عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-06-2019, 02:04 AM
رهينة الماضي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 815
 اشراقتي » Aug 2018
 كنت هنا » اليوم (02:06 AM)
آبدآعاتي » 1,494,572[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
هارون الرشيد: واقع أغرب من الخيال




هارون الرشيد: واقع أغرب من الخيال

يراك الناس شخصية مشاغبة تستمتع أحياناً بغيظ الآخرين او مشاكستهم، إجتماعي وتستطيع جذب الأصدقاء إليك بكل سهولة، لديك حس نادر من الفكاهة التي تتيح لك الخروج من المواقف المحرجة بسهولة، شخصيتك ذكية رغم أنك أحياناً تتظاهر بغير ذلك، في بعض المواقف تتظاهر وكأنك لا تفهم ما يجري حتى لا تحرج الآخرين، لكنك بداخلك واعٍ بكل ما يحدث، شخصية حويطة قليلا وغير سهلة الفهم وهذا ما يجعل شخصيتك جذابة في نظر الآخرين.

هارون الرشيد يستقبل في بلاطه وفدًا بعث به شارلمان.

هارون الرشيد بطل الرواية حاكم ذو شخصية ساحرة، وزِيرُ نساءٍ، وهو دائمًا مستعدٌّ للمغامرة.
إن البحث عن هارون الرشيد «الحقيقي» يُفضي بالمؤرخ إلى ثلاثة مؤلَّفات من العصور الوسطى؛ أولها: لمحمد بن جرير الطبري (تاريخ الرُّسُل والملوك)، وثانيها: للمسعودي (مُروج الذهب ومعادن الجوهر)، والثالث: لأبي الفرج الأصفهاني (كتاب الأغاني). فالمصادر المُتاحة شحيحة، ولا عجب في ذلك عِلْمًا بأننا نتحدث عن القرنين الثامن والتاسع.
سعى هيو كينيدي في هذا المقال إلى تقديم «رؤية أكثر دقة» لهارون الرشيد عن الرؤية السائدة في الغرب؛ حيث طالما رسخت في المخيِّلة الشعبية رؤيتُه من منظور «ألف ليلة وليلة». على سبيل المثال: قدَّمتْ قصيدةُ «ذكريات ألف ليلة وليلة»، التي نظَمها تنِيسون عام ١٨٣٠، مثالًا نموذجيًّا للرؤية الاستشراقية لفترة «العصر الذهبي» لهارون الرشيد.
لا بد لأي تقييم جادٍّ لهارون الرشيد أن يحلِّل أربعة جوانب لحكمه: سيرتَه العسكرية، وميراثَه الثقافي، ومخططاتِه للخلافة، والتحولَ الكامل في موقفه إزاء البرامكة؛ رجالِ بلاطه الذين عملوا في خدمته زمنًا طويلًا.
كان سجِلُّه الحربي لا غُبار عليه وإن لم يكن مذهلًا؛ فحسب تعليق كينيدي: «لقد حقق نجاحات طيبة وتفادَى كوارث كبرى.» ولكن الدولة البيزنطية الكافرة ظلت باقية.
كان أداء هارون الرشيد أفضل خارج ساحة المعركة؛ إذ بلغتْ رعاية الدولة العباسية للأنشطة الثقافية أَوْجَها في عهده؛ فقد شمِل برعايته فقهاءَ شرعيين (مالك بن أنس والشافعي)، ومؤرخين (الواقدي وابن قتيبة)، وشعراء (أبا العتاهية والشاعر أبا نواس سيِّئَ السمعة)، وموسيقيين مثل أبي إسحاق الموصلي، وعلماء في الرياضيات. وقد بلغ حبُّه للمناقشات الدينية والفلسفية مبلغًا أورثه لقب «أمير الكافرين»، على عكس اللقب التقليدي «أمير المؤمنين». كذلك فقد شجَّع هارون الرشيد ترجمة المُؤلَّفات العظيمة التي تضمَّنتْ كلاسيكيات يونانية وهندوسية وفارسية إلى اللغة العربية. وفي كثير من الأحيان كانت تلك المؤلفات تُراجَع وتُنَقَّح وتُنشَر في أنحاء الإمبراطورية. وقد أُهدِيَتْ أول ترجمة عربية عن إقليدس إلى هارون الرشيد.

باءت مساعي هارون الرشيد الحثيثة لتنظيم مسألة الخلافة من بعده بالفشل؛ فقد نصَّب الأمينَ ابنَه وريثًا له، ومِن بعده ابنًا آخرَ — المأمونَ — بدلًا عن ابن الأمين. فما كانت النتيجة؟ حرب أهلية شعواء كانت هي الأولى من نوعها في تاريخ بغداد الفتِيَّة.

وإن إبادة هارون الرشيد للبرامكة الموالِين له — والذين كانوا قد أثْرَوْا من رعاية الخليفة لهم — لَلُغْزٌ محيِّر؛ فهو إذ لم يُبْدِ اهتمامًا كبيرًا بشئون الدولة، وعهِد بها إلى وزيره جعفر البرمكي، كان الإعدام الوحشي لأرفع مسئول لديه والقبض على أعضاء آخرين في العائلة تصرُّفًا أهوج، وأحدَث ضررًا لا داعي له، ويُشير — من وجهة نظر كينيدي — إلى «رجل يمكن أن يستبدَّ به الحقدُ والقسوة والغباء.»

وقد تمثَّل الإنجاز الذي حققه كينيدي في خلق صورة آسرة متعددة المستويات لشخصية أكثر إثارةً للاهتمام بكثيرٍ من الخليفة المُبهرَج الذي تحكي عنه روايات «ألف ليلة وليلة». وإن سيرة هارون الرشيد لَمُذهلةٌ في حَدِّ ذاتها؛ إذ تتلاقى مع أَوْج سلطان الدولة العباسية ومجدها. وهي بما فيها من سفك للدماء، وفتوحات، وتعبُّد، وزِيجات، وطلب علم وبحث، وبناء للقصور، وإنفاق على نطاق هائل لن يتكرر، لا تحتاج في وصفها إلى الإضفاء عليها ما ليس فيها. وكتب المسعودي: «بلغتْ روائع عهده وثرواته ورخاؤه مبلغًا أكسب تلك الفترة لقب «شهر العسل».» ويندُر أن يوجد من مؤرخي عصرنا الحالي مَن قد يُشكِّك في ذلك.
الكاتب:جاستن ماروزي






 توقيع : رهينة الماضي






الف شكر اخي تاجر الاحزان على التوقيع الرائع













رد مع اقتباس