عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 24-05-2017, 08:45 PM
سمو الملكة غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 32
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 14-09-2018 (08:56 PM)
آبدآعاتي » 6,805[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الانترنت
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
فتنة المسيح الدجال





. فتنة المسيح الدجال

لفظ الدجال على وزن فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية ، وأصل الدجل معناه : الخلط ، يقال : دجل إذا لبس وموه ، وجمع دجال : دجالون ، ودجاجلة .
وسمي الدجال دجالا ؛ لأنه يغطي الحق بباطله ، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم .
المراد بالدجال هنا : الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام .
وخروجه من الأشراط العظيمة المؤذنة بقيام الساعة ، وفتنته من أعظم الفتن والمحن التي تمر على الناس ، ويسمى مسيحا ؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما ، ولفظة المسيح تطلق على الصديق ، وهو عيسى عليه السلام ، وعلى الضليل الكذاب وهو الأعور الدجال انظر : النهاية في غريب الحديث : ( 4 / 326 ) ، ولسان العرب ( 2 / 594 ) . .
قال القرطبي : " واختلف في لفظة المسيح لغة على ثلاثة وعشرين قولا ، ذكرها الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه مجمع البحرين ، وقال : لم أر من جمعها قبلي ممن رحل وجال ولقي الرجال " التذكرة للقرطبي : ( 2 / 679 - 683 ) . .
والمقصود بالمسيح هنا مسيح الضلالة الذي يفتن الناس بما يجري على يديه من الآيات ، كإنزال المطر وإحياء الأرض ، وبما يظهر على يديه من عجائب وخوارق للعادات ، وأما مسيح الهدى فهو عيسى ابن مريم عليه السلام الذي سيأتي الكلام عليه .
- ص 94 - وقد تواترت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر خروج الدجال في آخر الزمان والتحذير منه ، حيث وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته وصفا دقيقا لا يخفى على ذي بصيرة ، كما حذر منه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبله أممهم ووصفوه لهم أوصافا ظاهرة .
ومن الأحاديث الواردة في ذلك حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : البخاري الفتن (6705) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (169) ، الترمذي الفتن (2235) ، أحمد (2/135). قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال فقال : " إني لأنذركموه ، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه ، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه ، إنه أعور ، وان الله ليس بأعور .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : البخاري أحاديث الأنبياء (3160) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2936). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه ؟ إنه أعور ، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار ، فالتي يقول إنها الجنة هي النار ، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 4 / 2250 ) . .
وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : البخاري أحاديث الأنبياء (3256) ، مسلم الإيمان (169) ، أحمد (2/144). أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما بين ظهراني الناس الدجال فقال : " إن الله تعالى ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية " أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 4 / 2250 ) . .
- ص 95 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : البخاري الفتن (6713) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2938) ، أحمد (3/36). حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال : " يأتي الدجال ، وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة ، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو من خير الناس - فيقول له : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ، فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ، أتشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا ، فيقتله ثم يحييه ، فيقول : والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم الآن ، قال : فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البخاري الفتن (6712) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2933) ، الترمذي الفتن (2245) ، أبو داود الملاحم (4316) ، أحمد (3/250). ما بعث نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور ، ومكتوب بين عينيه ك . ف . ر .
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : مسلم الفتن وأشراط الساعة (2937) ، الترمذي الفتن (2240) ، أبو داود الملاحم (4321) ، ابن ماجه الفتن (4075) ، أحمد (4/182). ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة ، فخفض فيه ورفع ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه ، عرف ذلك فينا ، فقال : " ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ، ذكرت الدجال الغداة ، فخفضت فيه ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فقال : " غير الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شاب قطط ( قطط ) أي صاحب الشعر الشديد الجعودة . النهاية في غريب الحديث ( 2 / 81 ) . عينه طافئة ، كأني - ص 96 - أشبهه بـ ( عبد العزى بن قطن ) فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، إنه خارج خلة بين الشام والعراق ، فعاث يمينا ، وعاث شمالا ، يا عباد الله فاثبتوا . قلنا : يا رسول الله ، وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ، قلنا : يا رسول الله فذاك اليوم الذي كسنة : أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا ، اقدروا له قدره ، قلنا : يا رسول الله ، وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كان ذرا وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم ، فيردون عليه قوله . قال : فينصرف عنهم ، فيصبحون ممحلين ( ممحلين ) : الممحل : الذي أجدبت أرضه وقحطت وغلت أسعاره . لسان العرب ( 17 / 617 ) . ليس بأيديهم شيء من أحوالهم ، ويمر بالخربة ، فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فيتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا ، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين ، رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ، ويتهلل وجهه يضحك ، فبينما هو كذلك ، إذ بعث الله المسيح ابن مريم عليه السلام ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى - ص 97 - يدركه بباب لد ، فيقتله ، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوما قد عصمهم الله منه ، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم : إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم ، فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه ، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار ، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف ( النغف ) هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم . واحدتها نغفة . النهاية في غريب الحديث ( 5 / 87 ) . في رقابهم فيصبحون فرسى ، كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض ، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ( زهمهم ) : أي دسمهم وريحهم المنتنة ، وأراد أن الأرض تنتن من جيفهم . المصدر السابق ( 2 / 313 ) . ونتنهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك ، وردي بركتك ، فيومئذ كل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل ، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ، فبينما هم كذلك ، إذ بعث الله ريحا طيبا ، فتأخذهم تحت آباطهم ، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم ، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 4 / 2255 ) . .
- ص 98 - قال الخطابي - رحمه الله - : " هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده ، وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده ، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى ، من إحياء الميت الذي يقتله ، ومن ظهور زهرة الدنيا ، والخصب معه ، وجنته وناره ونهريه ، واتباع كنوز الأرض له ، وأمره السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته ، ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره ، ويبطل أمره ويقتله عيسى صلى الله عليه وسلم ويثبت الله الذين آمنوا . هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار ، خلافا لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة وخلافا للبخاري المعتزلي وموافقيه من الجهمية وغيرهم في أنه صحيح الوجود ، ولكن الذي يدعي مخارق وخيالات لا حقائق لها . وزعموا أنه لو كان حقا لم يوثق بمعجزات الأنبياء صلى الله عليه وسلم - ص 99 - ، وهذا غلط من جميعهم ؛ لأنه لم يدع النبوة فيكون ما معه كالتصديق له ، وإنما يدعي الإلهية وهو في نفس دعواه مكذب لها بصورة حاله ، ووجود دلائل الحدوث فيه ونقص صورته وعجزه عن إزالة العور الذي في عينيه ، وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه ، ولهذه الدلائل وغيرها لا يغتر به إلا رعاع من الناس لسد الحاجة والفاقة رغبة في سد الرمق أو تقية وخوفا من أذاه ؛ لأن فتنته عظيمة جدا تدهش العقول وتحير الألباب مع سرعة مروره في الأرض فلا يمكث بحيث يتأمل الضعفاء حاله ، ولهذا حذرت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من فتنته ونبهوا على نقصه ودلائل إبطاله . وأما أهل التوفيق فلا يغترون ولا يخدعون بما معه لما ذكرناه من الدلائل المكذوبة له مع ما سبق لهم من العلم بحاله ، ولهذا يقول الذي يقتله ثم يحييه : ما ازددت فيك إلا بصيرة " شرح صحيح مسلم للنووي ( 18 / 58 - 59 ) . .






 توقيع : سمو الملكة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس