منتديات عبق الياسمين - عرض مشاركة واحدة

#1 31-03-2019, 05:22 PM

ساعات كتير بنسمع الناس بتقول على حد متشدد
لكن فعلاً هل بيكون الشخص ده متشدد ؟
هو ده موضوعنا
* أنت ليه متشدد ؟!! متزمت ؟!! معقد ؟!!
طيب أشرح الأول معنى التشدد الحقيقى بعد كده أجاوب على قصدك
قد روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
(إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا
وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).
فسددوا : أى الزموا الصواب من غير إفراط وتفريط ..
قاربوا : أى إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه ..
يعنى نفهم من الحديث إن الدين يسر والمفروض أننا نعمل الصح : )

* طيب ايه هو الصح ؟
الصح أننا نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
والسلف الصالح وقد ذكر فى حديث فى صحيح البخارى :
(قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر
ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم إليهم فقال
أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني
أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)
وعلشان تعرف يعنى ايه الدين يسر شوف الموضوع ده
(إيه التشدد اللي إنت فيه ده ..زهقتنا يا أخي !! )

لكن بقى الـ أنت تقصده بالتشدد مش تشدد خالص ، والأدلة :
(إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن
كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه
ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام ...) رواه البخارى ومسلم
المشتبهات : هي أمور ليست بواضحة الحل ولا الحرمة
فلهذا لا يعرفها كثير من الناس ولا يعلمون حكمها.
يبقى الترك الشبهات مش متشدد ولا متزمت ولا معقد ..
لكنه استبرأ لديـنه وعـرضه والذى لم يترك الشبهات وقع فى الحرام ..
وقال الله سبحانه وتعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان﴾
يعنى ما أدى الى حرام فهو حرام ..
وقال الله عز وجل ﴿فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾
وقال الله سبحانه وتعالى لموسى ﴿وكتبنا له في الألواح من كل شيء
موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها﴾
وقال الله أيضاً ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [هود:7]
﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف:7]
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك:2]
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا : ليختبركم أيكم أورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله
إذاً هذا ليس تشدد بل منافسة على الجنة !
وقد قال الله عز وجل ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾
أي يتسابقوا في المبادرة إليه بالأعمال الموصلة إليه ...
وقال أيضاً :﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم
شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير﴾
«وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلاهُ
قَالـَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُـولَ اللَّهِ! أَتَصْـنَعُ هَـذَا وَقَـدْ غُـفِـرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ
وَمَا تَأَخَّرَ! فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ! أَفَلا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً»(أخرجه مسلم) .
وقال الله عز وجل :﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا
أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا﴾

يبقى البـيتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ورأى الصحابة والسلف الصالح وكبار العلماء ..
عمره ما يبقى متشدد ، ولا متزمت ، ولا معقد ..
ويبقى أنت لما حكمت عليه أنه متشدد
حكمت على العالم أو الشيخ الـ هو بيتبعه بأنه هو كمان متشدد
وهذا الشيخ أنت تعلم أنه دارس فقة وله حق الافتاء والاجتهاد
وقضى حياته فى دراسة العلم والدعوة إلى الله ..
ومع ذلك حرمته من حقة فى الاجتهاد ووصفته بالمتشدد
ورسول صلى الله عليه وسلم قال :
(إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران
وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)
يعنى لو أصاب فله أجران ولو أخطأ فله أجر
لكن كلامك معناه انه سواء كان كلامه صح أو غلط فهو متشدد !!
يبقى أنت فى الحقيقة المتشدد ومتزمت ومعقد الدنيا : )

فمش علشان العالم أو الشيخ بيحرم شىء ما يبقى متشدد وراجعى !!
وفى أغلب الأحيان أنت تعلم بفطرتك السليمة أن ذلك الشىء بالفعل حرام ..
لكنك تريد أن تكذب على نفسك لتهرب من تحريم فعل ذلك الشىء ..
فأنت تعلم أن ذلك الشىء ألهاك عن الصلاة وعن الخشوع ..
وألهاك عن حقوق الوالدين ، الزوجة ، الأبناء ..
وألهاك عن الأدب والحياء الذى يجب أن تتحلى به ..
وألهاك عن سماع القرآن وقرأته ، وجعل قلبك قاسى كالحجر ..
وجعلك تتلذ بالشهوات ، وجعلك تشعر بالكئابة والحزن والخنقة ..
وجعلك تنسى رب الأرض والسموات ، وجعل الأمل عندك طويل فعصيت ..
وجعلك لست راضى عن نفسك ولا عن علاقتك مع ربك ولا عن حياتك كلها ..
والحقيقة أيضاً أن هذا الشيخ ليس متشدد لكنه يحبك ..
نعم والله يحبك ويتقرب إلى الله بحبك ..
ولكنه يخاف عليك عندما يراك معرضاً ..
فأعذره فإن المحب قد يقسو على من يحب أحياناً !!
لأنه خايف عليك من غضبة الرحمن ومن وسوسة الشيطان ..
وخايف عليك من النار ، ولا يريدك أن تندم يوم الحساب ..
إنه يريد لك حياة طيبة مليئة بالسعادة والراحة والسرور ..
يريد لك الأمان والطمأنينة وانشراح الصدر والخير والبركة ..

المصدر : منتديات عبق الياسمين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

2 أعضاء قالوا شكراً لـ أنثى متمرده على المشاركة المفيدة:
,