عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 18-05-2019, 12:37 PM
˛ ذآتَ حُسن ♔ متواجد حالياً
 
 عضويتي » 290
 اشراقتي » Aug 2017
 كنت هنا » اليوم (12:07 PM)
آبدآعاتي » 454,474[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » دنِيَــِا مَآ تِسِـِوَىَ ذَرَة . . [ آهتِمَآم «~
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
رحلة إلى الحجاز





عن هذا الكتاب:
كتاب رحلة إلى الحجاز – إبراهيم عبد القادر المازني هذا كتاب خفيف ينتمي الي ادب الرحلات و المازني يسرد فيه احداث رحلة قام بها عام 1930 الي الحجاز لاداء العمرة ضمن بعثة ضمت بعض الافندية و البكوات.

كانت وقتها الدولة السعودية الثالثة لازالت في بداياتها و لم يكن قد تم اكتشاف الثروة البترولية بعد.
و لك ان تتعجب من الفقر و البداوة التين كانتا منتشرين في الحجاز وقتها، كما تعجب بالاخلاق العربية الاصيلة و الجميلة التي كانت سائدة انذاك، و كل هذا اصبح الان تاريخا".


المازني يبدأ السرد بإسلوبه اللاذع الساخر من كل ما حوله و من نفسه قبل الجميع منذ لحظة صعوده للسفينة التي تقل البعثة الي ينبع ثم جدة و يعطي بعض اللمسات البسيطة عن زملائه في الرحلة وعن طاقم السفينة و هدوء و رتابة البحر الاحمر (بحر القلزم)ثم تأتي قمة السخرية عندما يصلون الي ميناء جدة اثناء تناولهم الغذاء و عدم قيامهم من المائدة حتي اتي وفد من اعيان جدة ليصطحبوهم!!.ثم يحكي المازني عن السيول التي اصابت جدة في هذا الوقت و كيف لأنه ليس هناك فنادق في المدينة تم استضافتهم في بيوت الاعيان، و بأسلوب شديد الطرافة و المرح يصور الولائم و البيوت و المنازل ذوات السلالم عالية الدرجات التي اضطر لصعودها حبوا لقصر قامته.بعدها يطلعنا المازني علي الرحلة من جدة الي مكة بسيارة الامير الحديثة-وقتها- و التي تعطلت رغم انه كان اول استعمال لها، و علي عصاه التي فقدها في الطريق و كيف قطعت الطريق علي المسافرين فقد خاف الناس ان يلتقطوها أو يمرون بجانبها حتي لا يتم اتهامهم بالسرقة و هو ما يكون جزاءه قطع اليد.و يصل المازني الي مكة و يؤدي العمرة و يرسل اليهم امير مكة السيارة ليسعوا بها بين الصفا و المروة!! و يدخلون الي داخل الكعبة و يجدها المازني خالية تماما و يحكي انه بعد عودته أوصته امه الا يخبر احدا" بما شاهده داخلها و عندما حاول الايضاح لها انها خالية قالت له: ايوه خليك علي كده كل من سألك قوله لقيتها خالية، فلما اكد لها انها بالفعل خالية قالت له: تمام مضبوط بارك الله فيك. و يحكي كيف انه اشتاق بعد ذلك لكأس من الخمر و حاول الحصول عليه بالادعاء انه قد ركبه عفريتا و هو يريد ان يسقيه خمرا" لأجل ان ينزعه عن كتفيه و لكن تم اخذ كلامه علي انه يقول نكاتا" ولا يتكلم جادا".بعد ذلك يأخذنا المازني الي بعض الولائم و الحفلات التي حضرها بعضها في الصحراء و وادي فاطمة و البعض الآخر في قصور الامراء.وينهي الكتاب بمقارنة بين مصر و الحجاز انقل منها الآتي: وبهذه الطريقة العملية يحل ابن السعود مشاكل بلاده و يعالج ترقيتها؛ و قد تبدو الخطي بسيطة و لكنها مناسبة لحالة البلاد و تعداد اهلها. و المال هو العقبة الكبري و لكن الحكومة لا تتعجل و لا تذهب الي إثقال كاهل الناس بالضرائب من اجل ذلك، و شعارها، ان العجلة من الشيطان. و لكن خطاها وطيدة مستمرة. كخطي السلحفاة التي سبقت الارنب، و الارنب عندي هو مصر.
و لقد عدت من الحجاز و انا مقتنع ان مصر اذا ظلت تتخبط و تولي الشئون السياسية هذا الحظ الباهظ من رعايتها علي حساب المرافق الجدية و المراشد الحيوية، فسيسبقها الحجاز بلا ادني ريب.
فسبحان الله ها هو التاريخ يعيد نفسه الان و ها هي نبوءة المازني متحققة و التي اطلقها قبل حتي اكتشاف النفط في الحجاز.
كتاب رائع و خفيف و مرح و ساخر و تتعرف من خلاله علي تلك الشخصية الرائعة التي لا تتكرر كثيرا الاديب الذي لم يأخذ حقه حتي هذه اللحظة رغم وفاته منذ اربعينات القرن الماضي: ابراهيم عبدالقادر المازني




 توقيع : ˛ ذآتَ حُسن ♔


رد مع اقتباس