عاش قوياً في* ‬الحق ثابتاً* ‬عند الملمات،* ‬شجاعاً* ‬لا* ‬يخشى في* ‬الحق لومة لائم،* ‬وقد سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه*: ‬كيف تراني* ‬يا محمد؟ ‬فقال*: ‬أراك والله كما أحب،* ‬وكما* ‬يحب من* ‬يحب لك الخير،* ‬أراك قوياً* ‬على جمع المال،* ‬عفيفاً* ‬عنه،* ‬عدلاً* ‬في* ‬قسمه،* ‬ولو ملت عدلناك كما* ‬يُعدل السهم في* ‬الثقاف،* ‬فقال عمر*: ‬هاه،* ‬فكررها محمد*: ‬لو ملت عدلناك كما* ‬يُعدل السهم في* ‬الثقاف،* ‬فقال عمر*: ‬الحمد لله الذي* ‬جعلني* ‬في* ‬قوم إذا ملت عدلوني*.‬
أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً* ‬وأوصاه قائلاً*: (‬قاتل به المشركين ما قاتلوا،* ‬فإذا رأيت المسلمين قد أقبل بعضهم على بعض،* ‬فائت أحداً* ‬فاضربه به حتى تقطعه،* ‬ثم اجلس في* ‬بيتك حتى تأتيك* ‬يد خاطئة أو منية قاضية*)‬،* ‬وظل على وصية حبيبه صلى الله عليه وسلم فاعتزل الفتن،* ‬وأقام بالربذة حتى اقتحم عليه المنزل أحد الأشقياء فقتله،* ‬سنة ثلاث وأربعين هجرية،* ‬ودفن إلى جانب الصحابي* ‬الجليل أبي* ‬ذر الغفاري رضي الله عنه بالربذة*.





 توقيع : مرافئ الذكريات

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس