معلوم أن العرب تَعتبر التكنِّيَ من علامات الشرف، ورمزًا للفخر والفضل
ونجد أنَّ عائشة رضي الله عنها تُكنى بأكثرَ من كنية:
(1) أم المؤمنين، ويشاركها في هذه الكنية جميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك لقوله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6].
(2) أم عبد الله، واختلَف العلماء في سبب تكنيتها بأم عبد الله:
القول الأول: أن الذي كنَاها بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنها رغبت
أن يكون لها كنية، ولا شكَّ أن الكنية نوعٌ من التكريم، فأرادت عائشة رضي الله عنها
أن يَكنِيَها النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعن عروة عنها أنها قالت: "كلُّ صواحبي لهنَّ كُنية"
قال: ((فاكتَني بابنك عبدِالله)) - يعني ابنَ اختِها أسماء - قال: فكانت تُكنى بأمِّ عبدالله.
وعن عائشة قالت: لما وُلد عبد الله بن الزبير أتيتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم
فتفَل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفَه، وقال: هو عبدُ الله، وأنت أمُّ عبد الله
فما زلتُ أُكنى بها، وما ولَدت قط[1].
القول الثاني: أنها أسقطَت ولَدًا من النبي صلى الله عليه وسلم، فمات، وقد سماه عبدالله؛ وهذا لا دليلَ عليه.
قال الحافظُ رحمه الله: "ولم تلد للنبيِّ صلى الله عليه وسلم شيئًا على الصواب
وسألَته أن تُكنى، فقال: اكتني بابنِ أختك، فاكتنَت أمَّ عبدالله"[2].
وقال النووي رحمه الله: "وأما ما رُويناه في كتاب ابن السنِّي عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
"أسقَطتُ من النبي صلى الله عليه وسلم سِقطًا فسمَّاه عبدالله، وكنَاني أمَّ عبدالله"، فحديث ضعيف"[3].